ثقافة وفن

بورتريهات أنثوية

حفل المعرض المشترك في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة بأساليب فنية متعددة وفق المدارس التشكيلية إلا أن التعبيرية شغلت حيزاً من أركان المعرض بأشكالها المتدرجة بين التعبيرية الواقعية والانطباعية والدمج بينهما بلمسة الريشة المبدعة، وجسدت الأنثى إحدى معالم التعبيرية والتي كانت الأقرب إلى الزائرين الذين يميلون إلى هذا الفن التشكيلي بعيداً عن السريالية وشطحات التجريد، ففي لوحة إسماعيل نصرة التي قُسمت إلى أربعة أقسام صوّرت بورتريهات لحالات تأملية للأنثى تنعكس على ملامح وجهها وحركات أصابعها الموحية بإبداعها الذاتي وبإنصاتها إلى صوتها الداخلي معتمداً على الخلفية الرمادية التي ترمز بدلالاتها إلى تناقضات ما يدور حالها، وإلى حالة فوضى أفكارها، بينما نجد صورة أخرى لثنائية المرأة والرجل في لوحة الفنانة عبير أحمد التي هيمن عليها الثوب الأحمر الذي ترتديه المرأة والموحي بعواطفها وأحلامها المتلاشية مع الرجل البعيد عنها والذي يغمض عينيه متعمداً ولايرى شيئاً ولايصغي إلى ثرثرتها.
أما الفنان علي الكفري فجسد بورتريه لأنثى تلجأ إلى كتاب صغير وتسكن إلى دواخلها والملفت هو الألوان الترابية التي هيمنت على اللوحة دلالة إلى السكون وربما الاستسلام للحظات اليأس.
ولم تقتصر التعبيرية الواقعية على بورتريهات الأنثى وإنما بتجسيد ملامح الحارة القديمة ومعالم دمشق القديمة كلوحة أحمد الخطيب، وحجارة البيت القديم وأقواس الحارة المرسومة بدقة بلوحة الفنانة فائزة الحلبي.

البعث ميديا || ملده شويكاني