ثقافة وفن

مسرحية “حقائب”.. علا حسامو لـ”البعث ميديا”: الذات في الحقيبة لكن السفر إلى الداخل

مع إسدال الستار على نهاية العام 2017، يكون الستار قد أسدل على العرض المسرحي حقائب، لفرقة مشتى الحلو المسرحية، التابعة للملتقى الثقافي العائلي في مشتى الحلو… النص والإخراج للفنانة علا حسامو.

“نولد كحقائب فارغة، أو هكذا يظن الجميع، في كل خطوة نخطوها نحمل معنا حقيبة جديدة حقيبة يظن من يعطينا إياها أنها ستكون عوناً لنا في الطريق، الطرقات كثيرة جدا متشعبة ووعرة والحقائب تزداد، تختلف ألوانها، أحجامها ومحتوياتها، لكن القاسم الوحيد بينها هو أنها لاتحمل أي شيء يخصنا، في لحظة ما من حياة كل منا نقف في أماكننا، دون أن نستطيع الحراك، لا الطيران، لا المشي ولا حتى الزحف،الحقائب أثقل من أن نحملها، كثير منا في تلك اللحظة بالذات، يترك جسده لينغرس ويتلاشى تحت الأرض، ويمضي كظل كمجرد ظل لحقائب لاتخصه”.

في البداية لابد من القول أن الفرقة هي من هواة للمسرح وهم مجموعة من الصبايا والشباب الذين يعشقون المسرح، لذلك علينا عدم التعامل مع هذا العرض على انه لمحترفين ونبدأ – مجموعة لوحات مسرحية تنصب في وحدة مقولة العرض، في سينوغرافيا العرض سنجد أن السواد هو الطاغي على كل شيء الستارة الخشبة الخلفية، حتى لباس الممثلين، وهو مايطرح دلالة تحفر عميقا في الذات الجريحة، والممزقة. يبدأ المشهد الأول بظهور كامل لكل الممثلين والممثلات وهم يرتدون السواد الكامل ومع كل واحد حقيبته يستخدمون الحقائب (كدفوف) يقرعون عليها. إحداهن تقول : (الحقيبة بيتي) وأخرى تقول: (الحقيبة أمي) وآخر يقول: (حقيبتي حبيبتي) وهكذا تبدأ الحكايات في البحث في الحقائب عن شيئا ما.. كلٌ يبحث عن شيء ما في الحقيبة، لنستنتج ومع سير العرض أن الحقيبة هي تحمل عدة رموز وإيحاءات ليس بالضرورة السفر أو الهرب من شبح الموت، ورعب القذائف.

إذا.. العرض هو مجموعة لوحات: (الأم التي تتشبث بابنها في ذهابه لجهة ما)، (الشاب الذي يبحث عن ذاته، عن تحقيق ذاته)، (الصبية التي تبحث عن فارس أحلامها، وسط حيرتها وقلقها).

لقد تألق الممثلين والممثلات الشباب من ذوي المواهب البكر في تقديم عرض مسرحي جميل اثبتوا فيه مواهبهم وصدقهم في عشقهم وإخلاصهم للمسرح.

في تصريح خاص للبعث ميديا، قالت كاتبة النص ومخرجة العمل الفنانة علا حسامو: “العرض هو مجموعة حكايات مختلفة ومتنوعة، وان كان محورها الأساسي واحد. الزواج المبكر بعيدا عن مفهومه الكلاسيكي، الذي قد يحدث تحت ظرف ما، الشاب الذي يسعى لتكوين وتأسيس ذاته، يصدم بكثير من السدود التي تحول دون تحقيق حلمه.

وحول الذهاب كثيرا في المشاهد الإيمائية ضمن العرض، والذي يتطلب قدرات كبيرة من قبل الممثل، أجابت حسامو بأنها “حاولت كثيرا مع الصبايا والشباب العمل على لغة الجسد، وقلت لهم ليس بالضرورة أن نقول ما نريد قوله فقط بالكلام… ممكن بالعيون بالإيماء عبر الجسد.. الخ”.

وعن الممثلين تقول: “هم مجموعة من الصبايا والشباب الهواة، طلاب بالثانوية، وبالسنوات الأولى في الجامعة، والبعض منهم يقف لأول مرة على الخشبة، لكنهم عشاق حقيقيون للمسرح.

وعن “رسالة” العرض، تقول علا: “الحقائب لم نفتحها جميعها في هذا العرض، ما فتحناه كان ثلاثة أو أربعة حقائب، في المستقبل سنفتح حقائب أخرى”.

في نهاية العرض، لا يسافر أحد، يحملون حقائبهم لكنهم يبقون داخل الوطن.. وعن هذه الفكرة تقول علا: “الفكرة أن السفر ليس بالضرورة أن يكون إلى الخارج، فأحيانا يكون سفرا إلى الداخل لنغير بعض ما في أعماقنا وأفكارنا وأحلامنا… وبالتالي أنا برأيي كل واحد منا لديه حقيبته التي تعنيه وحده.

وعن مستقبل العرض تقول علا: مع العام الجديد سنقدم هذا العرض في المناطق القريبة من (مشتى الحلو) مثل القدموس، الدريكيش وغيرها.

من جانبه قال الشاب نديم خوري للبعث ميديا: “أنا أول من تواجد في هذه الفرقة في العام 2013، باقي الذين كانوا معي سافروا، في هذا العرض لم أشارك لانشغالي بجامعتي في دمشق، والآن عدت للمساعدة في نهوض هذا العرض، أتمنى أن تستمر فرقتنا بالنهوض، وتقديم الأفضل في قادمات الأيام.

– بطاقة العمل:

الممثلون : قيس سلوم – لور الحلو – ماريا عبو – ماريا رزوق – يارا خوري – فرناندو داود – جورج الزهر – جيسيكا كشيش – نص وإخراج : علا حسامو. تصميم البوستر والتصوير الفنان الضوئي : عامر الحلو.

البعث ميديا ||  خاص – متابعة وتحقيق: أحمد عساف