ثقافة وفن

الفنان عامر علي يتحدث عن أدواره وعن الدراما السورية التي تحتاج للجرأة

يلعب الفنان عامر علي أدواره بكثير من التقمص المعتمد على التبني الداخلي للشخصية مستفيداً من أدواته كممثل أكاديمي ومن وسامته التي يوظفها ضمن مساحة واسعة ما بين الخير والشر حيث يشارك خلال هذا الموسم الدرامي بمسلسلي وحدن و روزنا بدورين مختلفين من حيث جوانب الشخصية وأفعالها وحجم الدور.

عن هاتين المشاركتين يقول الفنان عامر في حديث له: “لفتني نص مسلسل وحدن من جهة غرابة القصة واستثنائيتها وشعرت بكيمياء مشتركة مع الكاتبة ديانا كمال الدين والمخرج نجدة أنزور وبشيء خاص تتضمنه شخصية سمعان رغم صغر مساحتها فهي لا تشبهني بالواقع في أي شيء مما شجعني لألعبها وأدافع عنها لإيصالها للجمهور”. أما عن شخصية جود في مسلسل روزنا فيتابع: “تشجعت للعب هذه الشخصية كونها مختلفة عن شخصية سمعان تماماً فهي شخصية سلبية ومستفزة وغير قادرة على الفعل ولا يمكن تحديد مشاعرنا تجاهها وأنا لا أحب مثل هذا النوع من الشخصيات”.

الفنان الذي يفضل التنوع في لعب الأدوار يرى أن الدراما السورية تعاني من ضعف في النصوص بشكل عام من قبل بداية الحرب على سورية وكانت الشركات تتوجه نحو الأنواع الدرامية التي تحقق تسويقا أكبر لدى القنوات الفضائية كأعمال البيئة الشامية ولكن الأعمال الاجتماعية الواقعية أصبحت برأيه الاقرب للناس حاليا.

ويعتبر الفنان عامر أن أزمتي الإنتاج والتسويق اللتين ظهرتا في صناعة الدراما المحلية خلال سنوات الحرب على سورية حدتا من الجرأة في طرح المواضيع وأثرتا على نوعية الاعمال لذلك يرى أن الواقع الحالي يتطلب من الدراما السورية الجرأة في الطرح لمواضيع تهم الناس.

وينتقد خريج المعهد العالي للفنون المسرحية اعتماد الدراما المحلية على عدد من النجوم المعروفين منذ عشرات السنين دون صناعة نجوم جدد من الفنانين الشباب على عكس ما نشاهده في الأعمال المشتركة التي تنتج في الخارج وهذا يستدعي برأيه تغييرا في آلية الصناعة الدرامية المحلية والتخلص من تحكم القنوات الشارية من خلال انشاء قنوات تلفزيونية خاصة قادرة على استيعاب أعمال الدراما المحلية ما يساعد على اتساع المنافسة وتوليد أسماء نجوم جدد من الشباب ومن الممثلين الذين لم يحصلوا على فرصهم بعد.

ويشير عامر إلى ظاهرة في تنفيذ الأعمال المحلية تتمثل حسب رأيه بإسناد الأدوار التمثيلية والمهام الفنية لأشخاص ليسوا بالكفاءة اللازمة مما أدى لهبوط سوية الأعمال. إضافة لإهمال اختبارات الأداء للممثلين لأي عمل درامي تلفزيوني وسينمائي جديد”.

عامر الذي لعب شخصية الطبيب جمال في فيلم رد القضاء يرى أن مشكلة السينما السورية تنحسر بمحدودية دور العرض السينمائية في المحافظات، إلى جانب كون المؤسسة العامة للسينما هي جهة غير ربحية، معتبرا أن تغيير هذه الصفة إلى ربحية سيؤدي لإنتاج أفلام جيدة وجماهيرية.

وعن الأسباب التي حدت بكوادر سورية المشاركة في الأعمال الدرامية المشتركة يرى عامر أن ذلك يعود لمحاصرة الدراما السورية من قبل الحكومات المتحكمة بالقنوات الشارية.

والفنان عامر المتحفظ في تفاؤله بالمستقبل يؤكد في ختام حديثه أن الحالة الراهنة للدراما السورية ستتغير في المستقبل مع انتهاء الحرب. مع ضرورة التنبه إلى ذكاء المشاهد الذي لم يعد يقبل بسوية فنية ليست جيدة فيما يقدم له من أعمال.