ثقافة وفن

مهرجان التراث السوري بالحسكة..من كل بستان زهرة

في أجواء تعبق برائحة الماضي وعراقة التراث السوري وخصوصيته قدم مهرجان التراث السوري المقام في الحسكة صورا للغنى الاجتماعي الذي يميز المحافظة ومجموعة من المقتنيات التراثية القديمة والأدوات التي كانت تستخدم في عمليات الزراعة والحياكة والترحال.

وضم المهرجان الذي تقيمه وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الثقافة في صالة المركز الثقافي معرضا فنيا مشتركا للفن التشكيلي والتصوير الضوئي والمقتنيات التراثية شارك فيه عدد من فناني المحافظة بنحو 25 لوحة وعملا فنيا عبر عن جمالية تراث المحافظة والتراث الإنساني العريق الذي تمتلكه.

وقدمت فرقة نابادا للفلكلور الشعبي فقرات فنية ودبكات شعبية من التراث العربي والسرياني والكلداني والآشوري السوري على أنغام المزمار والطبل ميز المشاركين فيها ارتداءهم الأزياء الشعبية الجميلة ذات الألوان المزركشة التي تعبر عن فلكلور المحافظة. بينما قدمت فرقة برمايا للفنون الشعبية فقرات فنية وطنية ودبكات منوعة من التراث الشعبي لأبناء المحافظة.

وشارك أطفال فرع منظمة طلائع البعث بعمل فني مسرحي قدموا خلاله لمحات تاريخية تعريفية عن أهم المواقع الأثرية في المحافظة التي تعاقبت عليها الحضارات منذ فجر التاريخ وحتى يومنا الحاضر. بينما قدمت فرقة مديرية التربية للفنون الشعبية أغاني تراثية ودبكات فلكلورية وتصويرا لبعض الطقوس التراثية الاحتفالية كالطقوس المرافقة لعمليات الحصاد اليدوي والأعراس وحناء يد العروس.

وأكد مدير السياحة نمر ابراهيم في تصريح له أن مهرجان التراث السوري حفل بتقديم أعمال فنية منوعة من الموروث التراثي الضخم للشعب السوري مع الحرص على تنويع الفعاليات ما بين السياحية والفنية والتراثية التي تعكس جمالية محافظة الحسكة بمشاركة واسعة من عدد من الفرق التراثية والفنانين الذين قدموا أعمالا فنية حظيت بإعجاب الحضور.

واعتبر مدير الثقافة محمد الفلاج إن تراث محافظة الحسكة يستمد عراقته وجماليته من تراث سورية الذي يمتد لآلاف السنين، مبينا إن الهدف الأساسي من المهرجان تسليط الضوء على العمق التراثي والإنساني السوري من خلال الأعمال الفنية الجميلة المشاركة.

وأشار المخرج المسرحي اسماعيل خلف المشرف العام على المهرجان الى أن المهرجان حالة بانورامية جماعية تحمل في طياتها العبق التراثي الأصيل في المحافظة.

أما الفنان التشكيلي عيسى النهار فأكد غنى المعرض الفني المشترك لعدد من رواد الفن التشكيلي والتصويري في المحافظة بأعمال فنية منوعة عبر كل فنان من خلالها عن رؤيته للموروث التراثي الذي يشكل هويتنا الحاضرة والمستقبلية.

وقالت الفنانة التشكيلية سجى سليمان ..شاركت بعمل فني تشكيلي صورت من خلاله الخيل العربية الأصيلة كونها أحد مفردات التاريخ والتراث العربي الأصيل، مشيرة إلى أن المعرض فرصة لالتقاء أعمال عدد من الفنانين التشكيليين وروءيتهم لتراثنا الذي هو هويتنا التي تربط جميع أبناء الوطن.

وأشارت مديرة فرقة برمايا رمثة شمعون إلى حرص الفرقة على تقديم فقرة فنية وطنية بعنوان /تحية للأرض تحية للشعب السوري /يقدم خلالها المشاركون على أنغام التراث السوري رسالة حب وسلام للعالم أجمع من أرض السلام والمحبة سورية.

ولفت مسؤول فرقة نابادا سمير مارديني إلى أن المشاركين بالفرقة قدموا عددا من اللوحات الفلكورية التي عكست غنى وتنوع التراث في محافظة الحسكة.

وبين الفنان عايش كليب الذي شارك بمقتنيات تراثية أن الهدف من مشاركته تعريف الجمهور بالأدوات الزراعية والنسيجية والغذائية والسلاح وبعض الفخاريات والنحاسيات التي كان يستخدمها الأجداد سابقا في معيشتهم والتي اندثر الكثير منها .

وأكد عدد من الحضور أن شعلة الحضارة السورية التي شعت منذ آلاف السنين للعالم أجمع لم ولن تنطفئ رغم كل محاولات أعداء الإنسانية الذين حاولوا استهداف الهوية السورية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل أمام عظمة التضحيات التي قدمها أبناء سورية وأبطال جيشنا الباسل واليوم تعيش سورية زهوة الانتصار على الإرهاب وتكمل مسيرة الحضارة والإنسانية والبناء.