الشريط الاخباريسلايدعربي

ضرب “آرامكو”.. عملية ردع بمفاعيل عالمية

 

الضربة التي وجهتها جماعة “أنصار الله” في العمق السعودي، والتي استهدفت مصفاتي نفط في حقلي بقيق وخريص التابعتين لشركة آرامكو السعودية، مركز أعصاب الصناعة النفطية للرياض، تعد من أقوى وأهم الهجمات.

“أنصار الله”، بعمليتها الأخيرة، لم توجه ضربة للنظام السعودي وحسب، بل على كل من يدعمه ويقف وراءه، وهزت الرياض، ليس فقط اقتصاديا وأمنيا، بل عسكريا ومجتمعيا ونفسيا، أمام الرأي العام المحلي والعالمي، وكشفت أن “الواحة الآمنة” التي يروج لها النظام السعودي مجرد وهم.

عملية “توازن الردع الثانية”، كما أطلق عليها، والتي نفذت بعشر طائرات مسيرة يمنيّة الصنع تعمل بمحركات مختلفة وجديدة بين عادي ونفاث، جاءت في سياق الرد على مواصلة الرياض عدوانها على اليمن وفرضها لحصار جائر، أضر بمختلف مناحي الحياة في اليمن، فبنك الأهداف الذي وضعه “أنصار الله” منذ أشهر، والذي شمل 300 هدفٍ في الداخل السعودي، يتوسع يوماً بعد يوم، وفي كل مرة يثبت الجيش واللجان أنهم أقوى، وأن الطائرات المسيرة قادرة على ضرب أي هدف كان في المجال السعودي..

أهمية استهداف موقع آرامكو يمكن في الخسائر التي تكبدتها الرياض، وما له من تأثير على صادرات السعودية من البترول، كونها ضربت العمود الفقري للاقتصاد السعودي، فبحسب التقديرات الأولية أدى الانفجار إلى توقف كمية من إمدادات النفط الخام تقدر بنحو 5.7 مليون برميل، ما يعادل 50% من إنتاج الشركة، إضافة لتوقف إنتاج كميات من الغاز المصاحب والتي تقدر بـ2 مليار قدم مكعب، وتستخدم لإنتاج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي..

أثر الهجوم لم يقتصر على السعودية فقط، حيث شهدت البورصة الخليجية، أيضا، تراجعا ملحوظا خلال تعاملات أمس، إذ انخفضت بورصة السعودية “تداول” بنسبة 1.12%، والمؤشر الرئيسي لبورصة الكويت هبط بنسبة 0.16%، وتراجع سوق دبي بحوالي 0.48%.

كذلك امتد أثره إلى أسعار النفط العالمية، حيث قفزت إلى أعلى مستوياتها، وارتفع خام برنت 19%، وخام تكساس 15%، الأمر الذي آثار قلق الإدارة الأمريكية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، وهذا ما دفع بالرئيس الأمريكي بالسماح بالسحب من مخزون النفط الاستراتيجي، إذا دعت الحاجة، مطمئناً ولي عهد النظام السعودي بأنه مستعد لتعزيز الأمن والاستقرار في بلاده، وبالطبع فإن ترامب ليس خائفا على مستقبل السعودية ونظامها الحاكم، لكنه قلق على المصالح التي سوف تتزلزل جراء تصدعها، وهو لا يريد أن يفقد أصوات الناخبين في بلده من جراء تضرر اقتصاد أمريكا..

أنصار الله أكدت أن المنشآت النفطية في الداخل السعودي لا تزال مستهدفة، وتوعدت بعمليات عسكرية كبيرة قادمة ستكون أكثر إيلاما، وتوقف عمليات الرد مرهون بإنهاء الرياض عدوانها على اليمن.. والحساب مفتوح….

 

البعث ميديا ||  رغد خضور