محليات

القدموس.. خدمات لا تليق بمنطقة سياحية ومطالب أهلية مشروعة!

تتبع منطقة القدموس لمحافظة طرطوس وتقع في السلسلة الجبلية الساحلية على الطريق الواصل بين بانياس ومصياف، تبعد عن طرطوس 65 كيلو مترا، تطل على ما حولها وعلى ممر بانياس مصياف، والسهول والجبال، كما تحيط بها الطبيعة الرائعة من كل جانب، فيها أكثر من ناحيتين، حمام واصل والطواحين، تتبع لها إداريا 67 بلدة وقرية ومزرعة .. طبيعتها غناء، ومواردها وفيرة ورغم ذلك فقاطنوها يشكون ولصوتهم صدى …فما أبرز تلك المعاناة والمطالب لأهالي تلك المنطقة الوادعة الجميلة …؟ وماذا ترد الجهات المسؤولة …؟

شجون وهموم

يرى المواطنون، أهالي منطقة القدموس، عدم التمثيل الصحيح لمجلس المحافظة في طرح، بل ومعالجة قضاياهم، كما يستنكرون عمل دائرة التخطيط في المحافظة لعدم شمول هذه المنطقة بمشاريع الخدمات إسوة ببقية المناطق، مما جعلها مهمشة، حيث تغيب النشاطات الاستثمارية في المنطقة، والقدموس ذات طبيعة سياحية جميلة، لا يوجد فيها فندق أو مقصف ولا أي مشروع سياحي بخلاف المناطق الأخرى، كمالا توجد في القدموس ولا محطة معالجة، وأغلب القرى لم ينفذ فيها مشاريع صرف صحي وتعتمد على الجور الفنية والتي تؤدي إلى التلوث، إضافة لذلك فقراها عطشى، والسكان يشترون المياه، ورغم وجود شبكات مياه لكن لا تأتي المياه سوى ساعات محدودة في الأسبوع، علما أن في المنطقة ينابيع عدة، ولم يتم بناء سد أو سدة أو حتى رامة…!

وتساءل الأهالي : لماذا لا تعبد الطرقات الزراعية رغم أن المنطقة سياحية …؟ يوجد في القدموس جبل اسمه النبي شيت وهو جبل مميز بروعته وارتفاعه، كما أنه محاط بمناطق تشجير اصطناعية، لا يوجد إليه طريق معبد ووصل التزفيت إلى قاعدة الجبل وما على المواطن سوى المشي على الطريق الغير معبد نصف ساعة ليصل إلى القمة…؟

نعنو وشنية بلا وسيلة نقل…!

وفي مجال النقل، لا يوجد سرفيس يخدم قريتي نعنو وشنية القريبتين من القدموس، وأحد المواطنين أشار إلى أنه يمتلك بيتا في قرية نعنو التي تبعد عن القدموس 12 كم لكن لعدم وجود سرفيس يصل إليها فقد ترك منزله واستأجر منزلا في المنطقة لمتابعة عمله، وأحيانا وعند الساغة الثانية عشرة ظهرا لا يوجد سرافيس من القدموس إلى طرطوس ولا توجد سرافيس مناوبة…!

كما لا توجد منشأة صناعية حكومية باستثناء معمل السجاد في القدموس، حيث توقف عام 2014 لقلة الصوف ثم عاد للعمل / كلام الأهالي أكده السيد رفعت محمد مدير الشؤون الاجتماعية بطرطوس /.

وعن الواقع الصحي سجلنا عن لسان المواطنين، أنه تم تحويل مشفى السل إلى مشفى وطني يفتقر للكثير من المعدات والأدوية …؟

عدم تطوير شبكة الهاتف ..!

وأضاف المواطنون: لم يتم تطوير شبكة الهاتف …! وهناك الكثير من المنازل في القرى لا يوجد بها هاتف أرضي …؟ كما أن هناك قرى بعيدة عن مراكز الهاتف لا يوجد فيها شبكة انترنت مثل المنصورة وخربة عامودة ونعنو …؟

وصلتنا شكوى في فحواها : تتبع قرية خربة عامودة والمنصورة لمقسم القدموس،تم مد كبل هاتفي بسعة 60 خطا للقريتين منذ العام 1998، أي قبل 19 سنة، وحتى الآن لم يتم أي تحسين للخط، وما تم هو إعطاء نمر إضافية لبعض المتنفذين، وأصبح عدد النمر أكثر من عدد الخطوط الفعلية، بحيث يبقى عدد من المشتركين خارج الخدمة، وعلى الجميع إرضاء العاملين في المقسم أو عمال الصيانة….قرية نعنو والمشرفة وعامودي نفس الحالة والخط واحد …!

ضعف الإمكانيات الذاتية..!

عزا أحمد أبو حسون رئيس مجلس مدينة القدموس غياب النشاطات الاستثمارية في المنطقة إلى ضعف الإمكانيات الذاتية لجميع البلديات، وأعضاء مجلس المحافظة يتابعون قضايا المواطنين بشكل جيد ولا يوجد تقصير منهم أبدا، يوجد مشروع فندق سياحي قيد التنفيذ في منطقة عين الريس حيث تم البدء بالبنى التحتية.

بانتظار التمويل

وأضاف : منذ أكثر من أكثر من خمس سنوات حددنا محطتي معالجة، محطة جورة الزرقة ومحطة القديميسة، راسلنا مديرية الصرف الصحي أكثر من مرة كما قدموا للمنطقة كشف، تم وضعهما بالخطة العام الماضي وبدورنا نتابع الموضوع، لا يمكن تنفيذ مشروع صرف صحي دون محطة معالجة، نفذنا العام الماضي ثلاثة مشاريع صرف صحي وهي مشاريع ضخمة / وطى الراس والتناخة والشنيه/ كلفت عشرات الملايين، حيث نفذت من قبل الشركة العامة للصرف الصحي، وهذا العام درسنا مشاريع صرف لقرى خربة عامودة والدويلية وحدندوش، وفي حال توفر التمويل سننفذها.

