الشريط الاخباريمحليات

الأمطار تعيد الأمل لفلاحي الحسكة وتعطي مؤشرات لموسم زراعي جيد

أعادت الأمطار التي هطلت مؤخرا الأمل لمزارعي محافظة الحسكة وعززت فرص تحسن واقع المزروعات وأعطت مؤشرات لموسم زراعي جيد بالنسبة للمحاصيل المروية والبعلية والنباتات العطرية والطبية والمساحات الرعوية.

وانعكس انحباس الأمطار خلال الفترة الماضية سلبا على الواقع الزراعي خلال الفترة الماضية لجهة عزوف عدد من المنتجين والفلاحين عن زراعة أراضيهم ولا سيما مناطق شمال المحافظة المعروفة بتأخر عمليات الزراعة ما أثر على نسب تنفيذ الخطط الزراعية.

ووفق تقارير مديرية زراعة الحسكة والإصلاح الزراعي بلغت مساحات المحاصيل الاستراتيجية المزروعة لموسم 2018 الجاري 532ر903 آلاف هكتار شملت القمح والشعير والعدس بشقيها المروي والبعل.

نشرات مشروع الاستمطار في زراعة الحسكة تشير إلى أن الأمطار كانت عامة وشملت كل مناطق الاستقرار الزراعي بنسب هطول تفاوتت من منطقة لأخرى حيث شهدت ارتفاعا في منطقة الاستقرار الأولى لتتراجع في باقي مناطق الاستقرار وخاصة في الرابعة والخامسة.

الأمطار التي شهدتها المحافظة خلال الأسبوع الجاري أثرت إيجابا على واقع المحاصيل وشكلت رية إنبات كاملة وستساعد في ظهور الغطاء النباتي وتحسنه بوقت لاحق الأمر الذي سيساعد مربي الثروة الحيوانية في تأمين المراعي والتخفيف من العبء المادي عنهم جراء استجرار الأعلاف بسبب قلة المراعي.

كما ساعدت الأمطار بتشكل السيول في الوديان وجريان الأنهار في مناطق المحافظة وبالتالي زيادة نسبة المياه المخزنة في السدود السطحية ما يزيد فرص إطلاق مياه السدود لأغراض زراعية وإرواء المحاصيل وقت الحاجة.

ويقول المزارع أحمد العيسى من أهالي مدينة الحسكة إن الأمطار جيدة بشكل عام ومفيدة من جميع النواحي فهي تخفف العبء المادي وتزيد هامش الربح للمزارعين من خلال تخفيض استهلاك الوقود للمشاريع العاملة على الديزل.

ويبين الفلاح سعود ناجي من أهالي القامشلي أن أغلبهم خلال السنوات السابقة اتجهوا للزراعة البعلية كونها ذات تكاليف منخفضة وتعتمد بشكل رئيسي على الأمطار لضمان نجاح الزراعة والحصول على مردود جيد في الحصاد فالأمطار وإن كانت متأخرة بمثابة رية للإنبات للزراعات المتأخرة وتسرع بنمو الزراعات المبكرة.

ويبين ناجي أن المزروعات تحتاج لتكامل بين مستلزمات الإنتاج الزراعي (الأسمدة والبذار والمبيدات) والمتابعة الجيدة والأمطار مطالبا بضرورة تأمين الأسمدة للمزارعين نظرا لدورها في تحسين الإنتاجية.

وأوضح رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة الحسكة المهندس رجب سلامة أن الأمطار مهمة بشكل كبير في مساعدة الزراعات الاستراتيجية كالقمح والشعير على الإنبات وتخزين الماء والرطوبة في التربة لتساعد النبات على الاستمرار في النمو خلال الفترة القادمة وتحسن الطور الفيزيولوجي للنبات.

من جانبه أشار رئيس دائرة الصحة الحيوانية الدكتور يحيى داوود إلى أن الأمطار تحسن واقع نمو المراعي والمساحات الرعوية التي قام الفلاحون بزراعتها والتي ستعزز من القيمة الغذائية لقطعان الثروة الحيوانية وتساهم في تعزيز مناعتها تجاه الأمراض والأوبئة كما ستساهم في تخفيف التكاليف المالية المترتبة على مربي الثروة وتحد من اعتمادهم على تغذية قطعانهم بمادتي النخالة والشعير.