الشريط الاخباريدولي

ترامب يطالب أوروبا بزيادة ميزانيتها لتمويل “الناتو”

 

في كل مرة يجتمع فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع حلفائه الأوروبيين، تحلّ أجواء التوتر والتصعيد بسبب الخلافات على المصالح الاقتصادية والمالية، هذه الأجواء سبقت ترامب وحلفائه إلى بروكسل، حيث تعقد يومي 11 و12 تموز الجاري القمة الثانية لحلف شمال الأطلسي “الناتو” في عهد ترامب.

الخلاف هذه المرة يتمحور حول مطلب الرئيس الأميركي رفع مستوى مساهمة الدول الأوروبية في تمويل ميزانية “الناتو”، البالغة 975 مليار دولار سنوياً، إلى 50% أي إلى مستوى 2% من الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدول.

ترامب يتهم الأوروبيين باستغلال واشنطن التي تمول وحدها ما نسبته 72% من ميزانية الحلف، أي 686 مليار دولار، مقابل 28% فقط للدول الأوروبية، علماً أن عمليات الحلف تقع بمجملها في أوروبا ومحيطها، والانتشار الأوسع للناتو يبقى على تخوم روسيا، أي في شرق أوروبا أو في دول البلطيق.

ورغم تهديد ترامب مع بداية ولايته بخفض التمويل للناتو، إذا لم ترفع أوروبا انخراطها مادياً إلى 2% من نتاجها المحلي في ميزانية الحلف، فلم تقدم على هذه الخطوة سوى سبع دول أوروبية فقط، هي بريطانيا واليونان ولتونيا وليتونيا واستونيا ورومانيا وبولونيا، أما فرنسا فوصلت نسبة التمويل إلى 1,89% فقط، ويبقى هدف الحملة الأميركية موجه أساساً إلى ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا بناتج محلي يبلغ 3935 مليار دولار سنوياً، والتي ترفض رفع مستوى مساهمتها فوق الـ1,24%.

قبل وصوله إلى بروكسل، وجه ترامب رسالة إلى حلفائه معلناً أن اللقاء مع بوتين، المقرر في هلسنكي يوم الاثنين المقبل، قد يكون الأسهل من بين اللقاءات التي سيعقدها خلال جولته الأوروبية، وهذا ما أدى إلى رد فعل غاضب من قبل رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، الذي طلب من ترامب أن “يتذكر من هم حلفاؤه الاستراتيجيون ومن هم خصومه”.

ومنذ الاثنين الماضي، واظب الرئيس الأميركي على توجيه السهام لأعضاء الحلف الأطلسي، عبر تغريدات ينتقد فيها رفض الأوروبيين رفع مستوى مساهماتهم في ميزانية الحلف، حيث ذكر في إحداها أن “الولايات المتحدة تموّل أكثر بكثير من أي بلد آخر في “الناتو” وهذا غير عادل وغير مقبول وعلى الدول الأخرى أن تدفع أكثر”.

من جهته، رد دونالد توسك على حملة الرئيس الأميركي بشكل عنيف، ملمحاً إلى أن ما يقوم به ترامب قد يؤدي إلى تعديل خطير بوظيفة “الناتو” ككل، منوها إلى أن الدول الأوروبية كانت أول من وقف إلى جانب الولايات المتحدة بعد أحداث 11 ايلول 2001، وأن 870 أوروبياً ضحوا بحياتهم في أفغانستان.

الأوروبيون يتخوفون من أن تؤدي قرارات ترامب غير المتوقعة، إلى توجيه ضربة موجعة إلى حلف الناتو تتسبب بزعزعته وشل حركته، تماماً كما فعل بمجموعة الدول الاقتصادية السبعة الأكبر عقب اجتماعها الأخير في كندا مطلع حزيران الماضي.

وجهة نظر الاتحاد الأوروبي، التي عبر عنها توسك، لم يشاطره بها أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستونتلبرغ، الذي اتخذ موقفا أقرب إلى موقف الرئيس الأميركي، معتبراً أن التوزيع الحالي لميزانية الحلف الأطلسي “غير عالة”، مطالبا الدول الأوروبية بتطبيق ما تم الاتفاق عليه عام 2006 برفع مستوى الدعم المادي المباشر إلى 2% من قيمة الناتج المحلي للدول الأعضاء.