ثقافة وفن

تحية إلى ممدوح عدوان في ذكرى وفاته

تقديرا لفكر وثقافة الأديب الراحل ممدوح عدوان الذي غيبه الموت قبل خمسة عشر عاما وقدم عبر مشواره الأدبي رصيدا حافلا يتسم بالشمولية لمسيرة الإبداع في سورية بالمسرح والترجمة والشعر والرواية والدراما. أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب فعالية بعنوان “تحية إلى ممدوح عدوان” شارك فيها عدد من الأدباء تحدثت في مستهلها الكاتبة فدوى صالح وهي القريبة التي عايشت عدوان ولا سيما في أيامه الأخيرة، مبينة أنه كان رجل فكر للجميع ولم يثنه مرضه العضال عن الإبداع.

الشاعرة نصرة إبراهيم لفتت إلى أن ممدوح عدوان كان قامة إبداعية سورية مميزة تستحق الاحتفاء وأنه نقل أجواء قريته “قيرون” إلى دمشق فصنع إبداعا من رحم الطبيعة الجبلية وعراقة الفيحاء ثم قرأت قصيدتين بعنوان “رؤية” و”رجل في قلبي” في ذكراه.

الشاعر كمال سحيم ألقى قصيدة تنضح بالتأثر البالغ على رحيل عدوان وكأنه اليوم غادرنا قال فيها: “هذا لأنك.. مثل هذا اليوم مت.. وغارت الأرض وراك.. الآن يجتمع الأحبة.. يقرؤونك في الكلام.. ويرسلون الشوق مدرارا.. الآن متعبة خطاك”.

وكان للشاعر فادي مصطفى مشاركة بقصيدتين: “ساحلي أنا” و”صدأ السلاسل” عبر من خلالهما عن الألم الذي يجول في قلبه كمواطن سوري تكالبت عليه المؤامرة فقال: “ساحلي أنا.. ودمائي سالت في حلب.. سوري الهوى.. وسأفدي كل من طلب.. عربي الغوى.. وولائي أبداً ما انقلب.. صديقي مات في حوران.. فار الدمع في العينين.. صراخي يملأ الجولان.. سأحارب من أرضي سلب”.

وللذكريات شجون عند صديق عدوان الشاعر صالح الهواري الذي رافقه أيام الجامعة فرثاه بقصيدة حملت عنوان “كان المشاكس والمجلي” تحدث من خلالها عن بعض ذكرياتهما معاً فقال: “أحنى على جثمانه الصفصاف.. واحتفلت به مصياف.. لم تبك الشآم.. بكت فأورق في مآقيها الغمام.. صاح المنادي وهو ينثر ورده وبخوره.. ممدوح غاب ولن يعود.. وتلك سكرة موته تحت الرغام”.

وألقت الشاعرة بشرى عيسى قصيدة وجدانية حملتها شجونها وألمها بأسلوب غني بالصور فقال: “بارع أنت في صنع الشهادة.. وانتشال الحياة من جسد الموت.. منذ أن امتشقت بندقيتك.. الأرض تخشع لتغريد رصاصتك.. كالحقيقة كنت واثقًا كالحق فامض.. الأبطال مثلك لا يموتون”.

أما نصوص الشاعر المقاتل عزام عيسى فحفلت بالغنائية التي كرسها لرثاء عدوان ومنها قصيدة بعنوان دمعة بين يدي ممدوح عدوان التي قال فيها: “أربت أفكار دون كيشوت فاختلقت.. لك المحاكم باسم الشاعر الجاني.. رثيت ماغوط في المسرح الباني.. وهمت تبكي على ونوسه الحاني”.

كما شارك الكاتب المسرحي جوان جان الذي عرف الراحل مسرحيا وأستاذاً من خلال تذكر بعض المحطات في حياته، موضحا أنه كان معلماً قادراً على تحريض الطلاب على المشاركة الفعالة وعلى تشجيع روح المبادرة وتحويلهم من مجرد متلق مستمع سلبي إلى مشارك فاعل إيجابي، ومشيرا إلى أنه كتب المسرحية التراجيدية والاجتماعية المعاصرة مشكلا حالة خاصة في دنيا المسرح السوري والعربي نفتقدها اليوم.

وتحدثت سهير برهوم مديرة المسرح القومي في سورية عن ذكرياتها مع الراحل ولا سيما أنه كان حريصا على متابعة تنفيذ مسرحياته من خلال البروفات، كما أنه كان يهتم وبشدة بأن يكون النص منسجما تماما مع ما يقدم على خشبة المسرح.