مساحة حرة

 أمريكا تعيد إنتاج داعش بحلة جديدة!

لم تتأخر الولايات المتحدة الأمريكية في الكشف عن مصير إرهابيي داعش الذين نقلتهم وهربتهم من جبهات القتال مع الجيش العربي السوري وحلفائه أثناء تحرير الشرق السوري.. عبر الإعلان عن تشكيل قوة عسكرية قوامها 30 ألف عسكري لحماية الحدود التي تفصل مناطق سيطرة وحدات الحماية الكردية عن القوات السورية والتركية..

الإعلان الأمريكي ينطوي على مخاطر كبرى تهدد وحدة واستقلال سورية وتدفع أحد مكونات الدولة السورية “الأكراد” للتطرف وانتهاج سياسة خطيرة تمنعهم من التعقل واللجوء للحوار لحل مشاكلهم.

ولكن لماذا الآن طرح هذه القوة وماذا تريد واشنطن من ذلك؟ وهل بالفعل هذه القوة من أجل “حماية الحدود” أم من أجل التحضير لشن هجمات على قوات الجيش العربي السوري والسيطرة على مناطق جديدة؟

الواضح منذ بداية الأحداث في سورية أن الولايات المتحدة الأمريكية لا توفر فرصة واحدة لضرب وحدة سورية ومحاولة إطالة أمد أزمتها.. أملاً في استمرار حالة الفوضى ومنع الدولة السورية من ترتيب أوضاعها واستعادة زمام المبادرة كلاعب إقليمي رئيسي في قضايا المنطقة ومشاكلها.. ومن هنا رأينا أن واشنطن دعمت ومولت الكثير من المجموعات الإرهابية تحت ستار “معتدلة”.. واليوم يأتي إعلان واشنطن عن تشكيل قوة عمادها في العلن قوات كردية، وأما في الحقيقة فعمادها هو فلول داعش المهربة بطائرات أمريكية من جبهات القتال مع الجيش العربي السوري في دير الزور والميادين والبوكمال.. إضافة إلى المرحلين من مدينة الرقة بالتواطؤ مع قوات “قسد”.

فواشنطن تريد الاستفادة حتى آخر لحظة من هذه المجموعات الإرهابية التي دربتها ومولتها في خدمة أطماعها في سورية وما يحدث اليوم من تطورات متسارعة في الشرق السوري يؤكد ذلك.

وعليه فإن أمريكا لا تريد حماية الحدود ولا منع الإرهاب من التسلل عبرها، بل على العكس فإنها تريد الإبقاء على حالة الفوضى على الحدود وضرب الاستقرار في أماكن سيطرة الجيش العربي السوري.. الهجمات المنطلقة من أماكن تواجد القوات الأمريكي في قاعدة التنف ومخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية مثال… وبالتالي مزاعم “حماية الحدود” سقطت.

أما لماذا الآن.. فواشنطن تدرك أن الجيش العربي السوري وبعد أن تمكن من دحر داعش من كامل البادية ومعها الدير ومدنها فإنه استطاع أن يعزز تواجده على كامل التراب السوري وهو بالتأكيد سيسعى لإعادة السيطرة على مدينة إدلب المعقل الأول لجبهة النصرة وحلفائها من التنظيمات الإرهابية والعملية العسكرية المتواصلة على جبهات ريف حماه الشرقي وريف إدلب الجنوبي وحلب الجنوبي دليل على ذلك، لذا أرادت بهذه الإعلان إرباك الجيش وعملياته ضد النصرة وزبانيتها وجره إلى مواجهة غير محسوبة مع جيش داعش الجديد.. هذا من جهة.. وهي تسعى أيضاً بهذا الإعلان لتعطيل التحضير لمؤتمر سوتشي المقرر نهاية الشهر الجاري وضرب كل المبادئ التي يقوم عليها المؤتمر من وحدة سورية أرضاً وشعباً.. عبر القول أن هذه المكون ” الكردي”  يريد الاستقلال وتشكيل كيان خاص به.

إن الأحداث المتتالية تؤكد أنه كلما تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه تسعى واشنطن وأدواتها إلى تعطيل التقدم تارة عبر الهجوم المباشر وضرب مواقع  الجيش في دير الزور (الثردة والمحطة الثانية) وتارة عبر أدواتها في “الهجوم على قاعدتي حميميم  وطرطوس”.. ولكن كل ذلك لن يمنع الجيش العربي السوري وحلفائه في محور المقاومة وروسيا عن محاربة الإرهاب واستئصاله من كل القرى والبلدات السورية.

سنان حسن