ثقافة وفن

ايبيستيمو/لوجيا ايبسيتيمو/فيليا (ايبيستيمولوجي/ فيليا العرب)

كان «فيرييه» في القرن التاسع عشر ــ عام 1854ــ هو الذي ركَّب أو فَبْرك من كلمتَين يونانيَّتَين ما غدا معروفاً حتى الآن بأنه ابستمـ/ـو/لوجيا ــ انطلاقاً من ابيْستيم، ولوجيا، والمعنى الفعلي لهذا المركَّب ولِما أراده مبتِكر المصطلح الجديد المركَّب، هو علم أوْ نظرية المعرفة، على خلاف ما ساد ومازال سائداً عندنا هنا في الثقافة والفلسفة العربية من تجْديفات، بل خبْرتُ بنفسي أنَّ عدداً غيرَ متناهٍ من مدرِسي الفلسفة وأساتذتِها، بل ومِن مدرِّسي الابستمولوجيا ذاتِها وصولاً إلى رؤوساء أقسام فلسفة لا يهتمون بأصل المصطلح وقد لا يعرفون تاريخَه وبداياتِ تأسيسه ونشوئهِ، بل وأكثر من ذلك يعتقدون خطاً أنه مصطلح قائم منذ القِدم من أيام الفلسفة اليونانية الأولى لمجرد كون مكونات وكلمات المصطلح المركّب يونانية، مع أنَّ الفلسفة والثقافة اليونانية لم تتعامل مع مركَّبٍ كهذا ولا هي مسؤولة لا عن إنشائِه، ولا عن دلالاتِه اللاحقة، ولا عن تأويلاتِه وقراءاتِه الخاطئة جداً، وعندنا بصورة أخصّ. وكنتُ أجريتُ تجربةً/رياضةً فكْرية مع أحد رؤساء الأقسام لدينا ــ في جامعة دمشق «العريقة» ــ فسألتُه عن أصل المصطلح وتاريخ نشوئِه وصاحبِ الفضل الأول في ابتكاره فتبين أنه لم يعالج ولم يتأمَّل ولم «يتفلْسف»/ يتفكَّر/ في المسألة بتاتاً في الأصل، مكتفياً، بالتسليم أنه مصطلح يوناني قديم كان موجوداً دائماً (هكذا منذ الأزل الفلسفي إذا شئت)، وهذا في مفارقةٍ واضحة من عدةِ نواحٍ: 1 ــ هو رئيس قسم متخصص بالفلسفة، 2 ــ هو مدير ومُسيِّر شؤون تدريس الابستمولوجيا ضمناً أي المسؤول الإداري الأكاديمي الأول عن المقرَّر،

3 ــ هو نفسُه متخصص بالفلسفة اليونانية، وليس بشيءٍ آخَر من الفلسفة.

وفي مفارقةٍ أخرى لا تقلّ فظاعةً، وفي جلسةٍ مع أشهر فلاسفتِنا، ممَّن ورَد اسِمُه في سلَّم الأوائل عالمياً، قال أنَّه لا يدرِّس في الفلسفة إلاَّ مجالَين أحدُهمَا الابستمولوجيا. وسألتُه عن «تعريبهم» للابستمولوجيا فجاء الجواب كالآخرين تماماً: إنَّها علْم العلم، لأوْضِح أن الحقيقة هي أنها علم أو نظرية المعرفة، وإذا ضيقْنا أكثر فهي تُركِّز على المعرفة العلمية ونظريتها، هذا مع العَلمَ العالمي أحد الأوائل في التصنيفات الأكاديمية المتداوَلة، والابستمولوجيا ميدان أساس ورئيس في شغْلِه واشتغالِه وتدريسِه ما يقرب من نصف قرن، وبدوره لا يلقي بالاً للمصطلح ونشوئِه وآليَّة ظهورِه: كيف ومتى ومَنْ؟ مَن أسَّسَه؟

