محليات

تدهور سلالة النحل السوري.. الإهمال والتقصير يقتلان “السيافي والغنامي”

كثر الحديث مؤخراً عن تراجع مهنة تربية النحل ودخول ملكات مصرية مهربة غير جيدة أثرت على السلالة السورية ولكن توجد أسباب اخرى ناتجة عن التقصير والإهمال الذي جرى من قبل مراكز الأبحاث ومشروع تطوير النحل الذين لم يحافظوا على سلالة النحل السوري الصافي ببنك مورثات خاصة به أسوة بدول العالم ليصبح النحل المحلي هجيناً بهدف التهافت للحصول على زيادة في إنتاج العسل وحتى النحل الإيطالي الذي دخل بالاستيراد لم يتلاءم مع البيئات في بعض المحافظات.

ولم يخف رئيس الجمعية النوعية المركزية لمربي النحل التي تتبع للاتحاد العام للفلاحين الدكتور بسام نضر تدهور سلالة النحل السوري و الوقوع في مشكلة تهجين السلالة لأنه أصبح في معظمه هجيناً كان من المفروض من مراكز الأبحاث أن يكون لديها بنك مورثات كما في دول العالم ويجب أن يكون هناك تهجين للوصول إلى الصفات الجيدة وتحسين السلالة والمشكلة هنا أن الباحث لا يستمر ببحثه وهذا يحتاج إلى دراسة وعمل لسنوات.

وأوضح نضر أنه ينتشر في دول سورية و فلسطين والأردن ولبنان سلالة النحل السوري التي تنقسم إلى قسمين السيافي والغنامي، بالنسبة لنوع السيافي فهو يتأقلم مع البيئة السورية ومقاوم للدبور الشرقي ويتحمل الحرارة العالية (جماع للعسل) ولكنه يميل إلى الشراسة وكان من المفروض من مشروع تطوير النحل أن يقوم بتحسين هذه السلالة، أما الغنامي فهي سلالة هادئة أقل شراسة وجماعة للعسل وتقاوم الدبور الشرقي.

وبما أن سلالة النحل السوري منخفض ومعدل إنتاج الطائفة من 5 إلى 8 كغ ، دخلت سلالة النحل الإيطالي الذي يتمتع بكثرة الإباضة وكثرة الحضن ولكن يحتاج إلى درجات حرارة منخفضة “الساحل السوري”، كما ودخلت سلالات نحل منها كرنيولية “القوقازية” وهذه السلالة أقرب إلى النحل السوري تأقلمت مع البيئة السورية، لكن وقعنا في مشكلة تهجين السلالة إذ تدهورت سلالة النحل السوري.

وأشار نضر إلى معاناة النحالين من عدة مشاكل منها الأمراض، ولها علاجات طبيعية وكيميائية. كما أن هناك مشاكل في تأمين وارتفاع مستلزمات الإنتاج وكذلك توقف التصدير نتيجة الظروف التي تمر بها البلاد، ومع ذلك فإن النحال السوري لم يتوقف عن العمل رغم انخفاض أعداد طوائف النحل بما يقارب 75 % وتدهور الإنتاج بنسبة عالية جداً.

وتسعى الجمعية بالتعاون مع المنظمات الدولية لتعويض الفاقد من النحل، علماً أن الجمعية تقوم بتأمين مستلزمات الإنتاج من خلايا خشبية، وشمع وأدوية علاجات وتقديم الإرشادات الفنية والتسويقية كما تقيم الجمعية ندوة شهرية بهدف إزالة العقبات التي تعترض المربين ويبلغ عدد المربين بما يقارب 15 ألف مربي، ويتأثر النحل بالظروف الجوية وارتفاع درجات الحرارة الذي أثر على جني الرحيق.

ولفت نضر إلى أن من أخطر الأمراض هي طفيل “الباروا” لكن يتم معالجته عن طريق الأدوية الكيميائية وننصح باستخدام الأدوية الطبيعية التيمول والمانتول والتي تعتمد على الزيوت العطرية.. بالمجمل يتم تأمين جميع هذه الأمور عن طريق المواد الطبيعية، وكذلك هناك مرض خطير دخل إلى النحل هو النوزيما يتم معالجته بوسائل الزيوت العطرية “التيمول عن طريق التبخير”، علماً أنه يتم تصنيع مستلزمات الإنتاج محلياً وبمواصفات عالمية كما يتم تأمين مصائد للعكبر واستخدامه في الصناعات الدوائية ومصائد لسم النحل، والعسل السوري متنوع الأزهار، تبدأ بداية الربيع وتنتهي نهاية الشتاء “الحمضيات، حبة البركة، الأشواك، الكينا، اليانسون ، جيجان، الجبلي الجردي، الزلوع، العجرم و الطيون”.

البعث ميديا || فداء شاهين