ثقافة وفن

الحناوي للبعث ميديا: “غرفة تحت الصفر” هو بحث عن الإنسان

أثار العرض المسرحي الراقص ” غرفة تحت الصفر” إعجاب الجمهور بمسرح الحمراء الذي قدمته فرقة خطى بإخراج وكتابة سعيد الحناوي ضمن أيام مهرجان دمشق الثقافي.

وقد اعتمد على الرقص التعبيري بكل مفاصل العمل المترافق مع السرد الصوتي والمنولوج الداخلي، من خلال الصوليست في مواضع والثنائيات. إلا أن الاعتماد الكلي كان على اللوحات الجماعية المتناغمة مع السينوغرافيا، لاسيما الإضاءة الصفراء التي رافقت العرض ووجهت نحو الجمهور كنوع من الإسقاط على الأمراض المجتمعية، وبقيت القضبان هي الميزة الأساسية بالعرض التي تعبّر عن الشخصيات التي تعيش داخل مشفى المجانين والأشخاص الذين في الخارج.

وجاءت الموسيقا مركبة بين الموسيقا الحيّة للعود والقانون والرق والكمان مع تنويعات للموسيقا المسجلة.

الأمر اللافت إقحام المخرج مقولات شعبية مثل” هم البنات للممات” وتوظيف تقنية الفوكاليز. وبهذه التوليفة المسرحية نقرأ رسالة العرض بأن السلام النفسي والاجتماعي مسؤولية جماعية.

وفي حديث المخرج سعيد الحناوي للبعث ميديا قال: إن العرض مستوحى من رواية “العنبر رقم 6” لتشيخوف، وقد أردت أن أقدم شيئاً من مجتمعنا والضغوطات النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الأفراد أحياناً، بإسقاطات واقعية بكل الاتجاهات نحو البحث عن الإنسان الذي يعاني من أوضاع صعبة على الصعيد الاقتصادي والعاطفي والاجتماعي، واعتمدتُ على الدمج بين المعاصر والموروث بتوليفة بين الدراما السردية والرقص.

الكريوغراف محمد حلبي مؤسس فرقة خطى التي قدمت العرض بيّن بأن العمل تميّز بالرقص التعبيري وحركات الجمباز بدمج بين الرقص التعبيري والمعاصر والكلاسيك، وهو مختلف تماماً عن المسرح الراقص، اعتمد على الحركات الهادئة واستخدام لغة الجسد لاسيما القسم العلوي من الجسد كإيماءات عن الحدث، وأضاف بأنه وجد صعوبة بإيصال فكرة اللوحات إلى الراقصين الذين أوصلوها إلى الجمهور، لأن الاعتماد الكلي على الحركات في التعبيرعن مضمون العرض المتضمن التمزق الأسري والصراع الطبقي واستغلال الأنثى وتنكر الأبناء للآباءِ.

أما الراقصة الزهراء هابيل فتحدثت عن خاصية الرقص التعبيري الذي بُني عليه العرض حتى في المنولوج والسرد، وعن الأدوات المستخدمة مثل الخيزرانة التي عبّرت عن العنف والقسوة من قبل زوجة الأب.

البعث ميديا || ملده شويكاني