محليات

خوفا من انهياره على رؤوس المارة…مطالبات للإسراع بتدعيم برج الأجراس في قنوات

يعد تدعيم برج الأجراس الأثري الذي يقع ضمن مجمع الكنائس القديمة (السراي) في بلدة قنوات بمحافظة السويداء مطلبا ملحا لأهالي البلدة عموماً وللقاطنين بجواره نظراً إلى تصدع حجارته وازدياد المخاوف من انهياره بين لحظة وأخرى.

ويكفي الوقوف أمام البرج الذي يعود بناؤه إلى الفترة البيزنطية بين القرنين الخامس والسادس الميلاديين ومراقبة حجارته المفككة ليرى المراقب اهتزازه مع حركة أي سيارة ثقيلة تمر بجواره حتى يتضح أن خطر الانهيار واقع لا محالة إن لم يتم اتخاذ خطوات سريعة من قبل الجهات المعنية.

وخلال السنوات الماضية تكررت مطالب أهالي بلدة قنوات الأثرية ودائرة الآثار في السويداء بالمحافظة والمديرية العامة للآثار والمتاحف بضرورة الإسراع في ترميم هذا البرج الذي يتجاوز ارتفاعه خمسة عشر متراً وتدعيمه لما يمثله ذلك من خطر حقيقي على المنازل والمحال التجارية المجاورة والمواطنين الذين يستخدمون الطريق الملاصق له تماماً. بالإضافة إلى وقوعه ضمن الساحة الرئيسية للبلدة الأثرية التي يرتادها السواح بشكل دائم ومحاذاته للطريق العام.‏

دائرة الآثار في السويداء قدمت دراسة للمديرية العامة للآثار والمتاحف تبين ضرورة إعادة فك وتركيب هذا البرج وإعادة تأهيله لكونه متصدعا وآيلا للسقوط كما بين رئيس الدائرة الدكتور نشأت كيوان. إلا أن نقص الاعتمادات كان العائق الأساسي امام ترميمه وصيانته بالرغم من تجهيز إضبارة الترميم الخاصة بترميمه.

ويلفت كيوان إلى أنه تم مؤخراً رصد الاعتماد اللازم لأعمال الترميم من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف بقيمة نحو 34 مليون ليرة وذلك بناء على الدراسة المقدمة من قبل دائرة آثار السويداء انطلاقاً من الحرص على الحفاظ على الأوابد الأثرية وصونها وحمايتها والتي تشكل جزءاً مهماً من الإرث التاريخي والحضاري الغني لسورية، بالإضافة إلى توثيق هذا البرج وترقيم حجارته وإعادة تركيبها مع إمكانية إجراء أعمال تنقيب في محيطه لمعرفة العناصر الأثرية المتعلقة به، مبيناً أنه سيتم إجراء مناقصة لترميم البرج بانتظار الانتهاء من الإجراءات الإدارية للبدء بعملية الترميم.

وأشار حسن شكر زين الدين أحد أبناء بلدة قنوات إلى معاناته وأسرته لسنوات بسبب خطر سقوط البرج في أي لحظة وخاصة أن منزله لا يبعد أكثر من عشرة أمتار عنه ولا يقل وزن كل حجر من حجارته عن نصف طن، معبراً عن أمله بالإسراع في تنفيذ أعمال الترميم.

بدوره المواطن سمير زين الدين الذي يجاور منزله البرج دعا إلى الإسراع في أعمال الترميم وخاصة بعد أن تم رصد الاعتماد اللازم لهذه الغاية بما يرفع الضرر عن الأهالي.

الجدير ذكره أن برج الأجراس الأثري في قنوات ليس الموقع الوحيد الذي يحتاج إلى الترميم لرفع الخطر عن الأهالي والحفاظ عليه. فهناك عدة مواقع أثرية بحاجة إلى ترميم وتدعيم من بينها واجهة الكاتدرائية وسور الكنائس في مجمع المعابد والكنائس في بلدة قنوات ذاتها والجدار الغربي لموقع الفليبيون في مدينة شهبا وساكف القيصرية في بلدة شقا وبرج شقا الأثري وجسر نمرة الذي انهارت أجزاء منه والمعبد الكائن في بلدة المشنف.

وبلدة قنوات التي تقع شمال شرق مدينة السويداء بنحو 7 كم هي إحدى المدن العشر (الديكابوليس) وهو تحالف روماني لمدن تقع على أطراف الإمبراطورية الرومانية في سورية وفلسطين والاردن أنشأه الإمبراطور بامبي وقد صكت النقود البرونزية باسمها (كاناثا) وتم تصنيفها كواحدة من أهم المناطق الأثرية الكلاسيكية في سورية ومن أجمل آثارها التي ما زالت إلى يومنا معابد زيوس وآلهة المياه ورابوس والحمامات ومجمع الكنائس والساحات الحجرية وغيرها الكثير من الأوابد التي تجعل من هذه البلدة متحفاً أثرياً طبيعياً.