مكب القمامة ..للإزالة

وأفاد أبو حسون :تحسن واقع مياه الشرب بعد أن تزودت محطات المياه بالوقود، وكل خطوط المنطقة مخدمة بوسائل نقل، وقريبا ستتم المباشرة بالمنطقة الصناعية.

وأثناء زيارتنا للمنطقة لفتنا منظر مكب قمامة في أول المنطقة،ولدى سؤالنا رئيس مجلس مدينة القدموس عنه أكد على أن المكب سيرحل إلى محطة معالجة النفايات في وادي الهدة وذلك خلال فترة قريبة.

مشاريع منفذة وقيد التنفيذ

وعن المشاريع المنفذة والقيد التنفيذ هذا العام ..؟ بين حسون ما تم تنفيذه خلال عام 2016-2017، صبات بيتونية وخندق مطري ضمن المدينة، مشروع تزفيت طريق في بيت زينو ورام حزير، ومشروع تزفيت مدخل الكراج من جهة المصرف الزراعي مع صيانة طرق، مشروع شق وتزفيت المدخل الشمالي للكراج مع طريق زراعي، إضافة إلى مشروع تزفيت وصلات طرق مع صب أرضيات ضمن مدينة القدموس، كذلك العديد من وصلات الصرف الصحي ضمن المدينة، أما المشاريع التي سيتم تنفيذها خلال عام 2017 والتي تمت الموافقة عليها فهي مشروع جدار استنادي خلف شركة كهرباء القدموس بقيمة ثلاثة ملايين ليرة، ومشروع تزفيت طريق وطى الراس – حي بيت ديوب بقيمة /13/ مليون ليرة، وأيضا مشروع صرف مطري في حي الشرشور بقيمة 17 مليون ليرة.

غنى بالمياه والأعطال سبب …!

وبدوره أكد المهندس محمد مخلوف، نائب مدير مؤسسة مياه القدموس، على غنى المنطقة بالمياه، كما أكد على أن الضخ جيد من قبل المؤسسة، بدليل أن ضخ الماء للمنازل كان كل خمسين يوما، بينما ومنذ الشهر الرابع لهذا العام بدأ ضخ المياه كل عشرة أيام وتبقى حتى يمتلئ خزان أعلى بيت بالحارة ليتم بعدها فصل الماء عن المنازل، لم ينف معاناة المواطنين من عدم وصول الماء لعطل أو مشكلة وقد يكون خط مغلق لإحدى الحارات …!

قيد التنفيذ

لم ينف المهندس أمجد سعيد، مدير اتصالات القدموس، معاناة المواطنين في قريتي المنصورة وخربة عامودة، وأكد على أن المشكلة تكمن بوجود مئة خط يغذي 69 مشتركا، ومساره صعب، فالكبل  طوله 6 كم وممدود على حوالي 160 عمود وبذلك يتعرض لصواعق في فصل الشتاء، وأشار إلى أن القرى بعيدة عن المركز أكثر من 7 كم وبذلك لا تصل إشارة الانترنت للأهالي، ولمعالجة هذه المشكلة يجب أن يلغى المسار بعد أن جاءت الموافقة من حوالي خمسة عشر يوما على تركيب وحدة ضوئية تغذي قريتي المنصورة وخربة عامودة.

جهاز طبقي محوري غير متوفر..!

ومن جهته أكد الدكتور بسيم محمد، مدير مشفى القدموس، على عدم وجود نقص بالمشفى إنما يوجد ضعف تجهيز من حيث النوعية، فلا يوجد في المشفى جهاز طبقي محوري علما أنه موجود بالشيخ بدر وبانياس وطرطوس، وباجتماعاتنا مع وزير الصحة عرضنا طلبنا لتخديم المواطنين ووعدنا بتلبيته .

عدم تمويل الطرقات الزراعية..!

أشار لبيب قبرصلي عضو المكتب التنفيذي المختص بالشأن الزراعي إلى أن الطرقات الزراعية في جميع مناطق المحافظة لم تعبد منذ العام 2011 وحتى هذا العام، بسبب عدم تمويلها بعملية التعبيد والتزفيت، وجل ما تقوم به المحافظة هو قشط الطرق الترابية لتسويتها من الحفر والانجرافات المائية، كما يتم التركيز على الطرقات الخدمية والتنظيمية.

وبالنسبة للريجة البعيدة عن مناطق إنتاج التبغ في منطقتي القدموس والشيخ بدر، أوضح قبرصلي أنه تم اختيار الموقع في المنطقة الصناعية لوجود بناء عائد للدولة أحدثت فيه مستودعات، وحاليا يوجد اقتراح لبناء مستودعات للدخان في القدموس، حيث درس هذا المقترح ضمن مصفوفة المشاريع التنموية لعام 2017، وتوقع عضو المكتب التنفيذي المختص أن يكون جاهزا خلال سنتين .

الرعاية والاهتمام

تمنحنا الطبيعة غنى جمالي، وما على الجهات المعنية سوى منحها المزيد من الرعاية والاهتمام، وأخذ مطالب المواطنين على محمل الجد ووضعها في سلم الأولويات، للوصول إلى نتائج مرضية للمواطن والبيئة على حد سواء…!

 

البعث ميديا || دارين محمود حسن