Uncategorized

العنبرية باحة النسيان… رواية حول قرية سورية افتراضية

تخط رواية “العنبرية.. باحة النسيان” باكورة أعمال الكاتب خالد سكرية طريقاً مختلفاً في الأدب الروائي السوري المعاصر يجمع بين أسلوب السرد الكلاسيكي وأجواء الواقعية السحرية وتلبيس المألوف والعادي بثياب من الغرائبية.

تدور أحداث الرواية في العنبرية وهي قرية افتراضية بالريف السوري وتقبع فوق تلة وتضم خليطاً من البشر يظهر من اختيار المؤلف لأسمائهم أنه أراد عبرهم تصوير تنوع مكونات المجتمع في سورية مختاراً حقبة زمنية طويلة تمتد منذ العقود الأخيرة من الاحتلال العثماني مروراً بالاحتلال الفرنسي وصولاً لأولى موجات الحداثة التي عرفها السوريون مع ظهور التلفاز وانتشاره.

وأدار سكرية شخصيات روايته الكثيرة بطريقة مسرحية فهو يصعد بهم إلى مسرح الأحداث ويستعيد لنا صوراً من حياتهم الماضية وما عصف بهم من وقائع ثم يسحبهم إلى الوراء ويدفع بآخرين إلى الواجهة دون أن يقصيهم تماماً.

وليس في رواية العنبرية بطل واحد بل إن المؤلف يوزعها على شخصيات القرية التي تتفق بأنها عاشت كلها تحت ضغط هواجس ونزعات مادية تصارعت من أجلها وقادت أفعالها من المال والأرض إلى السلطة والجنس.

ونتعرف في الرواية على “نعسان الأزهري الذي عمر طويلاً وظل يبحث عن حسبه ونسبه الممتد لأجداد جاؤوا من حلب وخلافه القديم مع هند العسكرية حول قطعة أرض والمختار أبو جاسر وشغفه للحصول على كل شيء وجلال البرادعي الذي جلب أول جهاز تلفاز للقرية فالتف حوله الأهالي مبهورين وأبو وحيد وعلاقته مع الحمراء زوجة عبدو الأعمى والشابين جابر وتامر اللذين تجمدا حتى الموت من البرد وأبو خاطر الحلاق الذي مات معظم أطفاله والعجوز وردة السمرة التي غرقت بناتها وأطفال آخرون كانت ترضعهم إثر سيل جارف أطاح بالقرية وأبو الجدايل الثائر بوجه الاحتلال الفرنسي الذي مات بطريقة مأساوية”.

ولعل الرواية تذكرنا إلى حد بعيد بالرواية الأشهر للأديب الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيز “مائة عام من العزلة” فقرية العنبرية بانقطاعها عن العالم الخارجي تذكرنا بقرية “ماكوندو” عند ماركيز وشخصية وردة تتماثل مع أورسولا في كفاحها الطويل بسبيل أبنائها وأحفادها فضلاً عن الكم الكبير من الأبطال الذي تحفل بها كلتا الروايتين والمدى الزمني الطويل فيهما.

ولم يشأ سكرية أن ينهي أحداث روايته بل إنه يختمها بترقب وصول وافد جديد إلى القرية ربما سيكون مبتدأ الجزء الثاني من العنبرية.

يشار إلى أن الرواية صادرة عن دار الفارابي وتقع في 231 صفحة من القطع المتوسط أما مؤلفها فهو حائز على إجازة في الصيدلة والكيمياء العضوية من جامعة دمشق.