منوع

سيدة حمصية تصنع 67 طنا من المكدوس

بصناعة غذائية تقليدية بسيطة تمكنت السيدة كمول بيطار من تجاوز الحدود وتحقيق انتشار واسع طال مختلف المحافظات عبر تحضير المكدوس البلدي الذي نال شهرة كبيرة وسمعة ذائعة الصيت بنكهته المميزة.

حرصها البالغ واتقانها لصنعتها جعل المكدوس الذي تنتجه السيدة كمول من أهالي قرية المشرفة في محافظة حمص مطلبا للمستهلكين ليس على مستوى قريتها أو محافظتها فحسب بل على مستوى سورية لدرجة أن إنتاجها في هذا الموسم تخطى عتبة 67 طنا من المكدوس ذي المواصفات الممتازة وفقا لتصنيف خبراء الأغذية في معرض دمشق الدولي حيث شاركت في دورته الأخيرة.

وبينت بيطار في تصريح لها أن خبراء التغذية ضمن معرض دمشق الدولي لم يصدقوا في بداية الأمر أن بياض المكدوس طبيعي دون إضافة مادة كيميائية مبيضة إلا بعد التأكيد والإثبات لهم بأن الباذنجان الحمصي المادة الأساسية في تصنيع المكدوس هو أصلا أبيض اللون ويحافظ على لونه بطريقة متقنة في سلقه وتحضيره.

وأضافت السيدة بيطار: إن شخصا يحمل الجنسية البريطانية لديه محل تجاري في دمشق أعجب كثيرا بجودة إنتاجها من المكدوس ووعدها باستجرار كميات منه لتصريفه سواء محليا أو خارجيا إلى أوروبا بشكل عام وبريطانيا بشكل خاص بعد أن قدم لها منحة مالية رمزية قدرها 500 دولار تشجيعا لها على المضي قدما في الحفاظ على مستوى وجودة إنتاجه.

وعن بداية مسيرتها في تصنيع وإنتاج المكدوس ومراحل انتشاره قالت السيدة بيطار أن الفكرة جاءت منذ نحو 18 عاما بعد أن أوصتها إحدى الجارات بإعداد وتحضير كمية خاصة بها من المكدوس لم تتعد 200 كيلو غرام ما لبثت أن زادت بشكل تدريجي سنويا من خلال شهادة وإعجاب المستهلكين وإبلاغهم بعضا لبعض حتى أصبحت الكمية المنتجة أكثر من 67 طنا حاليا جرى توزيعها في العديد من المحافظات.

وبحسب وصف السيدة بيطار فإن أبرز مزايا ومواصفات المكدوس الجيد هي اللون الفاتح والمذاق الشهي والحموضة المعتدلة، مبينة أنها تعتمد في إنتاجه على صنفين من الباذنجان الحمصي الأبيض والأحمر حسب ذوق ورغبة المستهلك وهي حريصة على جلبه من البستان مباشرة باعتبار أن إنتاج مكدوس بمواصفات جيدة يحتاج إلى باذنجان طازج وبحجم وسط في حباته وحلو مروي بماء عذب بالإضافة إلى تحضير فليلفة حمراء من الصنف البلدي حصرا كونها تحافظ على لونها البرتقالي الأشقر المحبب للمستهلكين مع الحرص على سكب زيت نباتي ولا يحبذ زيت الزيتون في بدء عملية كبس وتخليل المكدوس بل ينصح بإضافة كميات محدودة منه عقب نضج الإنتاج لإضفاء مذاق لذيد مع الحفاظ على لون وقوام المكدوس.

ولم تكتف السيدة كمول بتصنيع المكدوس الذي سجلت فيه علامه فارقة تحظى باقبال كبير بل حرصت على تصنيع مختلف المنتجات الغذائية المنزلية التي لا تكاد تخلو منها أي مائدة مثل دبس الفليفلة ومختلف أصناف المربيات وغيرها وهي لا تقل جودة عن المكدوس الذي برعت في إنتاجه.

وتجسد السيدة بيطار التي تبلغ من العمر 64 عاما مثالا للمراة السورية المنتجة المعيلة او الداعمة معيشيا لأسرتها إلى جانب زوجها من خلال إيجاد مصادر رزق مدرة للدخل تحافظ فيها على كرامتها وكرامة أفراد أسرتها وتؤمن لهم دخلا ماديا يسهم في تحسين مستواهم المعيشي والتعليمي.

وقالت منى محفوض رئيسة دائرة المرأة الريفية في مديرية زراعة حمص: إن تفاني أم رأفت في عملها وحرصها على أدائه على أكمل وجه وجودة انتاجها جعله علامة تجارية في هذا المجال، مشيرة إلى أنها شاركت في العديد من المعارض والندوات ومهرجانات السوق التي نفذتها زراعة حمص للترويج لمنتجات المرأة الريفية بمشاركة العديد من قريناتها فضلا عن تعليمهن أفضل أساليب التصنيع والتوضيب والتعبئة والتصريف وحساب التكلفة بشكل مجد بما يكسب منتجاتهن مزيدا من الفرص والمزايا التسويقية محليا وخارجيا.

ولفتت محفوض إلى أن دائرة المرأة الريفية تنوي منح السيدة بيطار قرضا انتاجيا مطلع العام المقبل تشجيعا لها لمتابعة عملها ودعم وتوسيع مشروعها في تصنيع هذه المنتجات الغذائية والتي يأتي على رأسها المكدوس.