صحة

أمور تضمن سلامة طفل السكري

تترك لحظة تشخيص داء السكري عند الطفل الأهل في حالة صدمة وإنكار وتدخلهم بدائرة البحث عن أي مبررات تستبعد إصابة ابنهم. لكن مع مرور الوقت يقول الأطباء أن عليهم تقبل الوضع الجديد والتعرف إلى خمسة أمور ضرورية لمساعدة طفلهم على التعايش الصحي مع المرض.

اختصاصية أمراض غدد صم وسكري الدكتورة لمى حديد أوضحت أن النمط الأول للسكري هو الأكثر شيوعاً عند الأطفال ويحدث نتيجة خلل مؤثر على خلايا بيتا المنتجة للأنسولين بالبنكرياس ولا يمكن الوقاية منه، مشيرة إلى أنه مع تغير نمط الحياة والغذاء والبدانة والخمول والجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات ازدادت حالات النمط الثاني بين الصغار وهذه يمكن تجنبها.

ويحدث النمط الأول للسكري حسب حديد خلال ذروتين الأولى بين 5 و7 سنوات والثانية عند سن البلوغ وتظهر أعراضه على شكل تزايد مرات الشرب والتبول والتعب والوهن وتراجع المستوى الدراسي ونقص الوزن مع علامات غير نموذجية كألم البطن والصداع وتغير الطباع.

وبغض النظر عن نمط الداء تقول الاختصاصية: “إن تلقي الأهل لخبر إصابة طفلهم ليس بالأمر السهل فالبداية تكون بالصدمة والإنكار وعدم التقبل والبحث عن مبررات لارتفاع سكره بنتيجة الاختبار كتناول وجبة عشاء كبيرة أو تعصيب وتوتر في يوم سابق وغيره”.

وتضيف طبيبة الغدد: إن الأهل يحتاجون وقت لتقبل حالة طفلهم وعندها يترتب عليهم إبلاغه وشرح الحالة له بطريقة مبسطة ومفهومة، كأن يقولوا له أن هناك مادة ناقصة بجسمه ويجب تعويضها وهي مشكلة يمكن السيطرة عليها عبر ضبط جرعات الدواء والالتزام بسلوكيات صحية.

ومع تجاوز الصدمة واستيعاب الوضع توضح حديد أن على الأهل إدراك خمسة أمور أساسية أولها أنه عند تشخيص حالة الطفل وبدء منحه الأنسولين ينخفض سكره بشكل ملحوظ ويستقر فترة تتراوح بين أسبوع لستة أشهر ويعتقد الأبوان حينها أن طفلهما شفي لكن هذه الفترة تسمى “شهر العسل” وهي عابرة ويجب الاستمرار بالعلاج خلالها لكن مع تعديل الجرعات بإشراف الطبيب.

وتنبه طبيبة الغدد إلى أن نوبات نقص السكر اختلاط يتكرر حدوثه عند الأطفال المرضى نتيجة صعوبة ضبط وجبات الأكل وكمياتها ومواعيدها ونشاطهم ويظهر على شكل دوخة ورجفان وتشوش رؤية وغثيان، مشيرة إلى ضرورة تحليل السكر فوراً وتعويضه تجنباً لدخول الصغير بغيبوبة.

وأوصت حديد بضرورة إخبار محيط الطفل بحالته في المدرسة والمنزل والنادي وأبرز الإرشادات للتعامل معه مشددة على ضرورة عدم قطع أي جرعة أنسولين عن الطفل لحماتيه من اختلاط الحماض الخلوني السكري.