دولي

إدارة ترامب تغير مجرى الاتهام في أحداث أيلول.. الاموال السعودية اولاً

في تزوير للحقائق ومحاولة جديدة من واشنطن لشيطنة الدور الإيراني، وتلزيمه بكل المشاكل التي تحدث بالعالم، وفي مفارقة تؤكد مدى تسييس العمل في الدوائر الأمريكية اتجاه طهران، أصدرت محكمة فدرالية في نيويورك أمس أمرا يلزم إيران بدفع أكثر من 6 مليارات دولار تعويضات لأقارب نحو 1000 من ضحايا هجمات 11 سبتمبر عام 2001.

وقضى الحكم الذي أصدره القاضي جورج دانيلز بمسؤولية الدولة الإيرانية والحرس الثوري والبنك المركزي الإيراني عن مقتل 1008 أشخاص رفعت أسرهم دعوى ضدهم.

قرار لاشك فيه الكثير من اللغط والتزييف، فالادعاء الأمريكي في البداية وجه أصابع الاتهام  للسعودية في عمليات 11 أيلول وحدد 19 سعودياً شاركوا في تنفيذ  الهجمات، ولأجل ذلك تم ابتزاز الرياض بمصادرة أموالها الموجودة في البنوك الأمريكية كتعويض لأسر الضحايا، حتى أن الكونغرس أقر قانون جاستا لهذا الغرض، ولكن ومع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإصراره على اتهام إيران بخرق الاتفاق النووي تغيرت الأهواء في القضاء الفيدرالي الأمريكي، وبدلاً من توجيه الاتهام للرياض، بدأت مناقشة تمويل إيران والحرس الثوري للعمليات ليصدر القرار في النهاية باتهام طهران وتغريمها ما يقارب الـ7  مليار دولار كتعويضات لأسر الضحايا.

وأفادت شبكة “ABC News” بأن هذه الدعوى القضائية التي رُفعت لأول مرة في عام 2004 ثم سُمح باستئنافها في عام 2016 عقب إصدار الكونغرس قانون العدالة ضد الدول الراعية للإرهاب، زعمت بأن إيران قدمت المساعدة إلى مختطفي طائرات هجمات 11 أيلول بما في ذلك التدريب، “على الرغم من أن لجنة الحادي عشر من أيلول لم تجد دليلا مباشراً على الدعم الإيراني.

ونقلت الشبكة التلفزيونية الأمريكية عن المحامي روبرت هايفلي أن هذه النتائج لا يجب أن تحجب جبل الأدلة القاطعة ضد المملكة العربية السعودية التي تبقى محورية في قضية أصحاب الدعوى.

اعتراف يؤكد أن هناك تسيس للقضية ونقلها لأماكن وفق ما تريده السياسية الأمريكية، التي تريد اليوم في محاصرة إيران ومنعها من لعب دورها في المنطقة ولاسيما بعد الاتفاق النووي، وتقديم خدمة لحلفيها الأبرز في المنطقة كيان العدو الصهيوني، والاستفادة من السياسية الطائشة للرياض ومحاولتها دفع كل ما يلزم في مقابل تهديد إيران ومحاصرتها وربما المشاركة في الحرب عليها.

طبعاً الحكم ضد طهران وفق الشبكة الإخبارية الأمريكية رمزي، ولا أثر له على الأرض، ولكن يضاف إلى سلسلة من الإجراءات والقرارات التي تريد إدراة ترامب إلصاقها في طهران، ولكن هل تنجح في الحد من تحجيم إيران من دورها في المنطقة، ما هو واضح أن القادة الإيرانيين مدركين لما تريده واشنطن ومن خلفها تل أبيب والرياض.

 

البعث ميديا || تقرير- سنان حسن