محليات

معمل أحذية السويداء.. الجميع متفق مع العمال.. لكن لاحلول

نقص العمالة والاعتماد على العمال المؤقتين وقدم الآلات وضعف نظام الحوافز والمكافآت عقبات كبرى يعاني منها معمل الأحذية في السويداء ورغم ذلك فإن المعمل ينتج بكافة طاقته وتجاوز مرحلة الخسارة إلى مرحلة الربح ما يجعل إنصاف عماله وحل مشاكلهم حقا مكتسبا لهم يجب إنجازه بأسرع وقت.

مراسل سانا زار المعمل والتقى العاملين والكادر النقابي والإداري واطلع عن كثب على أبرز العقبات التي تعترض هذه المنشأة الاقتصادية المهمة والطروحات لحلها وتجاوزها.

رفيقة الجبر العاملة بالمعمل منذ 24 عاما تقول: إن “ماكينة الخياطة باتت رفيقتها تقضي معها ساعات طويلة يوميا من السابعة صباحا حتى الثالثة ظهرا”، مشيرة إلى أن نقص العمالة يحملها والعمال الآخرين أعباء وجهودا إضافية لا تتناسب مع حوافزهم القليلة في هذا القطاع الإنتاجي، وما يتعرضون له من مخاطر صحية يرافقها غياب الضمان الصحي.

مطالب رفيقة أكدتها هنادي معروف التي تعمل في المعمل منذ عام 2006 بعقود “مياومة”، إضافة لنحو ثلاثين عاملا ومطلبهم الأساسي “تثبيتهم” ليتاح لهم الاستفادة من بعض الخدمات المتعلقة بالتأمينات والكساء والوجبة الغذائية والوصفات الطبية رغم ضعف قيمتها.

ويرى العامل ضمن قسم التركيب حسين الصفدي بعد ست سنوات على انتقاله للمعمل أن قدم الآلات وكثرة أعطالها وعدم توفر القطع التبديلية يترك أثره على واقع العمل ويشكل عبئا على العمل.

الصعوبات تطال كافة أقسام العمل حيث يبين الفني العامل بالمعمل منذ خمس سنوات عامر عمار أن العمال الفنيين المعينين بعد عام 1986 لا يتقاضون تعويض الاختصاص وعددهم قليل ويتكبدون معاناة متكررة لإصلاح قطع الغيار وترميم الآلات التي تتعرض لأعطال مستمرة.

المطالب المحقة أيدتها رئيسة اللجنة النقابية بالمعمل منى المعاز التي دعت لإعادة النظر بنظام الحوافز من قبل الشركة العامة لصناعة الأحذية لتناسب الوضع الحالي للعمال وتخصيص نسب من أرباح المعمل لصالحهم وتشميلهم بالمهن الخطرة والضمان الصحي خاصة مع تعرض العديد منهم لأمراض تنفسية خطرة.

مطالب العمال والهيئة النقابية في المعمل قال عنها المدير وسام أبو صعب الذي بين أن المعمل يعمل بكامل طاقته المتاحة وانتقل بفضل جهود عماله من حالة الخسارة عام 2009 إلى حالة الربح تدريجيا حيث تجاوزت أرباحه مع نهاية العام الماضي 221 مليون ليرة وحقق نسب إنتاج أكثر من جيدة قياسا بالصعوبات الموجودة رغم العمل على خط إنتاج واحد فقط جراء نقص الآلات وتنسيق بعضها.

أبو صعب أشار لضرورة العمل على خطة خمسية لاستبدال خطوط الإنتاج التي رافقت المعمل منذ تأسيسه قبل نحو أربعين عاما وتأمين احتياجاته المطلوبة من اليد العاملة الفنية والإدارية والتي تبلغ نحو 50 عاملا، إضافة لتثبيت العمال المياومين الذين اكتسبوا خبرة العمل لتحقيق الاستقرار اللازم لهم.

وأقلع العمل بمعمل الأحذية بالسويداء عام 1978 وهو من المعامل الرائدة على مستوى سورية ويبلغ عدد عماله حاليا 114 عاملا دائما و28 مياوما.