محليات

قطاع تربية الدواجن يستغيث.. فهل يستجيب الدعم الحكومي؟

تشهد أسواق الفروج والبيض في اللاذقية انخفاضاً حاداً في الأسعار ما دفع مربي الدواجن لمناشدة الجهات الحكومية المختصة بالتدخل السريع لمعالجة تدهور أسعار مبيع الفروج والبيض إلى ما دون التكلفة الفعلية, واقع الحال الذي ينذر بالإطاحة قريباً بصغار المربين الذين رفعوا العشرة فمنهم من اعتزل المصلحة ومنهم من ما يزال كالغريق يتعلق بقشة أن تقوم الجهات المعنية ولا سيما مؤسسات التدخل الايجابي باستجرار فائض الإنتاج أسوة بمحاصيل الحمضيات والتفاح,  أو فتح أسواق إضافية لتلبية احتياجات المحافظات الأخرى.

 

هموم ومطالب بالجملة

قلة الطلب مقابل كثرة العرض, ناهيك عن ارتفاع تكاليف الإنتاج, عوامل اجتمعت مع بعضها البعض لتشكل تحديا كبيرا أمام المربين الذين لم تعد لديهم طاقة على مواجهتها وخاصة صغار المربين الذين كل “حيلتهم وفتيلتهم” أعدادا قليلة من الدواجن, ما جعلهم يوحدون الصوت في مناشدة الجهات المعنية للتدخل وإنقاذهم بحلول اسعافية.

المربي عمار علي أكد أن استمرار الأسعار على هذا الحال يلحق الخسائر بالمربين ويمكن أن يؤدي إلى خروج صغار المربين من العملية الإنتاجية, مطالبا بتخفيض أسعار المواد العلفية وأسعار الصصيان من أجل تخفيض أسعار الفروج الذي يعتبر مادة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في المنزل مؤكداً ان هذا التخفيض يصب في مصلحة المنتج والمستهلك على حد سواء.

ويضيف علي:  نعاني من ارتفاع كبير في أسعار الأعلاف وفرق السعر ما بين المنتج والمستهلك والذي يتقاضاه التاجر الكبير،  ناهيك عن عدم استقرار سعر الصوص نتيجة عدم توفره على مدار العام ما يجعل سعره متذبذباً.

وعدا عن انخفاض الأسعار إلى ما دون التكلفة الحقيقية, لخص منذر سليمان أبرز الصعوبات التي تواجه المربين, في ارتفاع اسعار مستلزمات الإنتاج، ولاسيما المواد العلفية، والأدوية البيطرية، مشيرا في الوقت ذاته إلى  عدم كفاية المقنن العلفي الذي تمنحه مؤسسة الأعلاف, الأمر الذي يجعل المربين يلجؤون إلى القطاع الخاص ودفع مبالغ مضاعفة لقاء الحصول على العلف الذي أصبح مكلفا جدا نظرا لانخفاض أسعار الفروج والبيض.

بدوره أكد جاسم الضرف أن كثرة العرض وقلة الطلب الناجمين عن استمرار المربين في طرح الفروج والبيض في الأسواق نتيجة للظروف الجوية الملائمة التي لم تشهد حدوث البرد المعهود في كل عام, هو السبب وراء انخفاض أسعار الفروج والبيض.

ولفت الضرف إلى أنّ ما يقال على الفروج يقال على البيض من جهة الأسعار مشيراً إلى أنّ اللاذقية تشهد فائضاً في إنتاج كلتا المادتين يتم استخدامه لتلبية احتياجات المحافظات الأخرى مثل حماة ودمشق.

أيهم رسلان طالب بتشديد الرقابة على الأدوية المطروحة في الأسواق لكون البعض منها دون التركيز المطلوب ويباع بأسعار مرتفعة، وبان تقوم مؤسسات التدخل الإيجابي باستجرار الفائض الحالي وتخزينه, أو فتح أسواق خارجية تستوعب فائض الإنتاج المحلي من البيض.

 

صغار المربين “عايشين ع الدين”

باسم حسن مدير عام منشأة الدواجن في اللاذقية قال لـ”البعث ميديا”: في هذه الفترة من كل عام يكون هناك كثافة بالإنتاج فيما تكون القدرة الشرائية للمواطن ضعيفة, وعليه يكون العرض كبير والطلب  قليل, مضيفا:  رغم استقرار أسعار منتجات الدواجن حاليا إلا أن المربين يعانون من خسائر كبيرة  لأن أسعارها أصبحت ما دون سعر التكلفة، مما يهدد بخروج منشآت الخاصة من العملية الإنتاجية.

