دولي

محتجو السترات الصفراء يواصلون تحركهم في فرنسا

استخدمت الشرطة الفرنسية مجددا اليوم القنابل الغازية والمسيلة للدموع واعتقلت 18 شخصا خلال قمعها الاحتجاجات الشعبية التي تقودها حركة “السترات الصفراء” في باريس وعدد من المدن الفرنسية للأسبوع الثامن ضد سياسات الرئيس إمانويل ماكرون.

وأفاد موقع تاغيس شاو الألماني أن عناصر قوى الأمن والشرطة أطلقوا القنابل المسيلة للدموع على المحتجين وخاصة في منطقة نهر السين قرب مقر البلدية مشيرا إلى اتساع نطاق الاحتجاجات إلى مدن جديدة وقمعها من الشرطة.

ودعا محتجو “السترات الصفراء” في فرنسا إلى يوم تعبئة لاستنهاض حركتهم بعد اعتقال أحد قادتهم المعروفين في الإعلام وذلك في تحد للحكومة التي تندد بـ”العصيان” وتطالب بـ”عودة النظام”.

وذكرت وكالة فرانس برس أن المحتجين الذين ينددون بسياسات حكومة الرئيس الفرنسي وفي أول تعبئة لعام 2019 دعوا إلى التظاهر في باريس والمقاطعات غير ابهين بالتنازلات التي قدمتها الحكومة و”النقاش الوطني” الكبير الذى يبدأ منتصف الشهر الجاري لبحث المطالب.

وتم الإعلان عن تحركين كبيرين في العاصمة هما مسيرة من مقر البلدية إلى الجمعية الوطنية وتجمع في جادة الشانزيليه التي كانت مركزا للاحتجاجات في أسابيع التعبئة السابقة.

واعتقلت السلطات الفرنسية في سياق محاولاتها المستمرة لقمع الاحتجاجات ضدها قبل يومين إريك درويه أحد قادة حركة “السترات الصفراء” خلال توجهه للمشاركة في المظاهرة التي دعا إليها عبر صفحته على موقع “فيسبوك” وسط باريس.

وحذرت لجنة فرنسا الغاضبة الممثلة للمحتجين في رسالة مفتوحة إلى ماكرون من أن الغضب سيتحول إلى حقد إذا واصل الأخير وأمثاله اعتبار عامة الشعب مجرد بائسين ومتسولين وعديمي القيمة واقترحت اللجنة على أنصارها أن يخلعوا السترات الصفراء اليوم وينزلوا في الشارع كمواطنين لا غير ولاسيما أنهم كذلك.

وأعلنت مصادر محلية تحركات للسترات الصفراء في العديد من المدن وخاصة في بوردو وتولوز جنوب غرب البلاد وليون.

وسارعت قوات الأمن الفرنسية إلى نشر قواتها ووحداتها بينها 15 شاحنة في أسفل جادة الشانزليزيه وعلى مقربة من قوس النصر.

ووفقا لوكالة فرانس برس فانه منذ انطلاق الاحتجاجات أصيب أكثر من 1500 شخص بينهم 53 جروحهم خطرة من جانب المتظاهرين كما قتل عشرة أشخاص معظمهم في حوادث سير وقعت نتيجة قطع الطرقات.

وكانت الحكومة الفرنسية وصفت أمس المتظاهرين بأنهم “محرضون” معتبرة أن هدفهم الوحيد “الإطاحة بها” في دلالة على حجم الارتباك الذى تتعرض له سلطات باريس حيال الحركة الاحتجاجية.

يشار إلى أن موجة احتجاجات “السترات الصفراء” في الشوارع خلال الشهرين الماضيين اجبرت ماكرون على تقديم تنازلات سياسية شملت إلغاء زيادة مزمعة على ضريبة الوقود لمحاولة نزع فتيل الغضب من أزمة محسوسة في ميزانيات الأسر.

وسجلت شعبية ماكرون تراجعا قياسيا بسبب سياساته الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كبير ودفعت الفرنسيين إلى المطالبة بجملة من التغييرات وصلت حد المطالبة بتنحي الرئيس الفرنسي.