الشريط الاخباريمحليات

كيف حافظت إدارة شركة إسمنت الرستن وعمالها على شركتهم من الإرهابيين؟..إليكم الحكاية.

بمبادرات وأساليب بسيطة تمكن عمال شركة إسمنت الرستن من حماية منشآت وآلات الشركة من أي تعديات أو أعمال نهب أو تخريب من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة طيلة السنوات الماضية.

بدأت القصة حينما وقعت المنطقة التي توجد فيها الشركة تحت سيطرة الإرهابيين في العام 2012 وسط انتشار أعمال النهب والتخريب حيث لم يكن أمام إدارة الشركة خيار سوى محاولة استيعاب الظرف لتجنب تخريب المنشأة المهمة رغم محاولات الاستفزاز التي كان يقوم بها الإرهابيون تجاه كوادر الشركة.

مدير الشركة المهندس محمد سمير ظباطح أكد أن حماية التجهيزات وتجنيبها أي اعتداء كان الهاجس الأساسي خلال السنوات الماضية.

وبهدف زيادة درجة الأمان واتخاذ إجراءات احترازية تم إنشاء حائطي حماية سريين لمستودعات الشركة والفرن يخفيان أي معالم لهذه المستودعات بارتفاع نحو 5 امتار ولا سيما أن الأولى تحوي قطع تبديل وصيانة لمختلف آلات وتجهيزات الشركة تقدر قيمتها بمئات ملايين الليرات في حين أن الفرن يشتمل على دارات كهربائية غالية الثمن.

وكان للجدارين اللذين تم بناؤهما دور أساسي في منع تعرض المستودعات السرية والفرن لمخاطر السرقة والحفاظ على محتوياتهما علاوة على أن إسكان نحو 70 من عمال الشركة وأسرهم في الشركة كمركز إيواء ساهم أيضا في رفع مستوى الأمان وأصبح هؤلاء العمال حراسا فعليين يحمونها بشكل تلقائي من أي أفعال تصدر عن أفراد التنظيمات الإرهابية المسلحة.

أحمد الصالح العامل في شركة اسمنت الرستن لم يغادرها طوال السنوات الماضية أكد أنه تم التركيز على مستودعات الصيانة باعتبارها الأكثر عرضة للنهب لارتفاع قيمة محتوياتها وسهولة نقلها. في حين أن باقي التجهيزات من الصعوبة بمكان فكها وترحيلها.

العامل فايز خطاب لفت إلى أن الفترة الأشد كانت في العامين 2012 و2013 بسبب الفوضى العارمة وانعدام الأمن جراء انتهاكات الإرهابيين التي كان من المحتمل أن تعم الشركة لولا صمود عمالها ووقوفهم يدا واحدة الأمر الذي ساهم بحماية الشركة وتجهيزاتها والثروة الحراجية داخلها فهي تقع وسط غابة من أشجار السرو والكينا والنخيل، موضحا أنه رغم ندرة وقود التدفئة لم يتمكن أحد من التعدي على هذه الغابة أو قطع أي شجرة منها وتقدر أعدادها بالآلاف وأغلبها معمر.

المهندس ساطع اسكاف عضو اللجنة النقابية ورئيس شعبة التنمية الإدارية في شركة إسمنت الرستن أوضح في تصريح مماثل أن الإدارة تحلت بأعلى درجات المسؤولية الوطنية في سبيل الحفاظ على حياة العمال وحماية الشركة، لافتا إلى أنه شخصيا وضع منزله في حمص طيلة السنوات الست الماضية تحت تصرف الشركة كمقر إدارة مصغر بهدف ضبط دوام العاملين واستمرارية التواصل مع الشركة لإنجاز البريد والاتصال الدائم مع المدير العام للشركة في مقرها بالرستن.

يذكر أن شركة إسمنت الرستن تأسست في ستينيات القرن الماضي وكانت طاقتها الإنتاجية عام 2010 نحو 400 طن يوميا وتشهد حاليا أعمال صيانة جزئية ومن المزمع إقلاع العملية الإنتاجية فيها من جديد الأسبوع المقبل بعد أن تم إخلاء ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي من الإرهابيين ودخول الجيش إلى المنطقة، إضافة إلى فتح الطريق الدولي حمص/حماة وتأمينه من قبل وحدات الجيش الأمر الذي يمهد الطريق أمام استئناف العمل والإنتاج في الشركة كونها لم تتعرض للتخريب والسرقة خلال فترة الحرب.