منوع

حرفة البسط والسجاد اليدوي.. تقاوم الاندثار على أيدي عبد الكريم عكاش في حماة

أربعون عاما عاشها الحرفي عبد الكريم عكاش الذي تجاوز الرابعة والخمسين من عمره بين خيوط الصوف ليخرج منها لوحات من البسط والسجاد اليدوي تروي حكايات عن حماة وعاصيها وقلعتها الشماء.

من أبيه وجده تعلم عكاش هذه الصنعة لتكون مصدر رزقه، ففي محله الصغير في خان رستم باشا الأثري تستوقفك براعته وهو يحيك البسط على نوله الخشبي وعلامات الترحاب تظهر على وجهه يدعوك الى الدخول والاطلاع على مشغولاته التي تزين جدران المحل بتصميماتها المميزة واخرى تفترش أرضية المكان يعتليها مفارش ووسائد متنوعة الاشكال والاحجام.

عن نوله يحكي عكاش انه رفيقه منذ سنوات طويلة حيث صنعه بنفسه من خشب الزان والتوت وعليه نسج أشكالا من البسط والسجاد حملت تصاميم ورسوما متنوعة منها استوحاها من مدينته وعاصيها ونواعيرها.

ويمضي عكاش ساعات طويلة في انجاز قطعة واحدة، لافتا إلى أن حبه لهذه الحرفة يجعله يستمر في عمله خوفا من اندثارها يشجعه على ذلك الإقبال على منتجاته من أناس يقدرون العمل اليدوي.

مراحل تنفيذ البساط يوجزها عكاش بالقول.. انها تبدأ بلف خيوط الصوف الملونة على المكوك ومن ثم تمريرها على آلة النول الخشبي المنثور عليها خيوط القطن الطويلة “السدى” بعدها يتم ضرب مشط النول يدويا بشكل قوي ليعمل على التشبيك بين الخيوط الصوفية “اللحمة” وخيوط القطن “السدى” بعضها ببعض بشكل متساو ومتلاصق تماما دونما فراغ.

ويكرر عكاش هذه العملية بسرعة فائقة ومهارة عالية حتى ينتهي من صناعة البساط، مبينا أن كلفة المتر الواحد من البسط لا تتجاوز ثلاثة آلاف ليرة.