سلايدعربي

رئاسيات تونس.. النفس العروبي حاضر مع غياب “تكافؤ الفرص”

انتهى الصمت الانتخابي، وبات التونسيون على بُعد خطوة لمعرفة من سيتسلم مقاليد الحكم في البلاد.. أكثر من 7 ملايين ناخب تونسي يتوجهون، اليوم، إلى 13 ألف مكتب تصويت داخل البلاد، مكملين ما بدأه الناخبون المقيمون في 46 دولة بالخارج، على مدار اليومين الماضيين، لينتخبوا رئيسا لبلادهم، من بين 24 مرشحا، بعد انسحاب اثنين منهم قبل يوم من الصمت الانتخابي لصالح مرشح أخر.

حملة انتخابية استثنائية عاشتها تونس خلال الفترة الماضية، شهدت منافسة حامية بين المرشيحن، من جهة الحملات التي قاموا بها، أو أثناء المناظرات التلفزيونية، عرض فيها الجميع مواقفهم وآراءهم وسياساتهم التي سيعملون عليها، في حال فوزهم، لكسب التأييد وتوجيه الناخب التونسي لاتخاذ قراره..

هذه الخطوة الإيجابية – المناظرات التلفزيونية – لقيت ترحيبا كبيرا من الشارع التونسي، حيث عبر الكثيرون عن فخرهم بها، إلا أنهم غير قادرين على التنبؤ بنتائجها، على خلاف تلك التي جرت عام 2014، فالمرشحون آنذاك كانوا محدودين، أما اليوم فالأحزاب السياسية مفتتة للغاية، وخاصة الأحزاب اليسارية وأحزاب الوسط –أو الحداثيين كما يطلق عليهم في تونس، والمرشحون كثر، فضلا عن أن فرص نجاح البعض منهم متقاربة للغاية..

“الطريق إلى قرطاج.. تونس تختار” شعار المناظرات التي جرت على ثلاثة أيام متتالية، وبين السياسة والاقتصاد، تنوعت كلمات المرشحين في المجموعات الثلاث، مقدمين رؤيتهم الخاصة حول كيفية النهوض بالاقتصاد المحلي ومعالجة المشكلات الموجودة، إضافة لردم الهوات الاجتماعية..

النفس العروبي كان حاضرا وبشدة في خطابات بعض المرشحين للرئاسة، فإلى جانب تجريم التطبيع مع كيان العدو، كان ملف إعادة العلاقات مع سورية وأهمية عودة دمشق إلى الجامعة العربية، من أبرز ما ناقشه بعض المرشحين، وأبرزهم عبد الكريم الزبيدي، وزير الدفاع السابق، الذي أكد عزمه إعادة فتح سفارة بلاده في دمشق، وهذا ما شدد عليه المرشح المستقل، الصافي سعيد، المعروف بتبنيه للفكر القومي، بأنه أول ما سيفعله في حال فوزه بالانتخابات، كما لفت إلى أن سورية مؤسسة الجامعة العربية ودولة هامة في شرق المتوسط، كذلك بين المرشح محسن مرزوق عن “مشروع تونس” أن قطع العلاقات مع سورية كان من ضمن الأخطاء الكبيرة.

منظمات المجتمع المدني، التي راقبت سير العملية الانتخابية، حيث أعلن عن ائتلاف من 27 منظمة لمراقبة الانتخابات، بينت أنه لم يكن هناك تكافؤاً في الفرص بين المرشحين، وهذا كان واضحا أثناء المناظرات وخلال المشهد الإعلامي، فبعض الوسائل الإعلامية، التي تتبع لقياديات سياسية معينة، شكلت منصات تأثير لدفع مرشح على حساب أخر..

وأشارت جهات إعلامية عديدة، واكبت الحملات الانتخابية منذ بدايتها، إلى أن هناك اختلاف في قدرة المرشحين على التحشيد الجماهيري، وهذا بدا واضحا حين نزل المرشحون إلى الساحات وبين جماهيرهم لكسب أكبر تأييد ممكن.

أمر أخر ميّز هذا الاستحقاق، هو أن الحملات الانتخابية جرت دون استطلاعات للرأي، حيث منع القضاء التونسي نشرها في فترة الانتخابات، إلا أن ذلك لم يمنع بعض الجهات من تسريب استطلاعات “مفتعلة”، بحسب مراقبون، تهدف لخدمة مرشحين بعينهم..

الحالة الضبابية التي شهدتها تونس بعد وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي، من المفترض أن تزول عند الإعلان عن نتائج الانتخابات، غير أن ما يتوقعه الكثيرون هو أن الصراع لن يحسم إلا بدورة ثانية، نظراً لتقارب حظوظ عدد من المرشحين..

 

البعث ميديا  ||  رغد خضور