البحوث الزراعية بالغاب… خطوات جادة لتطوير أبحاث المحاصيل الاستراتيجية
يعد مركز البحوث العلمية الزراعية بمنطقة الغاب من أهم المؤسسات البحثية التي عملت خلال السنوات الماضية على إقامة أبحاث وندوات تتعلق بالمحاصيل الزراعية المهمة وخاصة الاستراتيجية منها والمركز تأسس عام 1978 بمساحة تقدر بنحو 48 هكتاراً في سهل الغاب أكثر السهول خصوبة فضلاً عن ذخره بالهطولات المطرية الوافرة والتي تصل إلى 674 ملم سنويا.
وأوضح الدكتور وسيم عدلة رئيس المركز أن المركز يعمل على استنباط أصناف جديدة من المحاصيل الزراعية ذات الإنتاجية العالية والمواصفات الجيدة، كما يقوم بالبحث عن محاصيل وأصناف ذات احتياج مائي قليل ومقاومة للملوحة والآفات الزراعية إضافة إلى الحفاظ على السلالات الحيوانية المحلية وتحسينها وتعزيز الزراعة العضوية والقدرات العلمية للعاملين لديه.
ولفت عدلة إلى سعي المركز لإيجاد حلول للمشاكل التي تواجه الزراعة عبر زيادة الإنتاج وتحسين نوعيته وصولاً لمفهوم الأمن الغذائي والزراعة المستدامة والمحافظة على المصادر الطبيعية والوراثية وزيادة الجدوى الاقتصادية والتركيز على الأبحاث التطبيقية ما يسهم بإعادة الإعمار وتطوير القطاع الزراعي مبيناً أن المركز ساهم في تطوير وتحسين العديد من الزراعات كالقمح والشوندر والبقوليات إضافة إلى دوره المهم والفعال في الحفاظ على أبقار الجاموس وعدم انقراضها.
وأشار عدلة إلى أنه يتبع للمركز محطة بحوث شطحة لدراسة وتطوير حيوان الجاموس السوري إضافة إلى موقع حراجي موقع طاحون الحلاوة لدراسة التنوع البيولوجي الحيوي ودراسة الأنواع المهددة بالانقراض وإكثارها ودراسة التكامل الحراجي في منطقة الغاب ومؤخراً تم إحداث محطة جب رملة والتي يتم فيها تنفيذ بعض التجارب البحثية المروية لرفد تجارب المركز، ويقوم المركز سنوياً بتنفيذ خطة بحثية طموحة ذات محاور متعددة تضم ما يقارب 150 بحثاً تغطي الجوانب العلمية والتطبيقية التي من شأنها تحفيز التنمية الزراعية في المنطقة وذلك على مستوى المحاصيل الاستراتيجية قمح-شوندر-قطن وغيرها من لمحاصيل التي تهم فلاحي المنطقة.
ولفت رئيس مركز بحوث الغاب إلى أنه مما أكسب المركز أهمية خاصة وعزز نتائج أبحاثه وجود مختبرات متطورة بأجهزة حديثة أهمها مختبر تحليل عينات الشوندر السكري والذي يجري تحاليل مخبرية للتجارب العلمية في المنطقة الوسطى بكاملها فضلاً عن تحاليل مشتركة مع وزارة الصناعة معامل السكر وجهات رسمية وعلمية مختلفة ومختبر تحليل فيزياء وكيمياء التربة والمياه ومختبرات الأمراض التي تقوم بالتشخيص الدقيق للمسببات المرضية المنتشرة على المحاصيل في المنطقة إضافة إلى المساهمة في اختبار كفاءة المبيدات لمكافحة هذه الآفات الممرضة، وزاد من أهمية أبحاث المركز إنشاء محطة تعنى بتطوير الجاموس وهي الأولى من نوعها في سورية ورفعت من شأن الجاموس الذي كان مهدداً بالانقراض وازدادت أعداده في المنطقة زيادة ملحوظة بعد إنشاء المحطة كما أجرى دراسات لتحسين سلالات أبقار الجاموس ومؤخراً تم إنشاء شعبة بحوث الأسماك نظراً لانتشار مزارع تربية الأسماك في منطقة الغاب.
وبين الدكتور عدلة أن الباحثين في المركز يعملون على نشر نتائج أبحاثهم وتسخيرها خدمة للقطاع الزراعي في المنطقة ونشر خبراتهم سواء بشكل مباشر أو عبر دورات تأهيل متخصصة للعناصر الفنية في مديرية زراعة الغاب وإقامة الأيام الحقلية الإرشادية والندوات العلمية والتي تتوجه للفلاح بشكل مباشر وكان من ثمارها نشر الثقافة الزراعية لمحصولي القمح والشوندر السكري والتوسع بزراعة الحمص الشتوي فضلاً عن تحديد معدلات البذار المثلى ومواعيد زراعتها كما تحرص إدارة المركز على مواكبة الثورة العلمية والقفزات النوعية في مجال تطوير الغلال الزراعية من خلال زيادة برة العاملين لديها سواء بالمشاركة في الدورات التدريبية أو ورشات العمل المختصة داخل القطر وخارجه.