وفي مفارقةٍ ثالثة لمدرِس ومحاضر حيّ للمادة/المقرر/ على أرض الواقع (مباشَر حتى اللحظة) في لقاء تلفزيوني صرَّح أنه وهو «العالِم والفيلسوف والمفكر» («بيطلعْلو وبيلبقْلو يشوف حالو») هكذا وصف ذاته هو وأنَّ غاستون باشلار منظِر الابستمولوجيا الفَرنسي (والمفكِر العلمي المعروف) يُشبِهُه تماماً، أي بغضّ النظَر عن الجدارة والكفاءة والأصالة العلْمية والمصْداقية…إلخ، فإن ذاك الذي درّس ودَرس الابستمولوجيا باسمِها الصريح هذا، والعارف بدلالتِها ومحتواها، يقف على قدم المساواة مع هذا الذي يدْرُس ويدرّس الابستمولوجيا معتقداً أنها علْم العلم، وأنه بالتالي بحر علم أو خائض في محيطات العلْم… وتزداد المفارَقة نفوراً حين إجراء مقارنة زمنية تاريخية في أنَّ هذا يعيش الآن بينَنا، وذاك نشط قبل أكثر من نصف قرن بعقود مديدة، وأوَّلُ كتبهِ تُرجم إلى العربية عام 1969 ــ «الفكْر العلْمي الجديد» لا بل تصبح المفارقة مربَّعةً حين يصير ذاك الابتسمولوجي الحقيقي منذ 6 ــ 10 عقود هو الذي يُشبه هذا الحيّ الذي يُرزَق عندنا، وليس العكس، فإذا أضفتَ مفارَقاتِ سوءِ الفهم والهضْم لمعنى الابستمولوجيا ودلالاتِها ومحتواها بين الشَخْصين ــ أو الكائنين ــ المذكورَين تصبح المفارَقة مكعَّبةً ولن أسترسل لأصل الدرجاتِ الأُسّيةَ الأعلى.

وتصبح الفضيحةُ أكثرَ فقاعةً وفظاعةً على المستوى الفلْسفي العربي، لأن «عابد الجابري» الذي اعتبر نفسه ــ واعتبرَه العرب بدورِهم ــ قامةً فارهةً فلسفياً، هو بدورِه يَفهم من الابتسمولوجيا على أنها علم العلم (بل و«علم العلوم») ويكرر ذلك على مساحة ستّ/6/ طبعات متتالية لكتابه في فلسفة العلم (المتخصص بالمسألة وأمثالها) وفي أعرق جهة أكاديمية عربية ــ مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت ــ طبعات متجددة على مدى عقود، ولا وجود لكلمة واحدة تُنْبي وتشير إلى أنه سمع بعلم العلم الحقيقي أوْ «صادف» هذا العلم الحقيقي المغْفل والمجهول عربياً بالمطْلق حتى الآن؛ وتكون النتيجة الفعلية لهذه الهلْوسات والتهْويمات الفلسفية العربية في تقديم وتكريم وتعظيم الابستمولوجيا ونفْخِها باعتبارِها علم العلم ــ النتيجة الفعلية لذلك ممارسةً وتطبيقاً وأكاديمياْ هي أنَّ الطريق ستكون مسدودةً أمامَ أيّ تدقيق أو تصحيح أو تعريف بعلم العلْم الحقيقي الموجود عالمياً منذ الستّينيّات والمغاير تماماً لتوهُّم عرْبانِنا بأنه والابستمولوجيا شيءٌ واحد ــ النتيجة الفعلية هي أن العصي موضوعة في العجلات لمنْع أي حركة أو تحرُّك أو تقدم أو تغيير يصحِّح المسار والمصير، علمياً وجامعياً وأكاديمياً، ويترك حاجزاً ثخيناً بين العرب وثقافتِهم وفلسفتِهم وفكْرِهم وبين العصر ومنْجزاتِه ومكتسباتِه المتحققة فعلاً.

وتأتي إلى مصْر مع «شوقي جلاَل» و«يمنَى طريف الخولي» لتجد مُفارقةً وفظاعةً أعتى ــ لِتجد أنَّ علْم العلْم هو السَّينْتوْ/لوجيا([1]) بتقطيعِ كلماتٍ وحلِّ كلماتٍ متقاطعةٍ وأحْجيات و«حزِّيرات» كما فعل الجابري بتقطيع ومقاطعات الابستمولوجيا تماماً، هذا مع أنَّ السَّينْتولوجيا بدورها لا تمتّ بصِلةٍ لا إلى العلم ولا إلى علْمِه هو ذاتِه ــ علم العلم ــ رغم الإيحاءات والتضليلات اللفظية «الكلامية بكلامية»، لأنها اسم لتنظيم سِرِّي ديني كنسي متعصب وعنْصري أبعد ما يكون عن العلم وشؤونه وعلومِه ضمناً.

