محليات

روايات مشرفة عن حرب تشرين التحريرية من ذاكرة أبطال الجيش العربي السوري

تتوالى السنون على ذكرى حرب تشرين التحريرية التي شكلت نقطة فاصلة في تاريخ العرب الحديث أحيت في نفوس العرب جميعا مشاعر الإيمان بقوتهم وقدرتهم على الانتصار في المعارك واستعادة الحقوق المغتصبة وردمت حقبة من الهزائم والاعتداءات.

45 عاما مرت على هذه الحرب ولا تزال ذكراها مناسبة تحرض الهمم لتسطير المزيد من صفحات البطولة والفداء وتستعيد بطولات رجال قواتنا المسلحة بما يفيها جزءا من حقها وتوثق عظمة هذه الحرب وصانعيها الأبطال الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن فأينعت نصرا لا يزال يرسمه إلى اليوم أبناء الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب الذي تتعرض له سورية.

في فرع رابطة المحاربين القدماء في اللاذقية أبطالا عظاما شاركوا في حرب الكرامة.. أبطال أبت السنون إلا أن تخط على محياهم رسومها التي تقرأ من خلالها كل عناوين العنفوان والعزة والكرامة.

العميد المتقاعد حافظ بركات من سلاح هندسة الطيران الذي خدم أثناء الحرب في الجيش العربي السوري برتبة ملازم في مطار السين تحدث عن الاستعداد للحرب وما رافقه من مشاعر القلق كما أسماها حول إمكانية تحقيق النصر في ضوء الدعم الأمريكي الكبير للعدو الإسرائيلي، مبينا أن كل هذا القلق زال مع انطلاقة شرارة الحرب وعودة أول سرب سوري مقاتل سالما من المهمة التي كلف بها واستهداف مواقع العدو بنجاح حيث ارتفعت معنويات المقاتلين وتحقق انفراج نفسي كبير ما دفع الطيارين للتسابق للمشاركة في المعركة فيما انخفض زمن صيانة وتذخير الطائرات إلى أربعة أو خمسة أضعاف عن مثيلاتها زمن التدريب.

ولفت بركات إلى دور القائد المؤسس حافظ الأسد في تعزيز ثقة المقاتلين بأنفسهم وبجيشهم وقضيتهم وذلك بعد خطابه التاريخي والذي أعطى الحمية والاندفاع في أداء دورهم في المعركة.

ولا ينسى بركات التذكير بأهمية مساهمة المقاتلين العرب في الحرب الذين كان لهم دور مهم في رفع الحالة المعنوية للمقاتلين السوريين وعزز الثقة لديهم بقومية المعركة، مبينا أنه ورغم الرتب العالية للمقاتلين العرب إلا أنهم كانوا يؤدون المهام القتالية ضمن التشكيل الجوي بأمرة طيارين سوريين أدنى رتبة منهم نظرا لظروف المعركة وجغرافيتها.

بدوره أكد العميد المتقاعد عقيل محمود زغور قائد كتيبة صواريخ في تل عنتر قرب جبل الشيخ وهو النسق الأول في الدفاع الجوي على الجبهة أن الاستعداد للمعركة كان طي الكتمان وتم بخطط عالية الدقة وذلك حفاظا على عنصر المفاجأة، مضيفا: إنه رغم استهداف الكتيبة من سلاح العدو إلا أنه تم تجاوز الخسائر بسرعة فائقة وإعادة ترميمها والمشاركة بفعالية في الحرب وتمكنوا من إسقاط 10 طائرات للعدو ومنعها من تحقيق أهدافها فوق دمشق وسط إصرار من المقاتلين السوريين على السير على خطى الشهداء والمساهمة في تحقيق النصر.

واشار زغور إلى أن ما تتعرض له سورية اليوم هو استمرار لمحاولات استهداف دورها الوطني والقومي باعتبارها الحلقة الأقوى في مواجهة المؤامرات التي تستهدف المنطقة العربية وأن النصر الذي يحققه جيشنا اليوم في حربه ضد الإرهاب العالمي هو أمر محتوم لأننا أصحاب حق ولا يمكن أن يهزم من كان الحق معه.

العميد المتقاعد نبيل محمد كحيلة أوضح أن العامل الأساسي في نصر تشرين يعود إلى العقيدة الوطنية والقتالية التي يتحلى بها الجيش العربي السوري وإيمان وثقة الجيش والشعب بقضيته وتلاحمه مع قيادته، مؤكدا أن الجيش الذي انتصر في حرب تشرين يكتب اليوم فصولا جديدة من الانتصارات في مواجهة الحرب الكونية التي تشن من أكثر من 82 دولة مسخرة أدوات مرتهنة لأجنداتها الاستعمارية.