منوع

هل مازالت هذه العادات قائمة بتكاليفها الباهظة…العرس الحوراني يبدأ بالجاهة وينتهي بالزفاف

كباقي المحافظات تحتفظ منطقة سهل حوران بعادات وتقاليد خاصة بالأعراس توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد وهي تبدأ بالجاهة وتنتهي بحفلة الزفاف.

وتبدأ مراسم الزواج أولاً بأن يقوم أهل العريس بخطبة العروس عن طريق النساء لتنطلق مجموعة من وجهاء العائلة بعد الحصول على موافقة مبدئية على شكل جاهة إلى أهل العروس وطلب الفتاة بشكل رسمي تبدأ بعدها ترتيبات العرس التي لا تتجاوز في حوران السنة الواحدة من لحظة الخطبة إلى الزفاف.

فؤاد الزعبي ابن المنطقة بين أن الجاهة تتدارس كل تفاصيل الزواج بما فيها المهر ولباس العروس ومصاغها الذهبي وموعد العرس وغالباً ما يحدد للعروس مهراً يشابه مثيلاتها ولا يلجأ أهل حوران لرفع المهر في صورة تضامن وتكافل اجتماعي وخوفاً من فرض عادة رفع المهر عند أغلب الأهالي ما يسبب عزوفاً عن الزواج وبالتالي انتشار ظاهرة العنوسة.

وأوضح الزعبي أن المرحلة الثانية بعد الجاهة تحديد كل المستلزمات وتسمى العقد ويتم توثيق الإيجاب والقبول والمهر في عقد مكتوب يوثقه أحد المشايخ ويعلن أمام الناس بأن يقول أبو العريس “طلبنا بنت فلان ويسميها باسمها وأعطاني فلان بنتو هدية ما من وراها جزية وإحنا جزيناه على معروفه بمقدم كذا وبمؤخر كذا” وتقرأ فاتحة القرآن الكريم على نية التوفيق، مبيناً أن العقد لا يوثق إلا بعد توكيل شخصين يقومان بأخذ موافقة العروس وقبولها والدها أو أحد أعمامها أو أخوالها كوكيل عنها لتوثيق العقد.

الحاج أبو إحسان 75 عاماً قال إن يوم العقد يشهد عشاء عند أهل العريس للعروس وأهلها في صورة تبين أن هذه الفتاة صارت على اسم فلان وتتبعه وليمة في اليوم التالي عند أهل العروس للعريس وأهله.

وأضاف أبو إحسان أن الأيام التي تلي الولائم تشهد تسوق العروس لحاجياتها وتسمى في حوران (جهاز الرقبة) ومصاغها الذهبي، إضافة إلى تجهيز المنزل بالفرش والأواني المنزلية وأغراض العروس وكانت قديماً عبارة عن مرأة كبيرة وقلادة من الليرات الذهبية والعرجة والتراكي والحزام والخواتم الذهبية والأساور.

الحاجة فاطمة السليمان بينت أن العريس في فترة تجهيز عروسه يشتري لأم العروس مصاغاً ذهبياً عادة خاتماً أو إسوارة في صورة تعبر عن الامتنان والشكر على التربية الصالحة، كما يشتري لأخواته وعماته وخالاته بعض الألبسة أو مصاغاً ذهبياً ويسمى في حوران (لبسة).

وأشارت السليمان إلى أن مرحلة تجهيز البيت أو غرفة العروس تستمر عدة أسابيع وتقدم العروس لعريسها في هذه الفترة بعض الملابس على سبيل الهدية.

الحاج أبو أكرم بين أن أهل العريس ينشغلون في ترتيب يوم الحنة أو التعليلة التي تسبق الزفاف بيوم وتتم خلالها دعوة الناس بعد صلاة المغرب لعقد الدبكات والأهازيج المستوحاة من التراث في حين تقوم صديقات العروس بتجهيز الحنة ووتزيين يدي العروس وبعض مناطق من جسدها به وسط أغان وزغاريد تتناسب مع هذه العادة.

ولفت أبو أكرم إلى أنه في يوم الزفاف تلبس العروس بدلتها قبل صلاة الظهر وعادة ما يكون العرس الحوراني بعد صلاة الجمعة كما يستعد والد العريس مع عائلته لتقديم الطعام للمدعوين وعادة المنسف الحوراني المكون من لحم الخروف والأرز والكبة مرشوش عليها البازلاء والكاجو واللوز، مبيناً أنه في يوم الزفاف يلبس العريس لباسه عند أحد الأصدقاء و يسمى (غسيل العريس) وتظهر هنا بعض الأغاني التي تعبر عن هذه المرحلة من ترتيبات الزفاف.

وأضاف أبو أكرم أن أهل العريس والمدعوين من الأصدقاء والأقارب والجيران ينتقلون مشياً على الأقدام بعد تناول طعام الغداء إلى مكان وجود العروس وغالباً في بيت أحد أخوالها ليتم إخراجها من بين الصديقات والأهل عن طريق العريس وأحد أقارب العروس ويتم إلباسها عباءة وتزويدها بالنصائح الداعية إلى طاعة الزوج وأهله ويتم إعطاؤها مبلغاً مالياً تتسلمه والدتها أو أحد أقاربها من أخوتها وأخوالها وأعمامها والجيران والمقربين ويسمى في حوران (النقوط )لتتم حفلة الزفاف إلى بيت العريس وفور الوصول تتم عملية المباركة وإدخال العريس إلى بيته لتنهي حفلة الزفاف مع كل الترتيبات ويتبعها في أيام العرس الأولى توافد الأصدقاء والأقارب والجيران لتقديم التهاني مع دفع مبلغ مالي على سبيل الهدية يوضع في صحن الحلويات الذين يقدم للمهنئين.

وفي اليوم التالي لحفلة الزفاف تحضر الأم والأب إلى منزل الابنة مع بعض الأطعمة وتسمى في حوران صبحة وعادة ما تكون من الدجاج البلدي ولحم الخروف.