أُذكِّر أنَّ الابستمولوجيا لم تُستخْدَم في أدبيات الشرْق الأوروبي الفلسفية من أساسِه إلاَّ في سياق عروض وتعريفات الفكر الغربي، وبدلاً من ذلك استخدموا نَظيرَ الابتسمولوجيا ومكافئها الذي هو الغْنوسيولوجِيا ــ أي نظرية المعرفة، وأكثر من ذلك اعتمدوا على اللغة الحديثة الحية المتطورة والمستخدَمة فعلياً في حالتِها الناضجة المتبلْورة والمكتملة راهناً بدل اللجوء إلى كلمات أو مركَّبات كلمات أو مصطلحات كل ما فيها من عناصر ومكوّنات يوناني كالابستمولوجيا والغنوسيولوجيا مع ما يعنيه ذلك حتماً من عدم دقة التعبير وتغيُّر دلالات المصطلح المركَّب الكلّي بتغيُّر دلالات ومعاني مكوناتِه اليونانية الأصلية حتماً عبر تاريخٍ طويل يزيد عمرُه على ألفي/2000/ عام. معاني المعرفة والعلم وما إلى ذلك في عصرنا تختلف عن معانيها اليونانية في مرحلة جنينية عتيقة من تطور المعرفة والعلم والفكر والفلسفة بشرياً من أكثر من 2000عام، وبالتالي فالكلمات الواصفة لها غير مؤهَّلة لوصف العلم المعاصر وخصائصِه وتطوراتِه وبنْيتِه وهيكله وقوانينه…إلخ، وبالتالي، وبالأحرى ــ لتوصيف أي شكل مِن أشكال علم هذا العلم ذاتِه ــ علم العلم ــ لتصبح فروق ومفارقاتُ اختلاف الدلالة مركَّبةً ومضاعَفةً وهندسيةَ التمايُزات عن عالَم الألفاظ والكلمات والمصطلحات والمفاهيم اليونانية ومعانيها، لا «الغْنوسيس» ولا «الإيبيستيم» يونانياً يتطابقان مع ما نتداوله من دلالات في هذا الخصوص والموضوع، ولا هما صالحان لتأسيس مصطلح مركَّب معتبر ومَتين ورصين للتعبير عمَّا نُريد في عصرِنا هذا، لذا نحتتْ الإنكليزية مصطلحاً جديداً مِن لغتِها الحية الراهنة هو Science of Science بلا يونانِيَّات ولا ما يحزنون،