وعزا حسن تعرض قطاع تربية الدواجن  إلى خسارات متتالية خلال الأشهر الأربعة الماضية, إلى ارتفاع تكلفة تربية الدواجن وانخفاض سعر مبيع الفروج والبيض, موضحا أن تكلفة إنتاج الكيلو غرام الواحد من الفروج كحد أدنى 650 ليرة فيما يباع بأقل من التكلفة, حيث يشتري مربو الدواجن الصوص بعمر اليوم الواحد  بـ225 ليرة كحد أدنى,  ويشترون الكيلو  الواحد من العلف بـ 180 ليرة وحتى يصبح الصوص بعمر 45 يوما أي بوزن 1 كيلو غرام فانه يكلف 2 كيلو غرام علف بما يقارب 400 ليرة, بالإضافة إلى  150 ليرة تكاليف تدفئة و100 تكاليف أدوية ولقاحات وخدمة, ما يعني أن تكلفة الفروج كحد أدنى 650 ليرة, لافتا إلى أن ما ينطبق من خسارة على الفروج ينطبق أيضا على البيض إذ تبلغ تكلفة البيضة الواحدة 34 ليرة.

وفي ظل هذه الظروف, يؤكد حسن ان صغار مربي الدواجن لا يستطيعون الاستمرار في العمل لأنهم يتعرضون لخسارة كبيرة,  فمعظمهم يعاني من تراكم الديون وتحولهم إلى رهائن لدى التجار الذين يشترون منهم الصيصان والأعلاف بالدين, مشيرا إلى أن التاجر الذي يشتري البيض والفروج من المربي هو الرابح الوحيد لأنه لا يخسر شيئا بل يربح على الدوام وبكل الظروف.

أما بالنسبة لمداجن الدولة فهي رابحة بسبب الاستمرارية فهي في حالة إنتاج مستمر على مدار السنة ويضيف حسن: يمكن أن نتعرض للخسارة خلال ثلاثة أشهر في السنة لكننا نعوضها في الأشهر الأخرى, لافتا إلى أن المبيع بالشتاء وخلال مواسم الأعياد أفضل من البيع في الصيف.

كما بيّن حسن أن عدد مربي الدواجن المرخصين 25 أما العدد الحقيقي الذي يعمل من دون ترخيص يتجاوز 1000 مربيا معظمهم من صغار المربين الذين يملكون أعداداً قليلة في مداجنهم الصغيرة. وعزا السبب وراء عدم الترخيص إلى انه لا يوجد قروض حاليا يمكن أن يستعين بها المربون كما لا يوجد لديهم رأس المال الذي يجعلهم يقيمون مدجنة نموذجية مرخصة. والحل برأي حسن يكون فقط باستقرار السوق .

 

مرتبطة بسعر الصرف

سعر الأعلاف مرتبط بسعر الصرف, هذا ما أكده معن ديب مدير مؤسسة أعلاف اللاذقية الذي قال لـ”البعث ميديا”: نقوم باستيراد الأعلاف من الخارج وعليه فان أسعارها مرتبطة حكما بسعر الصرف, مشيراً إلى أن الطن الواحد من العلف مرحلة أولى يباع بـ 205 ألف ليرة فيما يباع طن المرحلة الثانية ب 201 ألف ليرة.

وعن مكونات العلف الذي تستورده المؤسسة , يبين ديب أنه مكوّن من الذرة الصفراء وكسبة الصويا بالإضافة للمتممات العلفية, كما أن  الأدوية البيطرية بما فيها  اللقاحات مستوردة أيضا وأسعارها مرتبطة بسعر الصرف.

ويضيف ديب: نظرا لعدم وجود آلات في المؤسسة لخلط المواد العلفية وتقديمها جاهزة للمربين, فان المربين يضطرون إلى شراء المواد الأولية من مؤسسة الأعلاف ثم يقومون بإعادة خلطها مع بعضها, الأمر الذي يدفع عدد كبير من المربين إلى الشراء من معامل الأعلاف الخاصة  التي تبيع العلف مخلوطاً جاهزاً.

كما أشار ديب إلى أن تدني نسبة الاخصاب لدى الدواجن سببه العلف الذي يتم شراؤه من القطاع الخاص, موضحاً أن نسبة كسبة الصويا في العلف الخاص 4% في حين تكون نسبتها في العلف الموجود لدى المؤسسة 12%.

البعث ميديا || باسل يوسف