الشريط الاخباريمساحة حرة

فنزويلا.. إلى أين؟؟

الأزمة القديمة الجديدة ذاتها، بتخطيط أمريكي وبأذرع تآمرية داخلية، بغية فرض هيمنة أمريكية مازالت أوهامها متعلقة بسياسة القطب الواحد الذي يحرك العالم على هواه وكيفما يشاء، ومن يقاوم تشتعل نار الحرب في بلاده تحت مسميات وحجج مختلقة، وتحت تأثير أزمات مفتعلة تمهّد لاندلاع فتيل التمرد ضد الحكومات التي لا ترضى عنها الإدارة الأمريكية.
ورغم كل القوانين الدولية التي تحرم التدخل في شؤون الدول الأخرى واحترام السيادة الوطنية، إلا أن تاريخ الولايات المتحدة السياسي يشهد لها بعدم احترام هذه القوانين، فمع واشنطن إما أن يكون النظام تابعاً خادماً لا سيادة له، وإلا يصبح عدواً يجب القضاء عليه.
الأزمة المفتعلة والمدبّرة في فنزويلا ليست وليدة الأسابيع أو الأشهر القليلة الماضية، بل هي وليدة سنوات من التخطيط والتآمر، بعد أن تحدّت التهديدات الأمريكية، ورفضت أن تكون الحديقة الخلفية لواشنطن التي تريد السيطرة على مواردها ونهب نفطها، وهي التي تعدّ أكثرمن دول العالم إنتاجاً للنفط.
حاولت واشنطن، ولأكثر من مرّة، التخلص من الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز، الذي حكم بلاده خلال الفترة ما بين 1999 و2013، لكنها لم تستطع، وعندما تسلم السلطة الرئيس نيكولاس مادورو، حاولت اغتياله أكثر من مرة أيضاً، ولكن مادورو كان ينجو من كل تلك المحاولات.
الحنق الأمريكي ضد فنزويلا تجلّى واضحاً في حربها المعلنة عليها، بالحصار الاقتصادي أولاً، ثم بالعقوبات الجائرة التي تسببت بإضعاف مقدرات البلاد، وتردي الوضع المعيشي، ما زاد من معاناة الشعب الفنزويلي وغضبه في آن، واستغلت واشنطن هذا الوضع لتلقي باللوم على مادورو، وتلوح بأحد عملائها، وتعلن اعترافها برئيس البرلمان الفنزويلي خوان جوايدو رئيساً انتقالياً لفنزويلا، وتجاهل الرئيس الشرعي للبلاد.
وبعد أداء رئيس البرلمان الفنزويلي الخاضع لسيطرة المعارضة اليمين الرئاسي، أصبح الانقسام السياسي والحزبي والشعبي هو المسيطر على الأوضاع العامة، الأمر الذي ينبىء بصراع أهلي وحرب داخلية تتداخل فيها مختلف التيارات، وقد تكون الحادثة التي جرت مؤخراً على حدود فنزويلا مع كولومبيا والبرازيل، والاشتباكات بين مؤيدي غوايدو والجيش الفنزويلي، مؤشراً خطيراً ينذر بعواقب وخيمة تتجه لها البلاد.
سيناريو الحرب المعلنة على فنزويلا يعيد إلى الأذهان ملامح الحرب الظالمة التي أعلنها العالم على سورية يوماً، فالولايات المتحدة لطالما دأبت على التدخل المفضوح غير القانوني لتفتيت اللحمة الوطنية وضرب الوحدة الداخلية في سورية، كما تفعل الأمر ذاته مع فنزويلا الآن.
الولايات المتحدة وأتباعها هزموا في سورية التي استطاعت بصمودها وانتصاراتها أن تكسب الرهان وتفشل كل المخططات الأمريكية في المنطقة، لتبقى الأزمة في فنزويلا مرهونة بقوة الجيش والشعب الفنزويلي وبمدى قدرته على الصمود والتحدي.
البعث ميديا- هديل فيزو