مساحة حرة

خاشقجي ذهب مع الريح..

اعتقد الكثيرون أن قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، منذ حوالي أسبوعين، ستضع حدا لانتهاكات بني سعود في قمع الحريات وإسكات كل من تخول له نفسه أن يعارض العائلة الحاكمة.. إلا أن الرياح جرت بمنحى مختلف..

فريق التحقيق التركي، الذي فتش القنصلية السعودية، توصل إلى وجود أدلة تثبت مقتل خاشقجي داخلها، وهذا ما دفع بسلطات النظام السعودي لإعداد بيان تعترف فيه بمقتل الصحفي نتيجة تحقيق جرى بشكل خطأ.. وبحسب مصادر، من المرجح أن يخلص التقرير إلى أن هذه العملية جرت دون إذن، وأن من تورطوا فيها سيُحاسبون..

هذه الأنباء من جهة، وتصريح ترامب بأن من فعل ذلك ربما يكونوا “قتلة مارقين” من جهة أخرى، فضلا عن انتعاش الاقتصاد التركي بشكل مفاجئ، تؤكد أن الصفقة تمت، والأمور لملمت بهدوء، وأن أصابع الاتهام ستتوجه لأشخاص آخرين..

ترامب منذ البداية كان واضحا في موقفه من الرياض وابن سلمان فيما يتعلق بهذه القضية، رغم المعارضة الكبيرة داخل الكونغرس والمطالب بمقاضاة السعودية ووقف بيع الأسلحة لها، إلا أن الرئيس الأمريكي كان له موقف مختلف، فجل ما يهمه هو ما ستعود عليه هذه القضية من مكاسب، وأخر ما يشغل باله حقوق الإنسان التي تتشدق بها بلاده من الأزل..

كل ما تحدثت عنه وسائل الإعلام الأمريكية عن رسائل مسربة تفيد باستدراج خاشقجي إلى اسطنبول، وما بينه الأمن التركي من تسجيلات فيديو لم تظهر خروجه، إضافة إلى التسجيلات التي زعمت السلطات التركية أنها بحوزتها والتي تثبت مقتل الصحفي السعودي، لم تردع أي من الأطراف الثلاثة، واشنطن وأنقرة والرياض، من المساومة والانتفاع على حساب دم خاشقجي… خاشقجي الذي كان من المهللين للخراب والدمار الذي يحصل في سورية، ومؤيدا لتقسيم البلاد على يد عصابات الإرهاب المختلفة..

في محصلة الأمر، خرج ابن سلمان من هذه المعمعة بسهولة، وترامب سيبقى مدافعا عن “بقرته الحلوب”، بحسب وصف أحد الصحفيين الأمريكيين، ولن يتخلى عنه..

المهمة الآن أمام ولي عهد النظام السعودي تقضي بالبحث عن “كبش فداء” لإلصاق التهمة فيه.. والدلائل تشير إلى أن المرجح لذلك هو القنصل السعودي في اسطنبول، الذي ارتبط اسمه بالقضية منذ اليوم الأول، أو مسؤول بالمخابرات السعودية، مقرب من ابن سلمان، وفقا لما أفادت به صحف أمريكية!!…

 

البعث ميديا  ||  رغد خضور