دوليسلايد

خوارزميات تويتر.. تضخيم الخطاب السياسي المتطرف

تصور أن تفتح هاتفك الجوال لتتصفح بريدك الإلكتروني والرسائل الواردة إليك لتتفاجأ بتغريده على تويتر مفادها “هيلاري كلينتون عرابة داعش” تغريده شديدة التطرف من مستخدم ليس من أصدقائك ولكنها وصلت لبريدك عن طريق شخص تتابعه قام بإعادة نشر التغريدة لتظهر الرسالة في التنبيهات أو علامة التبويب في صفحتك الرئيسية.

لقد بدأ تويتر خلال الأشهر الماضية بإدراج تغريدات ذات محتوى له صلة بمواضيع راهنة وشائعة لأشهر التغريدات وأكثرها انتشاراً لتصل إلى المستخدمين عبر بريدهم الإلكتروني من دون أن يكونوا مشتركين في حسابات الأشخاص الذين يقومون بنشر هذا المحتوى, وهذه التغريدات لا علاقة لها بالمحتوى الدعائي الذي يستخدمه المعلنون للإعلان على تويتر والذي يكون على شكل إعلانات مدفوعة الثمن, في حين أن هذه المنشورات تظهر على محتوى المستخدمين من دون رسوم ومن دون الحصول على موافقة المستخدمين.

أوضحت شركة تويتر أن الهدف من هذه الخاصية هو تعريف المستخدمين بحسابات ومحتويات جديدة قد تستحوذ على اهتمامهم, لكن من الواضح أن الاعتماد على خوارزمية لإدراج تغريدات ذات توجهات سياسية في محتوى المستخدمين لم يأت بمحض الصدفة فهي تتعمد الزج بهذه التغريدات التي قد تحوي على خطاب سياسي متطرف أو تحرض على الفكر التآمري لتستخدمه بما يقتضيه الموقف, ليقوم الإعلام الإلكتروني ومستخدميه بنشره دون التحقق من مصداقيته مما يعرض المستخدمين لمحتوى غير مناسب لم يعتادوا على قراءته.

وإلى جانب تويتر يتعرض تطبيق يوتيوب إلى انتقادات شديدة على خلفية استخدامه لخوارزميات تفرض محتواها على المستخدمين ولكنه تعهد بمعالجة المشكلة وكذلك تويتر حيث قال متحدث باسم الشركة بأنها تسعى لإدخال مميزات جديدة إلى خدمتها تعمل على إيصال المحتوى الجيد للمستخدمين وحجب المحتوى المسيء والمزعج الذي يتسبب في تخويف المستخدمين أو مضايقتهم وتهديدهم, ولكن في الوقت نفسه سيكون دوماً أمام المستخدمين خيار إيقاف هذه الميزة في حال كان لديهم الرغبة بمتابعة محتوى المستخدمين الذين ليسوا من أصدقائهم.

نالت هذه الميزة استحسان عدد كبير من المستخدمين لأنها تسمح للمستخدم بتحديد الحسابات التي يرغب في متابعتها, وبتحديد نوع التغريدات التي ستدرج في الخط الزمني في صفحته الشخصية دون أن تكون منحازة إلى إيديولوجية معينة فالغاية منها فقط خدمة توجهات المستخدم والمحتوى الذي يرغب في أن يراه.

لم تشمل هذه الميزة الأشخاص العاديين فقط ولكنها شملت أيضاً الشخصيات السياسية والإعلامية التي تتصدر تغريداتها تويتر والتي غالباً ما تكون على شكل تهجم شخصي وخطاب سياسي محرض وفكر تآمري ومن هذه الشخصيات مقدمة البرامج في محطة فوكس نيوز جانين بيرو والتي أوقفت عن العمل على خلفية تغريداتها المتعلقة بالإسلاموفوبيا، ومديرة الاتصالات في جمعية تيرنينج بوينت الطلابية كانديس أوينز والتي اضطرت إلى توضيح تعليقاتها المثيرة للجدل حول رودلف هتلر.

وكذلك جاك بوسبيك مقدم البرامج في شبكة (أميركا وان نيوز) صاحب التاريخ الحافل بنظريات المؤامرة, وأيضاً الثنائي (دايموند أند سيلك) وهما أختان تمتلكان قناة على يوتيوب, وهما في طليعة المؤيدين لترامب باستخدامهما لخطاب سياسي تحريضي مدعوم بمزاعم كاذبة على جميع مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وغيره.

كذلك الأمر بالنسبة للتغريدات التي كان الهدف منها تقويض مهمة المحقق الخاص روبرت مولر للتحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية, حيث أن بعض هذه التغريدات كان يعرض لمجرد رأي في حين أن بعضها الآخر كان صادماً باستخدامه لتويتر كمنصة لتضخيم الخطاب السياسي الداعم للتطرف.

سي إن إن نيوز

ترجمة: لمى عجاج