رياضة

نسور قاسيون… لماذا يا “حكيم”؟

فريق يلعب خارج أرضه من بداية التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم في روسيا ٢٠١٨، إعداد سيّء جداً، إمكانيات ضعيفة بل ومعدومة، يملك مدرب، ومساعد مدرب، ومدرب حراس فقط!!! نعم فقط، لا يملك مدرب لياقة ولا كادر فني كبير، لم يستطع تأمين مباريات ودية بسبب الحرب، ولاعتقاد الخصوم أنهم سوف يواجهون خصم ضعيف كان الرد يأتي دوما  بالرفض، لكنه فريق يملك قلب ٢٣ مليون، نعم أنا أتحدث عن منتخب بلادي (سورية) الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى مونديال روسيا لولا الحظ العاثر وبعض الأمور الفنية وخاصة في المباراة الأخيرة التي سنتحدث عنها بالتفصيل:

مدرب وطني: ياه ما أجملها من كلمة عندما تسطيع الوصول لهدفك بمدرب وطني، لكن أنت تلعب أمام أعلى المستويات وأكبر فرق القارة الصفراء، فيجب أن يكون المدرب صاحب خبرة حقيقة، وقادر على استيعاب نجومه، وبإمكانه قلب موازين أي مباراة بتكتيكه وقرائته المميزة لمجريات المباراة.. طبعاً هنا لست ناكراً لجميل المدرب أيمن الحكيم الذي استلم دفة المنتخب بظروف صعبة، لكن بعد وصولنا للمراحل النهائية كان لابد من تغير جذري، لأن للأسف الشديد الفريق كان أكبر من المدرب… كيف؟؟

_ أستراليا تلعب ٣-٥-٢ ومن النظرة الأولى ستعرف أنك أمام خمسة لاعبين في منتصف الملعب ، أي أن الخصم يعتمد على الكثافة العددية في المنتصف، ومن البديهي في حال خسارة معركة الوسط أنك خسرت المباراة غالباً ، لكن الحكيم لم يكتشف هذا الأمر لا في الذهاب ولا في الإياب، واعتمد نفس الخطة التي لعب فيها في مباراة الذهاب، فبات الفريق مكشوفا أمام الخصم الاسترالي العنيد.

_ خطة منتخبنا في بادئ الأمر رأيتها (وجهة نظر) ٤-٤-٢ ، لكن ضمن المجريات لا أدري ماذا حدث فتارةً أجدها 4-2-3-1 وتارةً أخرى ٤-٣-٣ ( ماعلينا)، ضياااع تام طيلة فترات اللقاء والتراجع المبالغ فيه أجهز علينا كما نوَّهنا سابقاً، أعلم أننا نلعب أمام منتخب قوي وأسم كبير في الكرة الآسيوية، لكن أقسم لكم أننا في الشق الهجومي والمهارات أفضل منهم، أما قلة التركيز فحدث ولا حرج.

_ التبديلات:  لا يختلف اثنان على أن غياب خمسة من ركائز الفريق ضربة قاسمة للظهر، لكن كان بالأماكن إلى حد ما تفادي الغيابات..

إشراك فهد اليوسف أحد أفضل الأجنحة الهجومية في منتخبنا في مركز جديد عليه وأمام المنتخب الأسترالي، نعم أنا مع تراجع مستوى الشبلي، لكنه لاعب مقاتل ويمتاز بالسرعة الكبيرة وأنت تحتاج للاعب مثله في هذه المباريات، هنا خسر الحكيم ورقة مهمة، كان يمكن الاستفادة منهما خاصةً بعد المجهودات الكبيرة التي قدمها المواس، فيكون اليوسف البديل المناسب للمواس.

مارديك مارديكان.. كان الحكيم ينتظر (موت) “بعيد الشر” مارديك حتى يخرجه!!!! مارديك لاعب مهاجم ٩ أو ٩ ونص خلف المهاجم، لماذا أشركه الحكيم في الشوط الثاني كلاعب جناح أيسر مع وجود السومي الذي فضل الحكيم إبقائه على مقاعد البدلاء، نعم عزيزي القارئ اللاعب المحترف الذي يلعب في بطولة اليوربا ليغ مع ناديه السويدي فضل الحكيم عدم إشراكه.

أما المدرب الأسترالي فقد أشرك تيّم كاهيل صاحب الـ ٣٧ عام أساسي ولمدة ١٢٠ دقيقة وأحرز هدفين، لكن الملفت بالموضوع: أيعقل أن مدربنا وجهازنا الفني لم يتفطن لإمكانيات هذا اللاعب والتنبيه من خطورته في الكرات الرأسية!!!

أخيراً: سامحوني على نبرتي العدائية لمدرب منتخب بلادي الوطني، لكن من حرقة الدم التي بداخلي وداخل كل مواطن سوري، أما اتحاد كرتنا العظيم أرجوك ثم أرجوك أن تعطي لهذا المنتخب أهتمام أكبر، لأن كرة القدم قادرة على إسعاد شعب آلمته الظروف.

البعث ميديا || خاص – ماهر سليمان