ثقافة وفن

حياة المفكر صدقي اسماعيل ضمن سلسلة “أعلام ومبدعون”

الأديب والمفكر السوري الراحل صدقي إسماعيل كان محور العدد الجديد من سلسلة “أعلام ومبدعون” التي تصدرها الهيئة العامة السورية للكتاب شهرياً.

وحاول الكاتب محمود يوسف الذي تولى تأليف هذا العدد رصد السيرة الذاتية لحياة هذا المبدع منذ الطفولة والعوامل التي اثرت في تكوين شخصيته منذ ولادته في لواء اسكندرون سنة 1924 ودور عائلته في تكوين شخصيته وشغفه وعشقه للقراءة الذي بدأ منذ مراحل الطفولة الأولى والدور الذي لعبه المفكر زكي الارسوزي في حياته.

ويبين يوسف أن المتغيرات التي ألمت بسورية حينذاك أثرت في نظرة إسماعيل ورؤيته الفكرية لاحقاً من الأوضاع السياسية في لواء اسكندرون ومعاهدة “1936” بين سورية وسلطات الاحتلال الفرنسي ثم فصل اللواء عن الوطن الأم سورية عام 1937 وتأثر اسماعيل بهذا الحدث الذي أدى إلى مغادرته مسقط رأسه وتنقله بين حماة وحلب ودمشق ليتخرج من جامعتها من قسم الفلسفة “1952” حاملاً الإجازة الجامعية ودبلوماً في التربية.

وينتقل يوسف بعد ذلك إلى الحديث عن الحياة العملية لاسماعيل حيث عين أميناً للمجلس الأعلى للفنون والآداب وأسهم عام 1969 في تأسيس اتحاد الكتاب العرب وتولى رئاسته حتى عام 1971 ثم رئاسة تحرير مجلة الموقف الأدبي لغاية وفاته في أيلول من عام 1972.

ويضيء يوسف على صدقي اسماعيل الصحفي الذي بدأ بالكتابة للجرائد منذ نهاية مرحلة دراسته الثانوية مشيراً إلى إسهامه في تحرير الأعداد الأولى من جريدة البعث وتعاونه المثمر مع الشاعر الراحل سليمان العيسى في إصدار الجريدة النقدية الساخرة “الكلب” سنة 1949.

وكان للتأليف حصة كبيرة في حياة اسماعيل حيث كتب في مختلف الأنواع الأدبية المعروفة وركز على التراث العربي وتراث ما قبل الإسلام وترك أعمالاً كانت أكبر حجما وأغزر مادة مما نشر في أثناء حياته كما يتطرق يوسف إلى مجموعة الكتب المهمة في مجال الأدب والدراسات ومنها “رامبو” و”محمد علي القابسي” و”العرب وتجربة المأساة”.

ويفرد يوسف جزءاً كبيراً للحديث عن رواية “الله والفقر” التي كانت الرواية الأولى لاسماعيل وصدرت عام 1970 وتتمحور حول شخصية أسعد الوراق التي حولت لمسلسل تلفزيوني قدم مرتين.

ثم ينتقل يوسف للحديث عن رواية العصاة التي عرضت قصة تطور الفكرين السياسي والاجتماعي في سورية إضافة إلى رواية الحادثة التي تدور قصتها في أربعينيات القرن العشرين وتمضي قدما حتى قيام الوحدة بين سورية ومصر وترصد مجموعة من المتغيرات في حياة المجتمع العربي.

ويعرف يوسف بصدقي المسرحي حيث اعتبر “أبا الفنون” وسيلة لإيصال أفكاره الفلسفية عن الثورة والإنسانية بشكل مؤثر ومباشر إلى الناس.

يذكر أن الكاتب يوسف يحمل إجازة في اللغة العربية وآدابها وهو كاتب وقاص في مجال أدب الطفولة.. صدرت له مجموعة من الأعمال منها أبو الطيب المتنبي وعبد الرحمن الكواكبي.