الشريط الاخباريثقافة وفن

حروفيات أكسم طلاع تتلألأ بصالة سنيار بدبي

تحتفي صالة سنيار في دبي حالياً بأعمال الفنان التشكيلي أكسم طلاع الحروفية من خلال معرض فردي يضم خمسا وعشرين لوحة بأحجام كبيرة أغلبها بتقنية الألوان الزيتية الى جانب بعض الأعمال بتقنية الغرافيك بأحبار ومواد مختلفة باللونين الأبيض والاسود.

وشكلت أعمال طلاع المعروضة استعراضاً احتفالياً بالحرف العربي وطاقاته البصرية اللامتناهية في تشكيلات مبتكرة كسر من خلالها الفنان النمطية التقليدية للتعامل مع هذا الحرف مكتشفا آفاقاً واسعة في عالم الحروفية ومثبتاً قدرة استثنائية في إظهار قابلية هذا الفن على التجدد ومواكبة الحداثة الفنية.

وقال التشكيلي طلاع الموضوع الأساسي للمعرض هو حضور الحرف بشكله البصري دون الدلالات الأدبية لان الجانب البصري للحرف العربي يعتبر الميدان الحقيقي لفن الحروفية الجديدة التي تقوم على خاصية البحث والتأليف في المفردة البصرية للحرف بعالم التشكيل على صعيد اللون والخط.

وحول التنويع ما بين الرماديات والألوان أوضح طلاع ان القيمة الغرافيكية للحرف العربي تقع في الثنائية وفي المساحة ما بين الأبيض والأسود، مبينا ان الحرف الذي يخضع لقاعدة الجمال الكلاسيكي والمكتوب بالأدوات التقليدية كالحبر والقصب يراعي قيمة الفراغ باعتباره الفضاء الهندسي والروحي لهذا الحرف الأسود وبالتالي لن يكون جميلا ومبنيا بالشكل القاعدي الصحيح ما لم يراع الفراغ المحيط به وهو اللون الأبيض.

وقال طلاع: الفن الحروفي ينظر الى القيم الغرافيكية ولتدرجات اللون الرمادي وكل عائلة الألوان التي تخدم فن الحفر باعتبارها قيما بصرية تراعي الضوء والحضور الحسي للأثر والطاقة التي تختزنها كل مساحة وتهشير “الخطوط” مرت عليها حساسية الفنان وأدواته.

ولفت الفنان طلاع الحاصل على جائزة البردة في دبي عام 2010 الى ان تجربته تقوم على البحث والتجريب المستمر على صعيدي التقنية والفكرة مشيرا الى ان العلاقة بينهما تسير بموازاة وعي التجربة وتطورها.

والحروفية برأي طلاع أضحت تمتلك من مساحة التأثير التشكيلي الكثير ولم تعد تخص اهل لغة الضاد بل تعدت الى العالمية لانها خطاب بصري تشكيلي ويحمل كل مقومات اللوحة الجديدة.

وقال: عناصر اللوحة الحروفية وخاصة الخط العربي جعل منها نموذجا يمتلك صفة الهوية العربية المفتوحة على الابتكار والتجديد وبعيدة عن النزعات الشوفينية الضيقة، مبينا ان لتجربته نصيبا من التجديد عبر تضمين الجانب الموسيقي البصري للوحة التي تحتفل بالثراء اللوني بعيدا عن الاستعراض في فهم القيم اللونية وإمكانية خلق عالم منسجم له مقولته الجمالية.

ورأى الفنان ان الفن التشكيلي السوري من الفنون الطليعية العربية ويلاقي الترحيب والاحترام من كل المحترفات العربية وهو في مكانة متقدمة بالمشهد التشكيلي في الدول العربية مشيرا الى ان التسويق للعمل الفني ضرورة حياتية للفنان واللوحة معا ومن حق كل فنان ان يطرق ابواب السوق الخارجية ويتقدم بصفته السورية النبيلة التي تليق بالجمال والحضارة العريقة معتبرا أن كل فنان خارج حدود بلده سفير لجمال وثقافة الوطن.

وعبر طلاع عن تفاؤله بمستقبل الفن السوري وختم بالقول: الفن مرآة الحياة واحد تجلياتها لذلك أتفاءل بالتجارب الجديدة للشباب لكن بنفس الوقت يؤلمني عدم قدرة بعض المفاصل الإدارية للثقافة التشكيلية على مواكبة حركة الزمن والنظر إلى الفنون كأحد أشكال المقاومة وأدوات خلق الحياة.