ثقافة وفن

الأسوار الدفاعية لتدمر.. ألفا عام من الصمود بوجه الحروب والزلازل

الأسوار الدفاعية التي أشادها الإنسان التدمري في القرن الأول الميلادي من المعالم الأثرية البارزة لمدينة تدمر حيث امتدت من السفح الجنوبي لتلة غرب المدينة الأثرية ملتفة حول معبد بل قبل أن يخرب الرومان أجزاء منها أثناء حربهم على تدمر عامي 272 و273 ميلادي.

وأوضح أمين متحف تدمر الآثاري خليل الحريري في حديث له إن التدمريين قرروا بناء سور حول مدينتهم بعد مهاجمة القائد الروماني ماركوس انطونيوس لها سنة 41 قبل الميلاد لغناها بالكنوز نتيجة تجارتها العالمية على طريق الحرير، لافتا إلى أن هذا السور الذي يعرف بسور الجمارك بقي جزء منه إلى يومنا هذا على جبل المنطار.

ولفت الحريري إلى أنه مع اتساع تجارة مدينة تدمر فكر أهلها بإقامة سور دفاعي لحمايتها من أطماع المعتدين بلغ طوله ستة كيلو مترات من الأحجار المنحوتة مدعوم بأبراج مربعة الشكل بلغت المسافة بينها 37 مترا بنيت في فترة حكم الملك أذينة والملكة زنوبيا، مبينا أن السور شهد عمليات ترميم أكثر من مرة في زمن عدد من أباطرة الرومان بعد تعرض المدينة للزلازل.

وأوضح أمين متحف تدمر أن المديرية العامة للآثار والمتاحف عملت منذ عام 1975 على كشف وترميم الأسوار الشمالية بدءاً من الزاوية الغربية للمتحف الوطني حتى قمة الهضبة خلف معسكر ديوقلسيان.

ووفق الحريري تبين للبعثات الوطنية في مديرية آثار تدمر خلال عمليات السبر أن الأسوار تتألف من جدار مزدوج عرضه 310 سم شيد وجهها الخارجي بمداميك مشذبة من الألواح الحجرية الكبيرة من الحجر الكلسي الرملي بينما الوجه الداخلي شيد بالحجر الكلسي الطري.

وتابع الحريري: “يحيط بالسور خندق عمقه خمسة أمتار وعرضه ثمانية أمتار وارتفاعه بين 5 و 6 أمتار علماً أن ارتفاع الأسوار قديما كان 12 متراً وكان لها سبعة أبواب ثلاثة على السور الشمالي ومثلها على الجنوبي”.

ويعرض أمين متحف تدمر برامج مديرية الآثار بخصوص أعمال ترميم الأسوار وتتضمن كشف جميع واجهات الأسوار وتدعيمها وإعادة بناء ما يلزم منها بما يخدم فكرة الحفاظ على قلب المدينة الأثرية ويحدد منافذ الدخول والخروج من البوابات الرئيسية التاريخية وفق منهجية آثارية تأخذ بعين الاعتبار المتطلبات الفنية والتاريخية المهمة لهذا الصرح الأثري المهم.