دولي

فرنسا..اعتقال أكثر من 100 شخص خلال الاحتجاجات في باريس

أعلنت مديرية الشرطة في العاصمة الفرنسية باريس أن قوات الشرطة اعتقلت خلال المظاهرات التي شهدتها المدينة أمس احتجاجاً على سياسات حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون الاقتصادية نحو 103 أشخاص مشيرة إلى أن معظمهم أوقفوا قيد التحقيق.

وكانت باريس شهدت احتجاجات ضخمة في إطار ما بات يعرف بـ “حركة السترات الصفراء” والتي تشهدها فرنسا للأسبوع الثاني على التوالي تنديداً بسياسات ماكرون الاقتصادية والتي أثارت غضب عشرات الآلاف من العمال والمتقاعدين وأدت إلى تفاقم المشكلات التي يواجهها بما فيها تراجع شعبيته بين الفرنسيين على نحو متسارع.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن حصيلة المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن كانت 24 مصاباً بينهم خمسة من قوات الأمن حيث أطلق عناصر الدرك وشرطة مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع واستخدموا خراطيم المياه على المتظاهرين الذين رشقوا عناصر الشرطة بمقذوفات مختلفة وتحصنوا خلف متاريس.

وتدخل عناصر الإطفاء لإخماد حرائق أشعلها المتظاهرون في المتاريس التي أقاموها والتي تسببت بأعمدة كثيفة من الدخان الأسود اختلطت بالدخان الناجم عن القنابل المسيلة للدموع.

واحتشد أمس عشرات آلاف المتظاهرين في ساحات باريس في إطار “احتجاجات السترات الصفراء” ضد ارتفاع تكاليف الوقود والسياسات الاقتصادية لحكومة “ماكرون” بما فيها الضرائب التي فرضتها العام الماضي على البنزين والديزل كما ردد المئات منهم هتافات تطالب باستقالة ماكرون.

الاحتجاجات الشعبية تأتي في وقت تواصل فيه شعبية ماكرون تراجعها في أوساط معظم الفرنسيين الذين يرون أنها تصب في مصلحة الشركات والأثرياء فقط دون أن تعالج المشكلات الرئيسية المطروحة في فرنسا فيما يرى مراقبون أنه يسير على خطا سلفه فرانسوا هولاند الذي سجل أدنى مستوى للشعبية وذلك نتيجة للفشل الذريع الذى واجهته سياساته على مختلف الصعد الداخلية والخارجية.

بدوره ذكر موقع “ذي فويس اوف يوروب” في مقال بعنوان “المشاهد الثورية في فرنسا وماكرون يفقد السيطرة” أن نسبة التأييد لماكرون في الحضيض ويبدو أنها ستواصل الهبوط أكثر بعد الانخفاض السريع الذي شهدته شعبيته إلى 25 بالمئة.

ولفت الموقع إلى أنه من المحتمل أن تكون هذه الاحتجاجات هي الأكبر في فرنسا حيث يقدر أن ما بين 300 ألف ومليون شخص يحتجون في جميع أنحاء البلاد ويقومون بإغلاق مداخل محطات الوقود وإيقاف حركة المرور على الطرق الرئيسية في مناطق مختلفة من فرنسا.

وأوضح الموقع أن حركة “السترات الصفراء” بدأت على وسائل التواصل الاجتماعي في تشرين الأول الماضي بسبب ارتفاع أسعار الوقود هذا العام في وقت يلقي فيه العديد من الفرنسيين باللوم على فرض الضرائب في السنوات الأخيرة في المعركة ضد التلوث في فرنسا إلا أنها سرعان ما تصاعدت واتسع نطاقها بسبب ركود الانفاق في عهد ماكرون.

وبين الموقع أن أكثر من 850 ألف شخص وقعوا عريضة تدعم “السترات الصفراء” إضافة إلى دعوات مئات الحسابات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” للانضمام إلى الاحتجاجات.

من جانبه تجاهل رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب مطالب المحتجين معلناً مضي حكومته بإجراءاتها لرفع أسعار الوقود قائلاً إن: “الحكومة سمعت غضب الشعب لكنها ستبقي على ضرائب الوقود والتي من المقرر أن ترتفع مرة أخرى في كانون الثاني القادم”.