ونحتت الروسية من لغتِها الواقعية الراهنة أيضاً، ومن كلمة علْم الخاصة بها ــ ناؤوكا Hayka شيئاً مشابهاً تماماً لِما في الإنكليزية، أي ناؤوكا ناؤوكي، أوْ ناؤوكا أُوْ ناؤوكي ــ Hayka O Hayke وَ Hayka Hayku (علم العلم، أوْ علم /عن/حول/العلم) كما جاءت فيها صيغة أخرى اقتباساً من صياغات علوم أخرى حديثة وخضعت للتجديدات باستخدام كلمة تقديم أو مدْخل أو مقدمة أو قيادة وإرشادية في العلم كذا كذا، كأن تقول: «مقدمة في الاقتصاد السياسي» أو المدخل إلى علم كذا كذا، للتعبير عن مقدمة في العلم أو مدخل إلى العلم، أوْ إلى ما أريد وقصِد منه التعبير عن علم العلْم، وهكذا وُصِلتْ كلمة فييديْنيّي BégeHúe مع كلمة علْم ــ ناؤوكا ــ Hayka لِيُصبح المصطلح المركَّب هو ناؤوكوْ/فييديْنِيّي HaykoBéDeHÚe للتعبير قصْدياً عن العلم البازغ الجديد في ستينيَّات القرن العشرين ــ (وليس في خمْسينيَّات القرن التاسع عشر مع إنشاء مصطلح الابستمولوجيا) ــ الذي يدرس العلمَ ذاتَه كموضوع، ويبحثه أصولاً كعلْمٍ لِلعلم، أوْ ذات ما يعنيه أُولوْ الإنكليزية بمصطلحِهم المركب تماماً وبالتعادل Science of Scinee. إنَّ الثقافةَ والفلسفةَ العربيةَ هي بالتحديد التي لا تعرف شيئاً عن علْم العلم الحقيقي هذا، ولا يوجد تقديم واحد ــ ولو واحد فقط وبالصدفة ــ ينطبق مع التعريف الكفْء الجدير بالتقدير والاحترام بهذا العلْم حقاً، لم أصادف ولو مرةً واحدة، ولو اعتباطاً أو بضربةِ حظ تحديداً سليماً عربياً لماهيةِ ومحتوى علْم العلم، وأنا المتابع العنيد، ولاسيما في هذا التخصص، لكل ما يُكتَب ويُنشَر عربياً منذ نصف قرن على الأقل، بل والذي كتَب ويكتب في هذا المجال مذْ ذاك أيضاً، بما في ذلك في كتابي الأول منتصفَ الستينيَّات ــ «أفكار متواضعة»، في العناوين الكثيرة ذات الصلة معرفياً وفلسفياً ــ علْمياً، ولاسيما حول المادة والوعي (غنوسيولوجيا/ابستمولوجيا)، وحول اللانهاية أيضاً (ــ // ـ) وحول السفْسطة كذلك (ــ // ـ)، وحول الفكر النِسبي وفلسفة النظرية النِسبية، وحول الفكْر الكوانتي والموجي وفلسفة الميكانيكا الكَوانتية والموجية، في هذا الكتاب المبكِر الأول، وفي سن يقترب (كان لازال يقترب فقط) من السادسةَ عشرة (16) عاماً حوالي عام 1966. وهذا ما جاء تحت عناوين السببيَّة والحتمية (الجبرية) أيضاً… لو كنتُ أفهم من معالجة هذه المسائِل كما يفهم «فلاسفتُنا» وجهابذتُنا العظماء أنها مباحث في علم العلم لاعتبرْتُ نفسي أوَّلَ مَنْ تحدَّث وكتب وبحث في «علم العلم» الجديد والمبتكر في الستينيَّات، بل ولاستطعتُ الطموح أكثر رشاقةً إلى ادعاء وزعْم أن هذا «العلم للعلم» الذي لم يتبلور قبل السِتينيَّات (بمعرفة مؤرِخيه الحاليّين أعني مؤرّخي علم العلم ونشوئِه وتأسيسِه) ــ أنَّه لولاي لما ظهر ولما ابتكر وأنني أحد مؤسِّسيه وأركانِه الكبرى ومن الأوائل، إن لم أزعم أكثر من ذلك أنني الأول في هذا الحقل، متابعاً منشوراتي مذ ذاك بلا انقطاع، هذا مع العلم أنَّ ما كتبتُه حينَها هو حقاً مِن مباحث علم العلم جزئياً، ولكنه حينها كان يُصنَّف ويُنْسَب إلى نظرية المعرفة ــ تْيوريابوزْنانِيا ــ TeoLuяnoЗHaHuЯ أو Theory of knowpedge أو الغنوسيولوجيا ــ gnosiology أو الابستمولوجيا ــ Epistemology أساساً، وكل ما تجده عربياً حتى الآن ينتمي إلى هذه المباحث والاختصاصات تحديداً وليس إلى شيءٍ آخر، فعلم العلم أوسع وأشمل وأكبر من نظرية المعرفة ــ ولاسيّما العلْمية ــ أو الابستمولوجيا،

