الشريط الاخباريمحليات

«الصحة»: استراتيجية وطنية لمكافحة التهابي الكبد الفيروسي «بي» و «سي»

تستعد وزارة الصحة لإطلاق أول استراتيجية وطنية لمكافحة التهابي الكبد الفيروسي “بي وسي” كخارطة طريق نحو سورية خالية من أي عدوى جديدة بالمرض ووصول جميع المصابين المزمنين به إلى رعاية طبية مناسبة.

ويشكل التهابا الكبد الفيروسي “بي وسي” تحدياً صحياً عالميا، كما تصنفهما منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى تعايش نحو 325 مليون شخص حول العالم معهما فضلا عن أنهما من الأسباب الرئيسية لسرطان الكبد الذي يودي بحياة 1.34 مليون شخص سنوياً.

مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور أحمد ضميرية أوضح أن الاستراتيجية “في طور التدقيق حاليا” وهي تضع خطة عمل لخمس سنوات قادمة وتجمع كل الشركاء المعنيين بمكافحة التهاب الكبد من أجل تحقيق أهداف من بينها خفض معدل العدوى بالمرض بمقدار 90 بالمئة ومعدل الإماتة بمقدار ثلاثة أضعاف حتى عام 2030.

وبنيت الاستراتيجية بناء على دراسة أعدتها مديرية الأمراض السارية والمزمنة عام 2016 والتي أظهرت انخفاضا في مستوى انتشار التهاب الكبد بي عند الفئة العمرية الأقل من 29 عاما نتيجة فعالية برنامج التلقيح الوطني الذي يدرج لقاح الكبد بي ضمنه فيما وصلت لمؤشرات مقلقة لانتشار التهاب الكبد سي بين الفئات الخطرة كمرضى غسيل الكلى ونقل الدم المتكرر ومتعاطي المخدرات.

وتركز الاستراتيجية حسب ضميرية على ثلاثة مجالات وهي الترصد لاكتشاف الحالات وتدبيرها والعلاج، اضافة الى الوقاية عبر التأكيد على سلامة الدم ومنتجاته والحقن الآمن وتطبيق الشروط الصحية في مراكز الوشم والتجميل وعيادات أطباء الأسنان وغيرها فضلا عن دعم برامج التلقيح.

وتوفر وزارة الصحة كما ذكر ضميرية العلاج لمرضى التهاب الكبد حاليا عبر ستة مراكز موزعين بواقع مركزين بدمشق ومركز واحد في كل من حماة واللاذقية وحمص وحلب الذي عاد للخدمة موءخرا فيما مركز دير الزور لا يزال خارج العمل.

وبين مدير الأمراض السارية والمزمنة أن رعاية مرضى التهاب الكبد في المراكز والتي تشمل التشخيص والاستقصاءات الطبية والمخبرية والشعاعية والعلاج تتم وفق آلية موحدة حيث أصدرت المديرية العام الماضي دليلا مرجعيا للمراكز يضبط خطة العلاج والمتابعة والتعامل مع الاختلاطات.

وعن بعض مؤشرات المرض في سورية لفت رئيس شعبة التهاب الكبد في الوزارة الدكتور عامر طيبي إلى تسجيل 246 حالة التهاب كبد “سي” جديدة و311 التهاب “بي” العام الماضي وبالنسبة لالتهاب الكبد “ايه” سجل 3165 عام 2017 معتبرا “أن الأرقام المسجلة ضمن الحدود الطبيعية”.

وتنتقل عدوى التهاب الكبد “ايه” كما يوضح “طيبي” غالبا عن طريق الأغذية والمياه الملوثة بفيروس المرض فيما النمط “بي” قد ينتقل من الأم إلى الطفل عند الولادة أو عبر التعرض لسوائل الجسم الملوثة بالفيروس كالدم واللعاب وأدوات ملوثة كالإبر والمحاقن كما تسري عدوى التهاب الكبد “سي” بالدم عند مشاركة معدات حقن المخدرات واستخدام معدات طبية دون تعقيمها ونقل الدم ومنتجاته دون فحص.

وبخصوص الوقاية يوصي طيبي باتباع قواعد النظافة العامة والغسيل الجيد للخضار والفواكه وغلي الحليب ومنتجاته والابتعاد عن تناول الغذاء من مصادر غير مأمونة والتعقيم الكافي لأدوات الجراحة والمحاقن والإبر وإجراء الختان والوشم على يد عاملين صحيين مدربين والابتعاد عن الاستخدام المشترك لأدوات الحلاقة وفراشي الأسنان والالتزام ببرنامج التلقيح الوطني.

وتحيي دول العالم في الـ28 من تموز من كل عام اليوم العالمي لالتهاب الكبد وتركز منظمة الصحة العالمية هذا العام على موضوع الاختبار والمعالجة ودعم التوسع في الوقاية من المرض وخدمات رعاية مرضاه.