محليات

مجلس مدينة حلب.. عمل دؤوب لإعادة تأهيل البنى التحتية

اضطلع مجلس مدينة حلب بمهام جسام بعد تحرير المدينة نهاية عام 2016 وتحقيق النصر على الإرهاب لإعادة الألق لها من خلال تنفيذ مختلف الأعمال لتأهيل البنى التحتية خاصة ما يتعلق بفتح الطرقات وترحيل الأنقاض وإنارة الشوارع وتزفيتها وصيانة شبكات المياه والصرف الصحي والجسور وزج كل الآليات والكوادر البشرية بالعمل.

وأوضح رئيس مجلس المدينة الدكتور معد مدلجي أن جهودا كبيرة بذلت لمعالجة الخراب والدمار الذي لحق بجميع مفاصل المدينة جراء الاعتداءات الإرهابية ومن يعرف حلب قبل التحرير يلمس الفارق الكبير ونتطلع إلى الأمام لتحقيق المزيد لتعود حلب أفضل مما كانت عليه.

وأضاف مدلجي.. إن الأحياء المحررة التي رزحت أكثر من غيرها تحت وطأة الإرهاب احتاجت لمزيد من العمل وتخصيص المبالغ الكبيرة لرفع الأنقاض وفتح الشوارع تسهيلاً لعودة المواطنين مع عدم السماح بالعودة لأحياء العشوائيات المخالفة حرصاً منا على تأمين المسكن الصحي واللائق والأمن لهم ونحن اليوم بصدد تطوير المخططات التنظيمية والتفصيلية لهذه المناطق كما تمت إعادة تأهيل وتزفيت طريق المطار وجسر الحج وجسر الشعار والمحلق الجنوبي وتركيب “2000” نقطة ضوئية بالإنارة الشمسية إضافة للدخول إلى الأحياء المدمرة وتحسين الواقع الخدمي فيها.

وأشار مدلجي إلى أنه تم إيلاء الاهتمام الكبير للمدينة القديمة ووضع تصور ورؤية واضحة لما ستكون عليه قريبا وقد خصصت الحكومة مبلغ مليار ليرة سورية من أجل التدخل السريع فيها ويجري العمل لاختيار محاور للعمل تربط المدينة القديمة وسط حلب من الشمال للجنوب ومن الغرب للشرق كونها تقع في مركز حلب والدمار فيها كبير جدا وتأهيل هذه المحاور سيشجع التجار للعودة إليها وتأهيل محالهم التجارية إضافة إلى المطاعم والفنادق وبذلك تنطلق الحياة الاقتصادية فيها ويستطيع الأهالي أيضا العودة إلى منازلهم والبدء بإعادة ترميمها.

وأوضح مدلجي أن أول محور تم اختياره يربط دوار السبع بحرات وسط المدينة باتجاه ساحة الحطب بالمدينة القديمة ثم إلى مناطق العزيزية والسليمانية الحديثة وبوابة القصب وتأهيل هذه الشوارع يحيي أحياء منطقة ما حول السوق وهذا ما سيتم البدء به قريبا مطلع العام القادم كما تم تأهيل بعض الأسواق في المدينة القديمة مثل خان الجمرك وخان الوزير وسوق الجلوم وجب القبة وسوق باب النصر وحول القلعة.

وعن المخطط التنظيمي لمدينة حلب ودوره في تطويرها أوضح مدلجي أنه تمت إعادة النظر به من خلال تكليف مجلس المدينة لشركة الدراسات والاستشارات الفنية بحلب لإعادة تقييمه في ضوء الأزمة وليتوافق مع المرحلة القادمة و تم تصديقه مبينا ان المخطط لا يدخل في التفاصيل بل يتم توضيح المحاور الرئيسية ومخطط استعمالات الأراضي كالسكن الحديث الأول والتجارة والسياحة ومخططات النقل والصرف الصحي ومحطات المعالجة.

وأوضح مدلجي أن المخطط التنظيمي مقسم لمناطق جغرافية مدروسة مسبقا ونعمل على إعادة دراستها والنظر بها ولحظ المقاسم المعدة للبناء والمدارس والفعاليات المختلفة بشكل تفصيلي وسنلمس ذلك خلال الاشهر القليلة القادمة وستكون النتيجة تحققت لكن ليس لكامل حلب لكونها كبيرة جدا حيث تبلغ مساحة المخطط التنظيمي 32 ألف هكتار وبالتالي سيتم استهداف مواقع معينة من أجل القيام بالدراسات التفصيلية عليها واقرارها بشكل نهائي والانتقال إلى مرحلة التنفيذ إن كان في العشوائيات في المناطق الجنوبية والشرقية أو في مناطق ما تسمى بالتنظيم العمراني ومناطق التوسع الملحوظة لتوسع المدينة في الاتجاهات المختلفة وقريبا جدا سيتم العمل بذلك.

وحول مناطق التطوير العمراني التي سيلحظها المخطط التنظيمي أجاب مدلجي أنه يتم العمل حاليا على تحديد المناطق التي سيتم العمل بها وأولها منطقة الحيدرية شمال شرق المدينة وهناك مناطق أخرى مطروحة للعمل منها تل الزرازير وجبل بدرو.

وعن واقع النظافة للمدينة لفت مدلجي إلى أنه يتم العمل بكامل الإمكانات المتاحة والمتوافرة من اليات وكوادر بشرية والقيام بصيانة الاليات المعطلة لزجها بالخدمة ويجري العمل لتشغيل وردية ليلية للحفاظ على نظافة الشوارع والأحياء مطالبا المواطنين بالالتزام برمي القمامة في الأماكن المخصصة لها ومواعيدها وستتم مخالفة من لم يلتزم بذلك حفاظا على المدينة نظيفة وجميلة.

وحول مشاريع المجلس المستقبلية أوضح مدلجي أنه سيتم اولا العمل على تنظيم العشوائيات ومشاريع التطوير العقاري اضافة لتنفيذ مشاريع كبيرة ستكون لها انعكاسات إيجابية في حين العمل الاساسي سيبذل في الاحياء المحررة وهذا هو التوجه الطبيعي نظرا لما نالها من دمار كبير وهو البوصلة الحقيقية لعملنا من اجل خدمة المواطن وتحسين الخدمات المقدمة له.

وعن موازنة مجلس المدينة ومدى ملاءمتها للمشاريع المنفذة بين مدلجي أن الحكومة استجابت لكل مطالب المجلس وفق الخطط المقترحة للصرف وطاقة العمل المتاحة حيث تم إقرار مبلغ 11 مليار ليرة سورية لمجلس مدينة حلب ونعمل على صرفها بالمكان المناسب لتشجيع دوران عجلة الحياة الاقتصادية وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين.

مشاريع حيوية يعمل مجلس مدينة حلب على تنفيذها ويبقى المواطن بانتظار تحقيق المزيد خاصة ما يتعلق بشبكات الكهرباء التي لم تصل لبعض الاحياء المحررة وكذلك الاهتمام بشبكات المياه والاتصالات وتزفيت الشوارع الفرعية وترحيل ما تبقى من أنقاض في الأحياء السكنية.