ثقافة وفن

الموت يغيب الفنان التشكيلي والموسيقي خلف الحسيني

غيب الموت الفنان التشكيلي خلف إبراهيم الحسيني عن عمر يناهز الـ 85 عاما في منزله بمدينة القامشلي ليختتم مسيرة فنية أسس خلالها مع عدد من الفنانين الفن التشكيلي والموسيقي في محافظة الحسكة تاركا إرثا فنيا كبيرا يشهد على ذائقته الجمالية وحسه.

الفنان الحسيني من مواليد ريف عامودا امتلك مواهب متعددة كالغناء والعزف على العود والكمان والخط والرسم وكان مع الفنانين صبري روفائيل وعمر حمدي وحسن حمدان العساف وعمر حسيب وعبد الكريم تانو الرواد الأوائل في الفن التشكيلي وأسسوا حركة هذا الفن مطلع الستينيات من القرن الماضي لكي تتربى وتتلمذ على أيديهم الأجيال اللاحقة.

الفنان التشكيلي حسن حمدان العساف أوضح في تصريح لـه أن الفنان الحسيني ينتمي إلى أسرة مهتمة بالأدب والفن لديه من الإمكانات الفنية والموسيقية الكثير، حيث استطاع أن يلفت الأنظار بإبداعه وتواضعه وأخلاقه خلال فترة سريعة، لافتا إلى أن الراحل احترف فن الخط وكان مقصد كل من يبحث عن تخطيط محترف، كما ساهم في إنشاء الجمعية الفنية الموسيقية حيث تتلمذ على يديه الكثير من الفنانين الموجودين على الساحة الفنية حاليا تاركا أثرا فنيا كبيرا ومحبة صادقة في نفس كل من عرفه.

أما الأديب والباحث أحمد الحسين فقال إن الراحل كان يملك من المواهب الكثير بدأها مع الجمعية الفنية الموسيقية ليدرس العزف على العود والكمان وليكون مدربا للخط العربي وفنانا تشكيليا مميزا يعرض إبداعاته في المعارض الفردية والجماعية التي كانت تحفل بها المراكز الثقافية في المحافظة مبينا أن الحراك الفني والموسيقي خسر علما ومرجعا مهما من مراجعه المبدعة.

مدير الثقافة محمد الفلاج أشار إلى أن الحسيني فنان كبير يمتلك مواهب وملكات قل نظيرها في الحسكة فهو الذاكرة المتينة للموسيقا الشرقية حيث لم تتوقف مسيرة عطائه على الموسيقا والغناء ولكن تجاوزتها إلى الفن التشكيلي وسحر اللون فكان بحق أحد أعمدة هذا الفن والمؤسسين الأوائل له، لافتا إلى أن محافظة الحسكة خسرت اليوم قامة فنية كبيرة تركت آثارا عديدة تدل على كبر العطاء وعظمة الإنجاز وبأن ذكرى الحسيني ستبقى ماثلة في وجدان كل فنان وموسيقي وأديب ومثقف عاصر الفنان الراحل ونهل من معين عطائه.