محليات

العوامل المحفزة لتحقيق الأمن الغذائي: هل تقدم للمزارعين ام خبط عشواء؟

تتجه كل حكومات العالم نحو تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي بعيدا عن رهن قرارها السياسي للآخرين في الوقت الذي يزداد فيه الطلب على المنتجات الغذائية نتيجة لزيادة عدد السكان أساسا من جهة ومن جهة ثانية محدودية قاعدة الموارد الطبيعية وما تتعرض له من تآكل وخروج العديد من المساحات الزراعية خارج إطار الانتاج نظرا للظروف المناخية التي هيمنت على المنطقة منذ حوالي عشر سنوات.

من هنا نرى أهمية تكثيف الجهود لمضاعفة انتاج الغذاء لكن السؤال الجوهري المطروح مفاده: هل تعمل الحكومة على مبدأ تحفيز المنتجين لتحقيق الأمن الغذائي ام هي رغبة متوارثة عن الزارعين وبخاصة الأجيال القديمة منهم في حين نرى أنها بدأت تتراجع اليد العاملة في هذا القطاع فان استراتيجة الارتقاء بالزراعة ومن ثم الانتاج لابد ان تعطي أولوية لثلاثة مداخل رئيسية أولها : الاستحواذ على التكنولوجيا باعتبارها الأداة الفعالة لتطعيم الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة فضلا عن تامين الموارد المائية واستدامتها، وثانيها تنمية الموارد البشرية القائمة بالعملية الزراعية وثالثها المناخ الاقتصادي المحفز للتنمية الزراعية ولعل يعب على المرء تريب هذه الأولويات.

يقول مدير عام الهيئة العامة لإدارة وتطوير سهل الغاب المهندس أوفى وسوف: في ضوء الضغط الشديد على الارض الزراعية والدور الحرج للماء يحب ان نعتمد على فيض مستمر من التكنولوجيا المحسنة من خلال  تطوير البحث العلمي والجهاز الإرشادي وإعداد الإنسان جيدا والاهم من كل هذا وذاك هو تحفيز المنتجين الزارعين من حلال إعادة النظر كل سنة او سنتين بتكاليف الانتاج الزراعي وترك هامش ربح للعاملين فيه وبغير ذلك لا نعتقد بان تطوير القطاع الزراعي وعودته الى سكة الانتاج وزيادة غلاله وتصدير الفائض كما كان قبل سنوات الأزمة.

وزاد وسوف متسائلا: كيف يمكن لمزارعين ان يزرعوا ويزيد الغلة وهم في معادلة الخسارة الدائمة؟

خذ مثالا هجر المزارعين لمحصول الشوندر السكري ليس لأنه غير مرغوب بل على العكس تماما فقط لأنه لا يحقق  الربح المنتظر من وراء زراعته.

الى ذلك قال مزارع اخر فراس منصور: كل المحاصيل محببة لدى الفلاحين عندما تحقق لهم هامش الربح وتؤمن لهم العيش الكريم وبالتالي ما نسمعه من توجيهات لجهة إعطاء القطاع الزراعي الأولوية كونه كان عاملا مهما في تأمين الغذاء طيلة سنوات الحرب على سورية لم نر تحفيز الفلاحين ودفعهم نحو مزيد من الانتاج نحصن فيه بلدنا وسورية كانت ولا تزال بلد زراعي وإذا كنا لا نكنى بذلك فبماذا نكنى؟

البعث ميديا || حماة – محمد فرحة