مساحة حرة

معادلات الردع مع كيان الاحتلال

نفذت المقاومة وعد السيّد حسن نصرالله، بإسقاط “مسيرة صهيونية”، ردّاً على استهداف الضاحية على مشارف بلدة رامية الحدودية، بما يؤكد تثبيت قواعد الاشتباك، وقدرة الردع التي حسمتها المقاومة في البَّر والبحر سابقا، والجو لاحقا.

إسقاط “المسيرة الصهيونية” جاء بعد مرور 13 عاماً على مواجهة تموز، عندما أصاب مقاتلي حزب الله إبان حرب 2006 مروحية إسرائيلية من طراز «يسعور» بصاروخ مضاد للدبابات، علما أنه كانت في حوزتهم آنذاك منظومات أسلحة مضادة للطائرات، لم يكشف عنها في تلك الحرب.

جاء الرد دون الكشف عن قدرات الدفاعية الجوية لحزب الله, وبأسلحة دفاع جوي معروفة، ويعرف العدو أن حزب الله يمتلكها، وهي في الحد الأدنى صواريخ محمولة على الكتف كصواريخ “سام – 7 المُطوَّرة أو صواريخ إيغلا الأحدث، إضافة إلى استخدام أسلحة الحرب الإلكترونية في السيطرة على الطائرات المسيرة.

هذه الوقائع تطرح تساؤل عن مقدرة المقاومة في التصدي لطيران العدو الإسرائيلي، وامتلاك الحزب لمنظومات دفاع جوي متطورة، الحديث عن ذلك ليس بالأمر السهل، بسبب عدم توفر معلومات واضحة عن الموضوع، وإستراتيجية المقاومة في عدم الكشف عن قدرتها القتالية لمفاجأة العدو الإسرائيلي في أي موجهة مقبلة.

للمرة الأولى يتحدث السيّد حسن نصرالله عن حق المقاومة بامتلاك منظومات الدفاع الجوي جاء بتاريخ 17 شباط سنة 2009 في الذكرى السنوية للقادة الشهداء، أنذاك لم ينفِ السيّد أو يؤكّد امتلاك المقاومة للمنظومات الجوّية، لكنه شدد على أن للمقاومة الحق في امتلاك هذا السلاح ولديها الحق في استخدامه.

وممّا جاء على لسان السيّد آنذاك جملة مهمة، والتي يمكن اعتمادها في مُقاربة امتلاك المقاومة لمنظومات الدفاع الجوّي حيث قال: “نحن لا نخوض الصِراع على قاعدة العنتريات والمُزايدات، بل على قاعدة المُفاجآت، ما أريد أن أثبته أننا نملك الحق في أن نملك أيّ سلاح ومن ضمنه سلاح الدفاع الجوي، وأيضاً لدينا كل الحق أن نستخدم هذا السلاح إذا أردنا. لقد ولَّى الزمن الذي نتصرَّف فيه وكأننا ضِعاف”.

ومع إستراتيجية المقاومة المبنية على المُفاجآت سواء دفاعيا أو هجوميا، وتثبيتا لكلام السيد، فإن امتلاك المقاومة للدفاعات الجوية المتطورة أصبح ضروريا، مع الإبقاء على سرية نوع وحجم هذه المنظومات، مع التذكير إن كلام السيّد جاء قبل عشر سنوات، ما يعني أنّ الوقت كان كافياً لتتدرَّب طواقِم الدفاع الجوّي على استخدام المنظومات وامتلاك الخبرة اللازِمة في تشغيلها ضد الطائرات والصواريخ الصهيونية.

أصبح من المعروف أنّ المقاومة، كما حصلت على صواريخ أرض– أرض وصواريخ الكورنيت، وغيرها من سورية وإيران، فمن المؤكَّد أن المقاومة قادِرة على الحصول على حاجتها من منظومات الدفاع الجوّي.

فقد أشار شارل أبي نادر، الخبير العسكري اللبناني، إلى إن “حزب الله يمتلك أسلحة متطورة ومنظومة لم يعلن عنها، ما يمكنه من مواجهة إسرائيل حال اندلاع مواجهات بين الجانبين”، مشددا “على أن حزب الله لديه قدرات مضاعفة، ويمتلك 150 ألف صاروخ، كما أنه يمتلك منظومة دفاع جوي، يمكنه من خلالها إسقاط الطائرات كما تحدث الأمين العام حسن نصر الله في وقت سابق”.

افتراضيا لو حصلت المقاومة على عربات من منظومة “بانتسير إس– 1” أو عربات من منظومة “بوك – إم 2” او منظومة أوسا “سام – 8” إن ذلك بالتأكيد سيخفّض قدرات سلاح الجو الصهيوني، ويضعه في مأزق حقيقي في خرقه للأجواء اللبنانية المستمر.

أخيرا مع معادلة إسقاط “المسيرة الصهيونية”، يكون حزب الله كشف عن امتلاكه لمنظومات دفاع جوي متطورة بإمكانها إسقاط طائرات التجسس الإسرائيلية، مع الإبقاء على عدم كشف مقدرة المقاومة على  إسقاط الطائرات الحربية للعدو، وسيكون لها نتيجة مباشرة تؤدي إلى انحسار العربدة الإسرائيلية في السماء اللبنانية، وبالتالي الدخول في مرحلة جديدة من معادلات الردع مع كيان الاحتلال.

عزالدين شحاده || البعث ميديا