وتتجنى الفلسفة العربية في مؤسَّساتِها الجامعية وفي دراساتِها وبحوثها «الأكاديمية»(؟) كثيراً على علم العلم حين تُرجِعُه وتُبسِّطه إلى مجرد ابستمولوجيا (اختصاصها الاشتغال بالمعرفة أساساً) متجاهِلين اختصاصاتٍ فرعية كثيرة هامة وقوية وذات حضور وجذور عريقة في إطار علم العلم الحقيقي أمثال: تاريخ العلم، وفلسفة العلم، وميتودولوجيا/منْهج العلم، ومنطق العلم. وفي الخارج، وفي الغرب لا تَرِد مباحثُ الابستمولوجيا بديلاً أو احتواءً لهؤلاء، بل برفقتِهم وفي ارتباطٍ بهم، وعلى قدم المساواة والزَمالة كعلْم فرعي «آخر» من «علوم» العلم المذكورة وغيرها أيضاً (على تمايُزها عن علم العلْم)، فلا الشرق ولا الغرب حصَر علومَ دراسة العلم بالابستمولوجيا أو الغنوسيولوجيا أو نظرية المعرفة (حتى العلْميّة). ومَنْ أراد اختبارَ الحضور الفعلي والتواتر والتأثير في أدبيات ومرجعيات المسألة فلسفياً وفي الغرب تحديداً، فليُراجع ــ إحصائياً ــ حجمَ الابتسمولوجيا ونسبتها وتناسُباتِها مقارنةً مع ما ذُكِر ــ كمثال جزئي فقط ــ سواءً في عناوين الكتب الصادرة، أو في المؤتمرات والندوات واللقاءات وطاولات الحوار والنقاشات العلْمية ــ الفلسفية، أو في الدراسات والمقالات الدورية، أو في عناوين الدوريات والإصدارات المتخصِصة ذاتها، أو في تسميات الجامعات ومراكز البحث والكليات والأقسام والشُعَب…إلخ. العلْمية ــ الفلسفية، ليرصد ويكتشف حجم الابستمولوجيا الحقيقي في هذه المسائل والذي لا يُقارَن مع عَفْرتَتِها وعمْلقتِها المَرضية عندنا وتغْويلِها لتبتلع وتزدرد كلَّ ما حولها وتقضي على كل شيء ــ على الأخضر واليابس: على الفلسفة ومباحِثها العريقة من منطق، ومنهج/ميتودولوجيا، وفلسفة علم، وتاريخه…إلخ بل ولتبلع علم العلم بكامل جلالِه ووقاره في لقمةٍ واحدة وإلى الأبد، وكحالة نموذجية نوعية أقترح عليكم إجراءَ الاختبار الكيفي النوعي التالي ورقياً أوعلى الإنترنيت للمنشورات في مجال علم العلم فقط ــ الذي هو فعلياً وحقاً «ناؤوكوْفيدينيي» أو Science of Science ولا شيءَ آخر (وخصوصاً ليس الابستمولوجيا)، حينها ستجدون الابستمولوجيا فيه ضمناً وجزئياً وفرعياً لا شكّ في ذلك، ولكنها ليست الوحيدة، بل إلى جانب علوم فرعية واختصاصات كثيرة أخرى ــ ذكْرنا بعضها الآن هنا غير الابستمولوجيا ــ تنتمي إلى هذا الاختصاص البازغ الجديد والمركَّب ــ علم العلْم ــ وقد تُذْهَلون عند حساب النِسبة والتناسُبات من هامشيةِ وثانويةِ الابستمولوجيا الجزئية، نسبياً وقياساً إلى عَمْلقتِها وعَفْرَتتِها وتغْويلِها عندنا في الفلسفة العربية بخاصة وفي ثقافتِنا وفكْريائِنا بعامة.

ــ يحضرني بمناسبةِ جهْلِ العرب وثقافتِهم المطْبق بالعلم الذي يتداولون تسميَته منذ عقود واثِقين وَهْماً أنه الذي هو، وأنهم به عارفون وراسخون في علْمه، غيرَ دارين أن علم العلم الحقيقي لا علاقَة له البتة بل وبريءٌ تماماً ممّا يتداولون ويُسمّون زعماً وفي غفلةٍ وغيبوبة ــ علم العلم/ يحضرني بهذه المناسبة رأيُ وشعرُ العربيّ الصميم القِحّ المتنبيّ:

يا أمةً ضحكت من جهلِها الأممُ (ضحكت أو هزِئت…)

والتي لا تزال سائرةً في سبيل الضلال هذا، في اتجاه أن يكون الأمر: يا أمةً خَجِلتْ من جَهلِها الأممُ.

 

د. معن النقري

 

([1]) Sciento/logy.