محليات

مئات من الأطنان البلاستيكية ترمى في حاويات مدننا وفي العراء سنويا!!!

لعل المشهد الذي نراه يوميا عند النظر إلى حاويات القمامة وما حولها، ونحن نشاهد القطع البلاستيكية وأكياس النايلون يتقاذفها الريح تكفي لمعرفة ما يجري في بيئتنا من سلوكيات وممارسات غير بيئية، ولولا النباشون كما يحلو للبعض أن يسميهم لتعثرنا بهذه القطع البلاستيكية في مختلف شوارعنا.

لم يجب أحد هؤلاء النباشون في القمامة على سؤال مؤداه: لمن تبيع هذه القطع البلاستيكية وكم تبيع الكيلو ولمن ؟

فقط قال اجمعها من الحاويات ومن جوارها وأبيعها لوسيط مقابل مبلغ معين يدر عليه دخلا ماديا مقبولا حد تعبيره.

وفي محاولة منا معرفة المزيد عن الكميات التي يجمعها من النفايات البلاستيكية يوميا أو شهريا أجاب بشكل مختصر ومختضب بأنها لا تتعدى عن الخمسين كيلو وقد تزيد وقد تنقص، توفيقات..حسب تعبيره.

الدكتور المهندس علي عبيبو رئيس قسم النفايات في مديرية الخدمات الفنية بحماة قال:

من أخطر النفايات التي ترمى في الحاويات ويكون مستقرها النهائي أحيانا مكبات النفايات مالم يعثر عليها بعض المشتغلين في جمع البلاستيك وبيعه لتجار ليصار فيما بعد إلى تدويره مجددا، يضاف الى ذلك أكياس البلاستيك حيث لا تنحل في التربة وتبقى لسنين طويلة ما يترك أثرا خطيرا على التربية وعناصرها الغذائية.

وزاد عبيبو فهناك خياران أمامنا إما حرقها في المكبات وهذا من شأنه أن يلوث التربة لأعماق بعيدة فيها وتلويث الجو، وإما أن يجمعها بعض الباحثين عنها وبيعها وهذا أخف وطأة على التربة وعلى البيئة.

مشيرا إلى أن النفايات بشتى أنواعها وبخاصة منها البلاستيكية باتت اليوم تهدد البيئة ومحيطها وسكانها، فهناك مئات الأطنان التي ترمي سنويا في الحاويات وخارجها ملحقة بالبيئة الضرر البالغ لم يلفت انتباه أحد إليه.

وفي معرض إجابته على سؤال أين وصل العمل في مطمر حنجور الصحي في ريف حماة أجاب الدكتور عبيبو: لا جديد في القضية مكانك راوح فمنذ ما قبل الأزمة تم جمع الخليتين بخلية واحدة سعة كل منها أكثر من 20 ألف طنا.

الخلاصة: الأغنياء يلوثون التربة والفقراء وعمال النظافة يضرسون، وتقول دراسة أعدها بيئيون بأن الشخص المقيم في جو ملوث من النفايات والدخان يعادل تدخينه لعلبة سجاير يوميا، دون أن يلفت أحد إلى خطورة ذلك وبخاصة لجهة ما يلحق بالهواء والغذاء، ما دفع طالبة سورية أن تنقل حملتها بشأن التغيير المناخي والتلوث البيئي من المدرسة إلى الأمم المتحدة…فهل انتبهت حكومتنا العتيدة الى واقع بيئتنا ونحن نشهد ما يلحق بها من خراب يوميا ؟

البعث ميديا || حماة – محمد فرحة