قصة بطولة

نسيم إبراهيم… جندي فنان أصيب.. وبقي صامدا كالسنديان

الرصاصة التي أصابت يد الجندي الفنان نسيم ابراهيم فشلت في تحقيق هدفها عندما انتقل مقبض قلمه من يده اليمنى إلى يسراه متغلبا بموهبته وعزيمته على إصابة ستبقى ذكرى لمقاتل في صفوف الجيش العربي السوري ربما يرسمها في احدى لوحاته.

نسيم ابن 25 عاما يعشق الرسم منذ صغره ويعتبره الهواية التي تجسد ذاته وإمكانيته كما يذكر في حديثه لسانا عن موهبته التي ظهرت منذ كان في الصف الثاني، مستذكرا كيف كانت معلمته تشجعه بعبارة “رسمك أكبر من عمرك”.

الواجب الوطني قاد نسيم للتطوع في صفوف الجيش بعد نيله الشهادة الثانوية وكانت غمامة الأزمة المشؤومة بدأت تخيم على الوطن فلم يتقاعس عن التواجد في جبهات القتال، لكنه لم يهمل في الوقت نفسه موهبته التي يعتبرها “ملاذه الجميل”، فكان يصطحب قلمه الرصاص وممحاته ومبراته كرفاق درب يستأنس بهم في استراحة المقاتل.

رصاصة غدر استقرت في يد نسيم أثناء إحدى مهمات الاقتحام وأخرى في قدمه قبل أكثر من عامين ما أدى إلى تفتت العظم وتقطع أعصاب يده ما جعله يلازم فراشه طيلة عام حاول خلالها مرارا الرسم لكنه لم يتمكن من التحكم بأصابع يده اليمنى المصابة لكنه لم يستسلم وقرر أن يرسم بيده اليسرى.

الأمر في البداية كان صعبا حيث كان ينتج رسومات تشبه تلك التي رسمها في طفولته لكن الإصرار على استعادة المهارة جعله ينجح في النهاية.

يختار نسيم رسم الوجوه التي تستحوذ اهتمامه وتستحق الرسم كأشخاص لهم أثر في حياتنا ووطننا. باحثا عن التفاصيل والصور الغريبة والمعقدة كما يسعى لإيجاد أسلوب فني ينفرد به ويكون بصمته الخاصة، متمنيا أن يشارك في معارض تساهم بنشر لوحاته على مستوى العالم.

ويختم نسيم بالقول “افتخر إني قاتلت في صفوف الجيش العربي السوري دفاعا عن أرضنا وأهلنا وأنا مؤمن بالنصر القريب لأننا أصحاب حق وقضية”.