ثقافة وفن

هذا أنا.. المجموعة الشعرية الثانية للشاعر إياد خزعل

يحاول الشاعر إياد خزعل في مجموعته الشعرية الجديدة “هذا أنا” كسر قيود الشر التي تكبل الذات البشرية باحثاً عن دروب الخلاص ونثر الخير في كل فسحة كونية تفيض سخاء بالمحبة والسلام.

المجموعة الشعرية التي وقع عليها الشاعر خزعل في المركز الثقافي بحمص والصادرة عن دار التوحيدي للنشر تقع في مئة وصفحتين من القطع المتوسط وتضم بين دفتيها ثلاثة وثلاثين نصاً شعرياً تتوشح بالصور الحسية المستقاة من البيئة الريفية الحمصية الجميلة التي ينتسب الشاعر إليها فنرتشفها في كل مقطع شعري حتى في حنايا قصائده التي بدت واضحة حتى في قصيدته “لحن دمشقي” التي يتغزل فيها بدمشق وياسمينها وغوطتها، فيقول.. دمشق ..على ضفاف النهر تغفو .. والماء يعزف لحن أغنية السهول.

في دراستها النقدية للمجموعة الشعرية رأت الناقدة حميدة الشيخ حسين أن نصوص خزعل الشعرية غلب عليها طابع الاغتراب الوجودي الذي برز من خلال تكراره للضمير المتكلم “أنا” في محاولة منه لاثباب ذاته كشاعر في ظل الظروف القاسية والحرب الإرهابية على سورية محاولاً الحفاظ على ذاته نقية وسط هذا الركام.

وأضافت حسين أن غربة الشاعر تجلت من خلال انسلاخه عن جذوره الريفية حيث أسهمت المدينة في تكريس غربته وكبلت وجوده كغيره من الشعراء المعاصرين أمثال بدر شاكر السياب إلا أنه لم يحصر نفسه في المكان الجغرافي الذي يعيش فيه بل امتد إلى الأرض والمعذبين عليها من حروبها وأطماعها باحثا عن أرض تفيض سلاماً وحباً وحنيناً بعيداً عن الخوف والرهبة والضياع.

ووصف الناقد الدكتور هائل الطالب نصوص خزعل بالقصيدة التي لا تشيخ وبأنها تنتمي إلى سلالة الصبر الطويل وتتحلى بنزعة سردية مميزة في التعامل مع قضايا إنسانية ووجدانية مثل الحب والشهيد والوطن، لافتاً إلى أنها تقترب من القصيدة المراوغة الفاتنة المبهرة المفتوحة التي تبحث عن مكان لجمالها المعتمد على التكثيف.

وخزعل عضو في جمعية الشعر باتحاد الكتاب العرب وهو من مواليد القريتين 1963 ويحمل إجازة ماجستير تأهيل وتخصص في تدريس اللغة العربية وشارك في العشرات من المهرجانات والأمسيات الشعرية وله ديوان “فضاء للكلام” صادر عن دار التوحيدي بحمص عام “2005”.