الشريط الاخباريثقافة وفن

الكشف عن نفق مسقوف في موقع سيع الأثري في مدينة السويداء

أسفرت أعمال التنقيب التي نفذتها البعثة الوطنية للتنقيب خلال الموسم الحالي عن جملة من المكتشفات الأثرية في موقع سيع الأثري وفي البلدة القديمة بالسويداء.

وشملت المكتشفات في موقع سيع نفقا مسقوفا بحجارة الربد بارتفاع نحو المترين وعرض متر وطول ثمانية أمتار باتجاه شرق غرب ويقع في الزاوية الشمالية الشرقية لمعبد بعل شامين الذي يعود لعام 31 قبل الميلاد ويعد أقدم معبد أثري بالمحافظة.

وأوضح رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان في تصريح لمراسل سانا اليوم أن النفق مبني من حجارة متوسطة الحجم بعضها مشغول ومشذب ويقع تحت جسم معبد بعل شامين ولا يحتوي مدخلا أو بابا نظاميا لافتاً إلى أنه تم الكشف داخل النفق عن بعض الكسرات الفخارية الصغيرة وعن سراج فخاري كامل تبين أنه يعود إلى أواخر الفترة الهلنستية أواخر القرن الثاني قبل الميلاد وبداية القرن الأول قبل الميلاد إضافة لقطعة نقدية.

هذه المكتشفات بحسب كيوان تشير إلى أن النفق بني واستخدم قبل بناء المعبد الحالي وإلى احتمالية وجود معبد سابق يعود لأواخر الفترة الهلنستية وجرت توسعته وإعادة بنائه عام 32 قبل الميلاد وما يدعم هذه الفرضية كشف مذبح مضلع صغير يعود لأواخر الفترة الهلنستية وجد في الركام الموجود تحت قدس أقداس المعبد الحالي إضافة لكسرة فخارية من النوع الرقيق فيها بعض الأحرف اليونانية.

وأشار كيوان إلى أن أعمال التنقيب كشفت أيضاً عن أساس الجدار العرضاني الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب إلى جانب الجدار الشمالي للمعبد بالإضافة إلى نحو 80 قطعة من النقود البرونزية تعود إلى فترات زمنية مختلفة مر بها المعبد وموقع سيع من نبطية إلى رومانية وبيزنطية وكسرات عظم حيوانية جنوب جدار المعبد الجنوبي حيث تقع مربعات فيها جداران عرضيان يعتقد بأنها كانت تستخدم كمطابخ للكهنة وكذلك تم الكشف عن العديد من القطع النقدية وحلي برونزية تأخذ شكل التاج الأيوني في المربعات الواقعة غرب المدخل الرئيسي للمعبد.

أما بخصوص المكتشفات في مدينة السويداء القديمة فبين رئيس البعثة الوطنية للتنقيب في المدينة للموسم الحالي طلعت العفيف أن أعمال التنقيب أظهرت أجزاء من الحي الروماني الضخم الذي يحيط بالمسرح الصغير الأوديون والذي يقع ضمن البلدة القديمة غرب الكنيسة الكبرى وذلك من خلال الأسبار والمسح الطبوغرافي للموقع والمخططات الهندسية التي تمتد على مساحة 300 متر.

وأوضح العفيف أن هذه المخططات وضع تصورها الباحث الفرنسي ميكائيل كالوس خلال فترة التعاون بين المديرية العامة للآثار والمتاحف والمعهد الفرنسي لآثار الشرق الأدنى بين عامي 1997- 2000.

كما كشف خلال أعمال التنقيب بحسب العفيف عن عدد من العناصر المعمارية عبارة عن محال ومستودعات تخزين ممتدة على نسق واحد من الجنوب إلى الشمال بمحاذاة الأوديون ويتقدمها رواق مبلط تظهر فيه بقايا البلاطات الحجرية للطريق وتتوضع فوقه مجموعة من خرزات الأعمدة الحجرية التي كانت تحمل رواقا معمدا وهو سقف يتقدم البناء ولا تزال قواعدها موجودة.

ولفت العفيف إلى أنه تم تقسيم الأعمال إلى قطاعين أولهما شمالي يمتد في التقسيمات الجدارية المحدثة أمام المحال التجارية حيث تمت إزالة وتنظيف الموقع من الأتربة وإظهار العناصر المعمارية منها الشارع المبلط وتوضيح امتدادات أساسات الرواق المعمد كما ظهر في الجزء الغربي من هذا القطاع أساس لرواق ثان مواجه للرواق الأول يفصل بينهم شارع مبلط بعرض 8 أمتار.

أما أعمال التنقيب في القطاع الجنوبي فأظهرت أساس الرواق الشرقي لمجموعة من البلاطات المتراصفة حيث تم الكشف عما تبقى من امتداد لهذا الأساس باتجاه الشمال مع بركة مائية حجرية مكلسة تبلغ أبعادها 5ر2 ضرب 2ر35 مترا أمام الرواق من الجهة الجنوبية حيث تقع هذه البركة بين أساس الرواق الشرقي وبين أساسات جدران واجهة البناء وطلي الجزء الظاهر من أساساتها من الداخل والفراغات بين حجارة أرضيتها بمادة الكلس لمنع تسرب المياه منها.

وأعرب العفيف عن اعتقاده أن هذه البركة قد تعود إلى الفترة الرومانية المتأخرة أو البيزنطية وبانتظار الكشف عن ملحقات البناء ككل ليتسنى الكشف عن وظيفتها ومقارنتها مع مثيلاتها من عمارة رومانية في مناطق أخرى مشيرا في الوقت نفسه إلى الكشف عن قناة مائية فخارية ملاصقة للبركة من الجهة الجنوبية قد تكون وظيفتها تخديم البركة وتزويدها بالمياه.

يذكر أن أعمال التنقيب خلال العام الماضي أسفرت عن الكشف عن الجزء الجنوبي لبوابة السويداء الغربية الأثرية غرب منطقة دوار النجمة والتي تعود إلى الفترة النبطية الرومانية في نهاية القرن الأول الميلادي وتعد صلة الوصل بين مدينة السويداء في تلك الفترة ومنطقة قوس النصر شرقا وشارع النجمة ما يؤكد أن مدينة السويداء القديمة مدينة متكاملة تشابه إلى حد ما مدينة بصرى لجهة وجود البوابات والأسوار وأبنية الخدمات العامة والمسارح والحمامات الأثرية كما تدل على أن زائر المدينة كان يدخلها من بوابة رئيسية في نهاية شارع النجمة الذي يمتد إلى قوس النصر.

كما تم في موقع سيع الأثري العام الماضي الكشف عن أساسات السور الجنوبي لمعبد بعل شامين الذي يلتقي مع الواجهة الشرقية للمعبد بطول 5ر17 متراً و العديد من اللقى الأثرية المهمة من بينها نقود قديمة وختم حجري ومسلة حياكة مصنوعة من البرونز.

 

البعث ميديا || سانا