ثقافة وفن

“مرحلة جديدة” في الفن التشكيلي السوري؟!

في واحدة من المقاهي التي انتشرت كالفطر على جانبي اتستراد المزة، هناك حيث الأدراج تهبط إلى الأبهة والفخفخة العالية المزاج، يوجد مقهى يحمل اسم ملكة سورية حكمت روما ذات يوم؛ أصحاب المقهى إذا يعرفون في التاريخ، ولديهم حرص وطني كبير على ترويج أسماء من تاريخ البلاد، ليس فقط معرفتهم المتعمقة في التاريخ هي ما يتميزون به، بل وبالفن أيضا، إنهم من النخبة في مسألة التذوق الفني، وإلا كيف يمكن أن نفسر، أنهم يضعون منحوتة، أي عمل تشكيلي، بصري، في “تواليت” المقهى!؟.

يُعرف أن للتشكيل اتجاهات ومدارس، ومراحل، مثلا “بيكاسو”، المعروف بمراحله المتعاقبة مثل التكعيبية، الزرقاء، وهناك مرحلة “الواقعية المفرطة”، التي يعرف بها أصحاب مدرسة-الهولنديون الصغار-. ولدينا أيضا الانطباعية والتعبيرية وغيرها؛ اليوم أصحاب المقاهي يدخلون بنا إلى مرحلة فنية تشكيلية، بصرية جديدة، وهي مرحلة لا نحسد عليها صراحة، ولا يجب أن نتفاخر بها، إنها: “المرحلة المرحاضية”.

هنا نحتاج أن نسأل الفنان صاحب العمل التشكيلي المنحوت والذي انجزه عام 2004 عن رأيه بالعناصر الفنية المحددة لهذه المرحلة التي دخلنا بها؟ وربما نحتاج إلى حوار معه؛ فهذه المرحلة ليست سهلة يا جماعة! ومن الأسئلة التي قد توجه له في الحوار: ماهي العناصر الفنية للمرحلة التي أدخلتنا فيها؟، صف لنا كيف تشتغل، على هذه المرحلة؛ هل تترك لعقلك الواعي أن يعمل، أم أنك تعتمد على اللاشعور بأن يوضع عملك في ذلك المكان؟ هل خطرت لك إرهاصات هذه المرحلة، وأنت تفكر بتغيير قواعد صالات العرض، فأردت أن يكون الجمهور، متلقفا لأعمالك الفنية في مرحلتين نفسيتين، متعاقبتين؛ الأولى بأن يكون الجمهور في حالة استعجال وإلحاح فيزيولوجي، والثانية بعدها بقليل، عندما يطرح فنيا ما لديه، وهكذا تحظى المنحوتة برأيين نقديين يتساويان في الشدة ويتعاكسان في الاتجاه؛ هناك أكثر من قراءة نقدية للعمل، كما أنه يحتمل يوميا، قراءات متعددة، مصحوبة مع العسر واليسر.

قائمة الأسئلة قد تطول وقد تقصر ولكن في الحالتين، لا بد أن ترفقا، ببيت شعر كعرض فكري مجاني: (إن كنت لا تدري فتلك مصيبة/ وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم).

تمّام علي بركات