محليات

المدارس… تمديد لطلاب الغوطة وتقليص للصفوف الانتقالية!!

الامتحانات اقتربت.. والعام الدراسي شارف على الانتهاء.. تغيرات الميدان فرضت واقعا جديدا بمجالات عدة، والقطاع التعليمي كان جزءا منها.. تصريحات وقرارات وزارية صدرت لمواكبة تلك التطورات.. وتناقضات بين تقليص فترة الامتحانات وتمديد العام الدراسي…

مصادر عدة تداولت أنباء تفيد بأن وزارة التربية حددت مدة الامتحانات للصفوف الانتقالية بأربعة أيام فقط، الأمر الذي أثار تساؤلات عدة لدى العاملين في القطاع التعليمي..

المعلمة (أميمه .س)، 26 عاما في التدريس، لفتت إلى أن موضوع تحديد مدة الامتحان بـ4 أيام، قد يكون ممكنا بالنسبة لطلاب المرحلة الابتدائية، من الصف الأول حتى السادس، إلا أنه من المستحيل في الإعدادية والثانوية، نظرا لضخامة المنهاج..

أما المرشدة الاجتماعية (ندى .ب) فتقول، “إذا أرادوا تحديد مدة الامتحانات لصفوف المرحلتين الإعدادية والثانوية، يجب على المدرسين تخفيض عدد الدروس أو إعطاء الأسئلة للطلاب”، مشيرة إلى أن بعض الطلاب قدموا من مناطق أخرى بعد تهجيرهم منها، وأغلبهم انقطع عن التعليم مدة من الزمن، وتحصيلهم الدراسي أقل من بقية أقرانهم لذلك من الصعب بالنسبة لهم أن يواكبوا زملائهم ممن واصلوا تعلمهم، وسيشكل ذلك ضغطا كبيرا عليهم..

كذلك أوضحت الموجهة (امتنان .إ)، 25 عاما في التعليم، “إن الأمر مستحيل من الناحية الإدراية، إذ يصعب توزيع وفرز أسئلة وأوراق أكثر من مادة في اليوم الواحد، حيث إن أعداد الطلاب كبيرة وهناك العديد من الشُعب في المدرسة لتلك الصفوف، فالإدارة لن تكون قادرة على وضع جدول مناسب لكل الصفوف تراعي فيه صعوبة المواد وكثافتها، دون أن تشكل عبئا على الطلاب”..

وبالحالة الطبيعية لامتحانات المرحلتين الإعدادية والثانوية، يوضع مادتين معا لا تقل إحداهما صعوبة عن الأخرى، وتحتاج كل واحدة إلى وقت للدراسة، باعتبار أن المقررات التي سيمتحن بها الطلاب تشمل الدروس منذ بداية الفصل الدراسي حتى نهاية الكتاب، وذلك يشكل عبئا على الطالب، ومن غير المنطقي أن توضع أكثر من مادتين في اليوم الواحد من أجل الالتزام بكلام الوزارة.

مصادر صحفية نقلت عن وزارة التربية بهذا الخصوص، أن فترة الامتحانات ستبقى كما هي بالنسبة لصفوف المرحلة الإعدادية والثانوية، وفيما يتعلق بالمرحلة الابتدائية، الحلقة الأولى، فإن الأمر يعود لكل مدرسة على حدا، سواء أرادت إبقاء مدة الامتحان كما هي أم تختصرها بأربعة أيام..

في سياق أخر، حول التطورات الأخيرة التي تجري في الغوطة الشرقية، وخروج آلاف المدنيين من الأهالي، خلال الأيام الماضية، صرح وزير التربية الدكتور هزوان الوز بأنه سيتم تمديد مدة العام الدراسي شهرين، وذلك من أجل الطلاب الذين خرجوا لاستكمال تحصيلهم الدراسي، ومواكبة العام الجديد من بدايته.

تصريحات الوزير أثارت موجة من الاستهجان من قبل المدرسين، بين كيف سيتم ذلك والامتحانات على الأبواب؟؟ ومن سيكلف بالتدريس؟؟ وأين سيوزع الطلاب؟؟ وكيف سينسق الأمر؟؟، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الفترة التي تحدثت عنها الوزارة تشمل امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية ( الدورة النظامية والتكميلية)، حيث إن جميع المدرسين مكلفين بالمراقبة، إضافة لتواجد غالبيتهم بلجان تصحيصح الأوراق الامتحانية..!!

وبهذا الشأن، بينت مديرية ريف دمشق أن وزير التربية كلف بتشكيل فريق ولجان تربوية من جميع الاختصاصات، لحصر أعداد الطلاب وإجراء سبر للمعلومات وتقدير مستواهم، إضافة إلى إجراءات لإقامة دورات مكثفة لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، وذلك وفقا لما ورد بصحيفة البعث، في العدد رقم 16065.

تربية الريف، بحسب الصحيفة، تسعى لإقامة دورات لفاقدي التعليم بالنسبة للمراحل الانتقالية، فضلا عن تقديم الدعم النفسي واللوجستي للأطفال، بالتنسيق مع عدد من المنظمات الدولية، كما سيطبق المنهاج التعليمي “ب” بوجود كادر تدريسي مؤهل من الموجهين والمدرسين والأخصائيين.

تجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من 12 ألف طالب من أهالي الغوطة، ويرجح أن يزداد عددهم مع خروج دفعات جديدة من المدنيين..

البعث ميديا  ||  رغد خضور