الشريط الاخباريمساحة حرة

الانتخابات دوماً في وقتها

البعث ميديا || بلال ديب:

يمكن للمتابع ان يرى صدق مقولة “الانتخابات في سورية دوماً في وقتها” فخلال الحرب التي خاضتها البلاد منذ العام 2011 أقيم في سورية أكثر من انتخابات بدءً من انتخابات مجلس الشعب عام 2012، والانتخابات الرئاسية عام 2014، مروراً بانتخابات مجلس الشعب عام 2016، وانتخابات الادارة المحلية عام 2019 والتي تأخرت بسبب الحرب والظروف القاهرة ضمن الحدود القانونية إلى أن اسؤنفت بعد انتصارات الجيش العربي السوري الباسل.

وقد جرت العادة في البلدان التي تخوض الحروب أن تعلق فيها الانتخابات أو أن تؤجل عن مواعيدها بأحسن الاحوال، إلا أن هذا الأمر لم يحصل في سورية، فقد حافظت على الاستحقاقات الانتخابية في وقتها الأمر الذي ضمن سير عمل المؤسسات الدستورية بشكل منتظم، وهو بالتأكيد ما ساعد على تماسك سورية ومؤسسة الجيش التي قامت بدورها بتامين المزيد من المناطق على امتداد الجغرافيا السورية وأتاحت بذلك المجال لاستمرات العملية الديموقراطية.

اليوم نشهد أجواء التحضير لإنتخابات الفرق الحزبية في حزب البعث العربي الاشتراكي، انتخابات القواعد الحزبية التي تعتبر من أهم الخطوات العملية في مرحلة سياسية حساسة ودقيقة قادمة، بعد أن أثبت البعث قدرته على الاستمرار والحشد الشعبي الحقيقي، ولعل المتابع لتفاصيل الأمور يرى حتى في أكثر المناطق حرارة أيام الحرب حجم الاهتمام بالأمر والحماس له، وفي قراءة لشروط الترشيح المعممة من القيادة المركزية للحزب يبدو الاهتمام بالمسألة التنظيمية فتثبيت العضوية قبل بداية العام 2016 شرط أساسي يضاف له شرط وجود رفيقين على الأقل ممن هم في سن 25 سنة وما دون في اشارة واضحة لدور الشباب، والاصرار على تعزيز وجود المرأة واتباع دورات الاعداد الفرعية والمركزية، تلك الشروط التي تعكس الاهتمام بوصول قاعدة قيادية متينة متنوعة يمارس العنصر الشاب فيها دوراً اساسياً وتعزيز حضور المرأة في العمل القيادي، والإيمان بضرورة شد أزر القيادات القاعدية ( الفرق الحزبية ) بالرفاق القادرين على قيادة المرحلة السياسية القادمة التي تحمل تحديات كبيرة سياسياً واجتماعياً وفكرياً، الأمر اللازم لتثبيت الانتصار العسكري والديبلوماسي عبر قاعدة قيادية متينة في الجهاز الحزبي.

من جانب اخر يجب الاهتمام بايصال الرفاق البعثيين القادرين على خوض المعارك السياسية والاجتماعية القادمة بايمان والتزام وعزيمة، رفاق ممتلئين فكرياً، ذوي حضور اجتماعي، مقبولين من الناس وهو ما سينعكس بالانتخابات، في وقت بان الحق ورجاله، ما سيعزز محورية البعث وحضوره السياسي الوازن في الساحة السياسية التعددية السورية القادمة.