منظمات أهلية

“بكرا إلنا”.. مبالغ لتأهيل الخريجين و1000 فرصة عمل خلال 3 سنين

يقال أن أي بلد يسعى إلى إعمار ذاته يبدأ شق طريقه لإعلاء صرحه من بناء الطفل, ولأن مشروع بكرا إلنا يركز على الأطفال بعمر مبكر يجعلنا – ومن وجهة نظر المتابع- نقول وبكل شفافية أنه يشارك بشكل مباشر بإعمار سورية, لتبقى الأهداف التي يسعى القائمون على المشروع لزرعها بروح الصغار هي من تتحدث عن نفسها, ولن يختلف اثنان على أن حب سورية واحترام رموزها ومقدساتها أسمى الأهداف وأي عمل محلي أيّا كان نوعه يربي أطفاله على تلك المبادىء هو بحق وطني وبامتياز, وإلى جانب ماذكر يسعى مشروع بكرا إلنا إلى تطوير مواهب الأطفال وإيفاد المتميزين منهم إلى الخارج لتمثيل سورية وحصد الجوائز بعد استقطاب مدربين عرب ومحليين ورصد ميزانية توزع بالكامل على أهداف “بكرا إلنا”, ولاتزال أيادي من يقود سفينة المشروع ممتدة لكل الجهات المحلية بما يفيد أطفال البلد ويوسع نطاق بكرا إلنا لاحتضان كل أطفال سورية أينما تواجدوا.

مقدرة

ندرك جميعاً أن التعامل مع الطفل في زمن الحرب يحتاج لخبرة من نوع مختلف وأشخاص متميزين قادرين على الدخول من “مساماتهم” والغوص بأعماقهم لتغيير ما زرعه الإرهاب في أرواحهم النقية من صور عن الجيش والبلد.

ويبين مدير المشروع محمد السباعي في حديث خاص بـ “البعث ميديا” أن المجتمع يعاني من نقص في الكوادر المؤهلة القادرة على التعامل مع تلك الشريحة إضافة لغياب منهاج جامعي يحاكي طفل الحرب, ما دفع المسؤولين عن “بكرا إلنا” إلى عدم الاكتفاء باستقطاب الخريجين في التخصصات التربوية والثقافية والرياضية والإعلامية والنفسية, بل إخضاعهم لدورات تدريب عالية المستوى على أيدي خبراء وأكاديميين متخصصين في طرائق التدريس والدعم النفسي من  خبرات عديدة وعالية المستوى تعنى بكيفية التعامل مع الاطفال خاصة من فقد بيته وأهله وزج مرغماً بما يسمى تجنيد الأطفال نحو الشر والدمار, مشيراً إلى أن إدارة المشروع أنفقت مبالغ كبيرة خلال 4 سنين على دورات تأهيل الكوادر من خريجي الجامعات  حيث بلغ عدد الخريجين المؤهلين أكثر من  800 خريج وخريجة أخضعوا لدورات تدريب مجانية, وتم توفير 1000 فرصة عمل كحد أدنى خلال 3 سنين ونصف, منوهاً إلى أن الوصول للخريجين تم بالتعاون مع اتحاد الطلبة على اعتبار إدارة المشروع ليست على علم بمن يتخرج من الكليات, ونوه السباعي إلى تمويل المشروع التي تتكفل بها محافظة دمشق منذ انطلاقه وحتى لحظة إعداد التقرير وبمتابعة حثيثة من المحافظ بشر الصبان الذي يهتم – بحسب السباعي- بكل تفاصيل المشروع منذ خطواته الأولى,

تميز

وتطرق مدير المشروع إلى المبدعين في “بكرا إلنا” والبالغ عددهم 722 مبدع, في حين وصل عدد الجيدين إلى حدود 1600, وأبدى السباعي ثقته بأن أعداد المتميزين سوف تزداد إذا استمر المشروع بالعمل بنفس السوية, ورغم معايشة معظم الأطفال للحرب تمكنت إحدى مواهب بكرا النا وليد الشيباني ولم يبلغ 14 سنة بعد  – والحديث للسباعي- من حصد المرتبة الثالثة في مسابقة الريبورت وهذا يدل على إمكانية الطفل السوري وإبداعه والتي نلمسها بمختلف المجالات, وهنا ترتسم ابتسامة على محيا مدير المشروع وهو يعبر عن إعجابه بالأطفال وكيف تمكنوا من نقل محبة بلدهم إلى مدربيهم ومحيطهم قائلاً: أجمل إنجاز للمشروع هي الخروج بالأطفال من الدمار وكسب رهان القدرة على إعادة تصحيح مساره بالحب والرعاية ولست أبالغ بقولي أننا أخذنا دروس حب سورية من تلك البراعم وأعتقد أن الكثيرين غيروا نظرتهم للمشروع عندما لمسوا النتائج على أرض الواقع.

وفي فلك الأطفال مازال الحديث يدور مع مدير المشروع الذي أكد أن خارطة انتقاء المدارس لم تكن مرهونة بمنطقة على حساب أخرى بل رسمت على أساس الشمولية والوصول لكافة مدارس دمشق, عازياً عدم الوصول لجميع المجمعات التربوية إلى افتقار بعض المدارس للباحات الواسعة والمسارح إضافة لعزوف بعض المدراء عن الدوام يومي الجمعة والسبت أو تمنع الأهالي عن إرسال الأولاد بعد الدوام الرسمي, لكن ذلك لم يشكل عائقاً كبيراً أمام إدارة المشروع التي – وبحسب السباعي- حاولت تأهيل بعض المدارس بما يخدم الاطفال وأهداف بكرا إلنا وبعيداً عن الإنتقائية وبتمويل من محافظة دمشق.

إرادة

وشدد السباعي في ختام كلامه بأن مشروع بكرا إلنا ليس له سقف أو مرحلة مغلقة ومستقبل من يحتضنهم المشروع ليس مجهولاً ولن يرتطم بحائط سن الـ15, مبيناً أن ما يزرعه المشروع اليوم من مواهب تحصدهم نوادي أخرى وتستقطبهم سيما وأن المواهب ليست حكراً على نادي المحافظة والنادي يرعى الأطفال والمواهب حتى تمتد زراع أخرى لاحتضانهم.

يذكر أن محافظة دمشق ونادي المحافظة احتفلت مع الأطفال وعائلاتهم عيد الميلاد ورأس السنة وأقامت حفلاً بهذه المناسبة ووزعت الهدايا الرمزية لأيتام دار الإسعاف الخيري الذين كانوا بسمة ونجوم الحفل.

دمشق – البعث ميديا