ثقافة وفن

التشكيلي نشأت رعدون: السريالية لغتي المعبرة في معرضي الأول

افتتح  الفنان النحات نشأت رعدون معرض الرسم الأول في صالة لؤي كيالي في الرواق العربي، تضمن 30 لوحة من القطع الكبير كانت عبارة عن سلسلة من اللوحات ذات الحكايا السريالية المنبعثة من قلب الواقع والحياة المعاشة ولكن عبر حبكة مؤطرة بحكم هذا الفن الخارج عن المألوف، إذ هو يحاكي النقاش الفكري ويذهب إلى حقائق تربط الأمور على غير نمطية الوجود بل على حسب مغزاه المعنوي، ومن خلال هذا قدم  لنا لوحات جميلة وذات أسلوب خاص به يتأتى من ربط عوالم طبيعة وأبجديات الحياة كالإنسان والحيوان والنبات… وبما يخدم الفكرة ويستنطق المألوف بالمعنى وهو غاية الفن وجوهره، وذلك بالعودة إلى فن الممكن واستنطاق الأسباب الوجودية لها، فمثلا في لوحة من وحي المتنبي “السيف أصدق من شجاعة اللسان”، التي فيها بدت بقعة الدم رسالة لأبجدية القوة الوحيدة، وفي لوحة أخرى بدى الطير يستطيع أن يصطاد حوت بشبكته الوهمية، والقلم ملك قطة تخط حزن امرأة على جدارية عمرها.. ؟!

التجريد والتحوير يعتبره الفنان أبجديته التي عمل عليها بخصوصية على لوحات كبيرة و جدارية قماشية استخدم فيها الألوان الزيتية التي تتهادى على إيقاع بصري متناغم مع رموز اللوحة ومحتواها في المنظور في حين كانت الإضاءة خافتة بحسب المدرج كأنه يتغافى في عمق اللوحة ليكون في عمق السؤال المطروح فيها، المعرض اتخذ خطا واحدا بالمعاني السريالية والألوان النارية والأشكال الرمزية المتناغمة والإضاءة جاءت خافتة لتعطي المعنى العميق للسريالية المطروحة والتي تعتمد عمق النظرة ومد المنظور، ومعرض الرسم هذا هو الأول بعد أن كان قضى زمننا في عالم النحت الذي أنجز من خلاله نصب عديدة كانت موزعة في رحاب سورية بلغت  36 منحوتة موزعة على أرض سورية أهمها نصب السد الذي حاكى فيه جميع طبقات الشعب الذين بنوا السد بحماة ارض العاصي ،وقد أوضح أن توجهه للرسم تأتى بعد أن تهدم مرسمه الكبير في الحرب ليلجئ لممارسة هوايته في مرسم صغير،والمعرض هو تجربة مهمة ومخصصة لتجسيد تجربته بالنحت على القماش عبر تشكيل المنظور برؤيته المميزة” …

المعرض مستمر مابين 20 إلى 30 من الشهر الجاري.

البعث ميديا || رجائي صرصر