محليات

الموت يغيب أيقونة حوران الرياضية والموسيقية

غيب الموت أول أمس المحامي والباحث الموسيقي أحمد المسالمة عن عمر ناهز ٨٤ عاما عاش خلالها مسيرة حافلة قضاها في حفظ وتوثيق التراث الشعبي الموسيقي في محافظة درعا، ويعتبر المسالمة أول من دون تراث وفلكلور حوران الموسيقي.

فهو الموسيقي والباحث الذي سعى جاهداً ليترك بصمته في تاريخ التراث الشعبي ليغني المكتبة السورية والعربية على حد سواء، من خلال تدوين ما يقارب /60/ أغنية من أغاني التراث الحوراني بدءاً بمراسم الجاهة والطلبة مروراً بالخطبة وانتهاءً بالزفة.

رياضيا تسلم عدة مهام رياضية منها رئيس نادي الشعلة.

وذكر أحد أقرباء الفقيد أن بداياته كانت مع نخبة من الطلاب والطالبات الموهوبين والمتطوعين للعمل في المسرح المدرسي وأعضاء فرقة الفنون الشعبية لتشكيل “فرقة درعا الموسيقية”بقيادته.

أما عن ضمان نشر التراث صحيحاً كاملاً بكلماته وألحانه، قال أصدقاءه نظراً لعدم تجاوب واهتمام المعنيين اضطر لحصر العمل مع اثنين فقط من العازفين الكبار بدرعا للعمل على تدوين ما يقارب /60/ أغنية من أغاني تراث حوران، حيث بدأ منذ سنوات القيام بجولات ميدانية على معظم مدن وبلدات محافظة “درعا” للقاء كبار السن وجمع كلمات وألحان التراث منهم باعتبارهم المصدر، ليتم توثيقها من قبل منظمة الأمم المتحدة، ليكون ذلك حفاظاً على هوية الغناء العربي وتوثيقاً لتقاليد الحياة الاجتماعية.

وتركزت مجمل أعمال المسالمة على التدوين و تحويل أغاني التراث الحوراني من سماعي إلى نوتة باستخدام آلة العود بشكل أساسي إضافة إلى الكمان، عبر أغاني منوعة تشمل كافة مراحل الأفراح كمراسم (الجاهة؛ الطلبة؛ الخطبة؛ الحنة؛ العرس، فضلاً عن أغاني الدبكات التي منها (الدبكة الفلاحية؛ الشعراوية؛ الميحة؛ حبل المودع).

يذكر أن المسالمة شارك في عدة مهرجانات منها سهل حوران الذي أقيم بالأردن، وفي كل مهرجانات المسرح المدرسي، ومهرجانات الفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة)، كما كانت له مشاركات في مهرجان بصرى، ومهرجان أبي تمام ببلدة جاسم.

حصل المسالمة عبر مسيرته الفنية الطويلة على بعض شهادات الشكر والتقدير التي علقت على جدران مكتب “المسالمة” منها جائزة الفارابي للتأليف الموسيقي عام /1971/؛ جائزة الفارابي الذهبية للتدريب الغنائي عام /1972/؛ درع المهرجان القطري العاشر لمسرح الشبيبة عام /1985/؛ درع المهرجان القطري العاشر لطلائع البعث عام /1985/؛ درع مهرجان بصرى الدولي ال15 عام /1999/؛ براءة تقدير من نقابة الفنانين لتأسيس وتنشيط الحركة الفنية في محافظة درعا.

الجدير بالذكر أن المرحوم “أحمد ناجي المسالمة” تولد عام /1934/ وهو مدرس ومحام متقاعد ورياضي نال العديد من الجوائز تقديرا لتفوقه الخلقي الرياضي، فضلاً عن كونه باحثا ومتفرغا للتراث الموسيقي عمل مديرا لفرقة كبار السن في الكنيسة.

البعث ميديا || درعا – دعاء الرفاعي